الرئيسية / كتابات وآراء / آل سعود...حماقة بلاحدود!!!

آل سعود...حماقة بلاحدود!!!

د . عبد الملك الضرعي
الجمعة , 23 سبتمبر 2011 الساعة 06:52 صباحا
أولاً لم يكن يخطر ببالي أن أكتب يوماً ما حول موضوع كهذا لأن آل سعود اشقاء تجمعنا بهم إخوة في الدين واللغة والجوار ، يضاف إلى ذلك حساسية الوضع الإقليمي وموازين القوى والنفوذ في منطقة شرق البحر المتوسط ، ولكن فضاعة الحدث والجرم الذي ترتكبه قوات علي عبدالله صالح ضد المعتصمين السلميين والذي نجم عنه مناظر بشعة لايقبلها ضمير مسلم ، وموقف بعض أفراد الأسرة المالكة السعودية الذي يظهر تجاهلاً لهول تلك المجازر ومساندة لأسرة صالح وبشكل علني مستفز، وإستهانة بمشاعر الشعب اليمني وأسر الضحايا ، كل ذلك دفع كاتب هذه الأسطر لتوضيح الموقف للأسرة الحاكمة لآل سعود لأنها ربما تعرضت لتضليل من علي عبدالله صالح ،ولعل ما نكتبه يُمكِّن الأسرة الحاكمة السعودية من معرفة الحقيقة وإعادة النظر في مواقفها من المشهد اليمني الراهن وبما يراعي مصالح الشعبين الشقيقين ، ونشير هنا إلى أننا نفرق بين شعب أرض الحرمين الشقيق ، فهم إخوة همهم همنا ، هم إخوة رفعوا اصواتهم استنكاراً لمذابح أسرة صالح ، شعب أرض الحرمين الشقيق في نجد والحجاز وعسيرإخوة في الدين والعروبة والجوار ، نفرق بينهم وبين الأسرة الحاكمة لآل سعود ،وندرك أن كل صاحب ضميرمن الشعب المسلم الطيب في نجد والحجاز وعسيرلايمكن أن يقبل بجرائم القتل البشع التي ترتكبها قوى البطش ضد إخوة لهم عُزَّل ، إذن فموقفنا واضح من أحبتنا المواطنين في أرض الحرمين ، وخلافنا مع أسرة حاكمة فشلت في إدراة الملف السياسي في القضية اليمنية الراهنة ، ذلك الفشل نتاج خوف وارتباك من وصول المد الثوري إلى عروش حكمها ، ولكن تلك الإجراءات لم تكن صائبة لأنها تمسكت بفرد وتركت شعب يعاني القتل والتشريد.

نود التأكيد أن لكل دولة حق الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية على المستوى الداخلي أو الخارجي ، وتحت هذه القاعدة نعتقد يقيناً أنه ليس من مصلحة الأسرة الحاكمة السعودية على المدى البعيد استعداء الشعب اليمني ، قد يقول قائل لقد جرب آل سعود الإستراتيجية الحالية عقب ثورة سبتمبر واستطاعت بفعل ذلك الإمساك بخيوط السياسة اليمنية الداخلية حتى الوقت الراهن ، وذلك من خلال تكوين شبكة علاقات مدفوعة الأجر مع بعض الرموز القبلية والسياسية وبقايا آل حميد الدين ، وبالتالي يرون أنهم بدعمهم لسلطة أسرة علي عبدالله صالح سيكررون ذلك السيناريو ، خاصة مع إدراكهم أن الدولة الجديدة ستعاني من أزمة مالية حادة تستدعي الدعم السعودي.

نقول لهم ليست كل استراتيجية سياسية تنفع لكل زمان ومكان ، وإن تشابه الحكم الأسري لعلي عبد الله صالح وآل حميد الدين ، فالموضوع المتغير الآن هو الشعب ، فالشعب اليمني بما يملك من كوادر بشرية عصرية من الصعب استدراجه بالمال لأن شباب التغيير اليوم يدفعون حياتهم التي هي أغلى من كنوز الدنيا رفضاً للتبعية والإستبداد ، وبالتالي فالإنسان اليمني اليوم غير اليمني قبل نحو (50)عام ، كما إن المملكة العربية السعودية لم تعد كما كانت قبل (50)عاماً أيضاً فالضعف بدأ يدب فيها ،وقوى المعارضة أكثر قبولاً لدى شعب المملكة ، والربيع العربي بدأ يتسلل إلى شبابها ، لذلك فمهما حاولتم تأخير مسار الثورات العربية حماية لنظامكم فإنكم على خطأ ، لأن العكس هو ما سيحدث ، ستقولون كيف؟؟؟ نقول لكم أن شباب أرض الحرمين الشريفين لايحتاج اليوم إلى منشورات أو كتب ورقية تصل إليه من خارج الحدود ، فهناك مواقع التواصل الاجتماعي الألكترونية ، والتي تتواجد في السعودية بأضعاف ماهو موجود في اليمن ، ويستطيع الشباب اليمني أن يؤثر في مسار السلوك السياسي للشباب السعودي عبر تلك المواقع ، إذن فالتشبث بالأسرة الحاكمة في صنعاء وبكل المقاييس السياسية لن يكون في صالح الأسرة الحاكمة السعودية ، بل سيزيد من معدل الكراهية لكل ما هو سعودي ، وتمثل الدعوة التي يروجها الشباب اليمني عبر صفحات الفيسبوك والخاصة بمقاطعة البضائع السعودية بداية الخسائر التي سيدفعها المستثمرون السعوديون نتيجة السياسة الخاطئة لحكامهم.

إن السياسة السعودية التي كانت توصف بالهادئة لم تعد هادئة ، بل تحولت إلى سياسية حمقاء تستفز الشعوب ، فآل سعود يعتقدون أن بإمكانهم الإمساك بخيوط اللعبة السياسية اليمنية ولجميع الأطراف ، فهم يريدون تأييد أسرة صالح الحاكمة في صنعاء سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، ويحاولون في نفس الوقت البقاء على تواصل مع بعض قوى الثورة عبر نافذة المبادرة الخليجية أو علاقاتهم القديمة ، نقول لهم إنكم واهمون ، فتلك سياسة فاشلة لأن الشعب اليمني لايمكن أن يساوم في دماء أعز شبابه.

آل سعود واهمون يعتقدون أن الشعب اليمني لايعلم أنهم السبب في مد عمر الأسرة الحاكمة في صنعاء من خلال مليارات الدولارات التي دفعت لدعم نفقات تشغيل الدولة والعدوان ، هم خاطئون وواهمون لأنهم يعتقدون أن أسلحتهم التي يمدون بها أسرة صالح ستوقف الثورة ، هم واهمون لأنهم يعتقدون أن بقدرة أسرة صالح كبح إرادة الشعب اليمني ، ومن ثم منع رياح الثورة والحرية من التمدد إليهم ، هم واهمون أن شعب نجد والحجاز وعسير سيتوقف طموحه في الشراكة بالسلطة والثروة إذا كُبحت الثورة اليمنية ، فالشعب في نجد والحجاز وعسير يعلم أن مليارديرات أسرة آل سعود الحاكمة لم تأتي من تجارة أو استثمارأو ميراث ، بل من ثروات شعب فيه من البطالة والفقر مالا يصدقه عاقل.

أخيراً وبحق إخوة الإسلام والعروبة وحق الجوار ، ندعوا الأشقاء من آل سعود لإعادة النظر في مواقفهم من ثورة الشباب الشعبية السلمية اليمنية ، وأن يراعوا مصالح شعب الحرمين الشريفين ، وليعلموا أن الحكام زائلون والشعوب باقية ، وأن الحمق السياسي مدمر لدوام الحكم ، نرجوه تعالى أن يولي علينا خيارنا ويصرف عن أمتنا الأشرار إنه على مايشاء قدير.