الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٨ مساءً

ماتت أمينة فمن لليمن بعدها!

رشيدة القيلي
الاربعاء ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً
يوم الجمعة 9/9 توفت أعز أخواتي وأحنهن(أمينة) عن 39 عاما،لم تمرض، بل ذهبت فجأة كما عاد (علي) فجأة،كنتُ أوصي بان يُسلم لها طفليّ إن داهمني الموت،فإذا بها تسلمنا أربعة أيتام وتمضي بلا وداع، صالحة مصلحة،كانت مدرسة للجغرافيا،لم تحب السياسة،بيتها يخلو من التلفاز لقناعة سلفية، فكانت تستقي الأخبار مني.

***

وحين قال علي :

( لن أسلم السلطة إلا لأيدي أمينة)حاولتُ إقناعها بالوصول إلى صنعاء لتسلم السلطة من (علي) وإخراج البلاد من المحنة،لكن مذهبها يحرّم عليها الخروج على ولي الأمر!وهي ترى أن الاعتناء بأربعة أبناء مقدم على الاعتناء بخمسة وعشرين مليون، فاحترمتُ قناعتها،ونقمتُ على (علي صالح) لأنه مكر مكراً سيئا حين أبى إلا التسليم لأيدي(أمينة)وليس لأيدي (رشيدة)! وشعرتُ بالحسرة لأن الوالدين لم يوفقا في اختيار الاسم المناسب لي ،ففوتا عليّ فرصة تسلم السلطة من (علي وعياله) ،لإنقاذ شعبي من بلاوي هذا النظام الفاسد المجرم .

سامح الله أبي علي ، وأمي فطوم، لقد أضاعا فرصة دخولي وإياهم التاريخ،وأضاعا فرصة تمكين اليمن من تقرير مصيره بأقل الخسائر .

***

كانت أمي فطوم من المعجبين جداً بعلي صالح ، وتقالعني دوما لأني أجاهد لاقتلاعه،وتقول عبارتها المتوسلة (ما بينُه سخى) أي لا تقسي على الرئيس،أما بعد أن رأت جرائمه، فهي مقتنعة جدا أن حادث جامع الرئاسة جاء بفضل استجابة الله لدعواتها في صلواتها وسكناتها وحركاتها بأن يسلط الله عليه عدوا من ظهره! وان يحرقه الله من حيث لا يحتسب،إنني مقتنعة أن دعوات والدتي أُستجيبت ، كيف لا وهي المجروحة منه لأنه خيب ظنها كما خيب ظن مئات الملايين في الوطن والعالم .

كيف لا؟ وهي الرعوية بنت الرعوي،رأت شباب مدينتها تعز يحرقون في خيامهم ظلما وعدوانا ، فاحترق فؤادها من اجلهم ،فنبذت الصنم علي، وشبت في نفسها نيران الثورة؟

***

لقد خسر (علي) وما زال يخسر،ومثال آخر قريبتي (حورية الثلايا) فحين حنّ راعد الثورة في نفوس ولديها (قاسم ومسعد) رحلا عن بلادهما (الأهنوم)ويمما شطر ساحة التغيير بصنعاء واعتصما،ضحّى قاسم برتبته في الأمن المركزي،وحين قام النظام بمجزرة جمعة الكرامة، هاتفته والدته فقال غاضبا: لن نسامح علي وسنقطعه إربا إربا انتقاما لزملائنا، فاستحلفته والدته أن يُبقي لها قطعة من لحم (صالح) كي تمضغها! كانت (حورية الثلايا) لا تقبل كلمة واحدة في حق (علي) ، واليوم تريد أن تكون هنداً جديدة!فمن حوَّل هذه المشاعر؟ إنه الرفض الفطري لجور السلطان وإجرامه.

فأين الفئة الصامتة من هذا التحول ؟إلى متى سيظل الماء في فمها؟والرفض حبيس جوفها؟

***

وعودة إلى موضوع (أمينة )أقول أن علي صالح هو المستفيد الوحيد من رحيلها،لأنه سينكص عن وعوده كالمعتاد،فقد(غاب القط إلعب يا فأر) ولكن هيهات هيهات، فإنني وباسم اليمن أطالب ابنها (إياد) بتوكيلي أنا باستلام السلطة نيابة عن أمه (أمينة) فهو وريثها ويملك هذا الحق الشرعي،فلعل الله قبض إليه أمينة كي يمكّن لرشيدة، فإن قبض رشيدة فأختنا سمية خليفتنا،ولعلها كطبيبة تتمكن من إخراج الثورة من رحم التعسر بولادة طبيعية تجنب الثوار التكلفة الباهظة للتوليد القيصري!

***

الشاعر الثوري / علي محسن البهلولي لطالما أتحفني بأشعاره الشعبية الثورية، وعقب وفاة أختي (أمينة )أرسل لي نصا من شعره المنشور، يقول فيه:

نشتي حكومة في بلادي واثقة

لأن اليمن فيها كوادر بالميات

والشعب ينسى للعهود السابقة

ذي عاش فيها طول عمره في شتات

يمن جديد و(أيدي أمينة) صادقة

أما علي لا عاد،قد راح له ومات

ولم يكن قد علم بموتها،فكتبتُ إليه : لقد ماتت أمينة ، فمن لليمن بعدها؟

فظن أني أتهكم فرد قائلا:

يا شعب لا ماتت أمينة

تتسلم السلطة رشيدة

بشرط لا تجلس حزينة

تبكي على الحجة حميدة

وإلا حنين القلب حنينه

عاد ثورتي يا ناس بعيدة

تشتي لها زفة حسينة

من أجل لا تبقى وحيدة

وشعبنا ربي يعينه

على بناء دولة جديدة

والطاغية ربي يهينه

أسأل من الله لا يعيده

فلما عرف أن الوفاة حقيقة لا تهكماً ، اعتذر بشدة.

***

فسبحان الله الذي جعل في المبكيات مضحكات،فقولوا لي يا قراء يا كرام كيف نفعل لو صمم (علي) ما يسلم السلطة إلا ليد أمينة وهو عارف أنها ماتت؟ يا فرحته ويا سلا خاطره،لقد جاء موتها (فكة من مكة) له ولعصابته الحاكمة.

وما رأيكم تصوتوا على مقترح بتغيير إسمي من رشيدة إلى أمينة ،وذلك من أجل مصلحة الوطن ، ومن أجل تطبيق مقولة (جازع الكذاب إلى باب الدار)،فلو أن اسمي أمينة كنتُ سأجازع (علي) إلى باب دار الرئاسة؟

عموما ..قدر الله وما شاء فعل ، ودعواتكم لأمينة بالرحمة، وللوالدين بالمسامحة لأنهما حرماني من مجازعة الكذاب إلى الباب!وعظم الله أجري في أختي ، وعظم أجركم في وطن تدوس على خده عصابة (علي وعياله) .

فليكن شعارنا:

حتى وإن عاد ، فنحن له بالمرصاد

بالمرصااااااااااد.

***

هذا خطي شاهداً عليّ بأنني أشهد بلا إكراه ولا إحراج بأن (علي صالح) كان صادقا ووفيا حين قال أنه عاد إلى اليمن حاملا (حمامة سلام وغصن زيتون) وأقر واعترف بأنه- أكرمه الله- أهداني واحدة من هذه الحمامات اللطيفات بعد وصوله بساعة ونصف فقط!

وسبحان الله مغير الطير إلى حديد ، فما وصلت الحمامة إلى غرفة نومنا الأسرية إلا وهي قذيفة(أر. بي. جي)!

فيما وصل غصن الزيتون متنكرا بشكل رصاصة قناصة اخترقت الزجاج والجدران من الوريد إلى الوريد!

فالله المستعان يا بو الحمائم ، (أر بي جي) حتة واحدة!!