الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٦ صباحاً

نائـبان للــفاعل اليمني !!

اسكندر شاهر
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
"صُدر القرارُ" .. إعرابها كالتالي : "صُدر" .. فعل ماضي مبني للمجهول ، و"القرارُ" نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .. هذا في علم النحو العربي .. وأما في علم النحو السياسي اليمني فالوضع مختلف تماماً ..

النائب عبده ربه منصور هادي (سابقاً) كان نائباً للفاعل ( علي عبد الله صالح الأحمر ) الرئيس (سابقاً) ولكن النائب ليس مرفوع بالضمة بل ( مجروور ) بـ الكسرة .. والفطرة والخُبرة إلى أن جاءت (الثورة) ..

وأما اليوم فقد أصبح النائب هو ( الفاعل ) ومرفوع بضمة ظاهرها الثورة وباطنها جمال بن عمر ..

ومن المفروض والحال هذه أن يُستغنى عن نائب الفاعل وبالتالي تكون الجملة السابقة كالتالي :

" أصدر عبده ربه منصور هادي القرار " ، فيصبح إعرابها : أصدر فعل ماضي مبني على الفتح ، عبده ربه منصور هادي فاعل مرفوع (ممنوع من الصرف) ، والقرار مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ..

على أن النحو اليمني لا يريد للنحو العربي أن يستقيم ويطبق قواعده ، فقد قالت صحف ومواقع إعلامية عربية ويمنية أن تاجرين أحدهما يحمل الجنسية العمانية والآخر يحمل بطاقة الصرف والإقامة السعودية يطمحان إلى الوصول إلى موقع نائب الفاعل .. بحيث يكون للفاعل اليمني نائبان مرة واحدة ، فتعود العبارة السابقة إلى وجهها السابق ( صُدر القرارُ) ولكن إعرابها سيختلف هذه المرة ويصبح كالتالي :

صُدر القرارُ : صُدر فعل ماضي مبني للمجهول ، القرارُ نائب فاعل مرفوع بضمة عُمانية سعودية مقدرة على مقاس أحمد فريد الصريمة وحميد عبد الله الأحمر !!! .

في النحو العربي يقوم نائب الفاعل مقام الفاعل ويأخذ علامته في الرفع في حالة عدم ذكر الفاعل في الجملة وبالتالي يُضطر اللغوي إلى أن يبني الفعل على المجهول لا المعلوم بضم أوله وكسر ماقبل آخره ..

وأما في النحو السياسي اليمني فسيقوم النائبان للفاعل مقام الفاعل في حضوره وفي غيابه ..

لا يوجد في النحو العربي (مقابل/ مد ) في حال قيام نائب الفاعل مقام الفاعل ولكن في النحو السياسي اليمني فالمقابل هو ( التمديد ) للفاعل / رئيس الجمهورية .. لتتمدد معه ثروة نائبي الفاعل ، ويسيطران على الشمال المنكوب والجنوب المنهوب ، ولئن يسيطر الأحمر على منزل الرئيس البيض في عدن فالصريمة قد يعتزم السيطرة على منزل الرئيس (......؟!) في صنعاء من أجل تحقيق "مساواة" بين النائبين التاجرين ، وبها تتحقق المساواة بين الشمال والجنوب وتترسخ الوحدة / (الوحلة) !! .

إيـماءة
التلويح بالتمديد لهادي يعني فيما يعنيه صحة ما ذهبنا إليه من توقع فشل مرتقب لما يسمى الحوار الوطني الشامل وبالتالي فشل المبادرة الخليجية وملحقاتها ، وأما تسريب أطماع الأحمر والصريمة فهو تعزيز لإشارات عديدة واضحة بأن ( الثورة ) نجحت في الحصول على لقب ( فورة ) ، وكلنا نعرف من هو (الفاعل) عبده ربه منصور هادي وأما ( نائب الفاعل2 ) فيستحق أن نُفرد له حلقة خاصة تليق بمقامه !! .