الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ مساءً

ياأنصارصالح لاتفرحوا!!!

د . عبد الملك الضرعي
الخميس ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٦ صباحاً
بينما الأشلاء تتناثر في القاع وشارع الزبيري ليمنيين عرب مسلمين ، خرج بعض أنصار صالح في بعض الحارات يطلقون الألعاب النارية فرحين ، لاندري ماهو سرذلك الفرح هل حررت بيت المقدس أم ماذا ، هل وصل الأمر إلى أن يفرح اليمني بتقطيع أخوه أشلاء ، إننا نثق أن أولئك الأشخاص ضحايا لإجرام إعلام السلطة الذي ينشر الكراهية والحقد ، يضاف إليهم من يشجعون على استباحة دماء اليمنيين بمبرر الخروج على ولي الأمر وهؤلاء أدعياء للدين ناصروا القذافي حتى هلك واليوم غيروا عقولهم مع سقوط طرابلس وقالوا نحن مع أولياء الأمر الجدد ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، أن ما تعلمناه أن الإسلام ليس دين الخنوع والإستسلام ، الإسلام دين الكرامة والحرية ، الإسلام علمنا أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، إن الإسلام لايقبل بسفك دماء المسلمين المعصومة ، من إجاز سفك دم مسلم وإن سمى نفسه عالماً سوف يُسئل يوم لقاء الله تعالى ، يضاف اليهم متنفذوا الحزب الحاكم وفاسدوه الذين يدافعون عن أنفسهم ببقاء السلطة ، لقد تعرض الغالبية من أنصار صالح لغسيل مخ ممنهج فأبعدوا عن القنوات الفضائية وحصرت مشاهدتهم لقنوات التلفزة الرسمية(اليمن، عدن ، سبأ ، الإيمان) ومن يتابع تلك القنوات يدرك بما لايدع مجالاً للشك أنها لاتدار بمهنية إعلامية بل من مطبخ أمني يجعل من التضليل الأداة الفعلية لحشد الأميين والبسطاء كوقود لمعركة ليسوا طرفاً فيها، لذلك من النادر أن ترى بين أنصار صالح مثقفين إلاَّ ماندر من الإنتهازيين الذين يمتلكون الفلل الفارهة والمرافقعين ومبالغ خيالية من الاعتمادات الشهرية.

مالا يعلمه أنصار صالح أن منطق التاريخ والسياسة يقول أن إرادة الشعوب لاتقهر ، ومن يتابع بعين فاحصة يجد أن الثورة الشبايبة الشعبية السلمية إستطاعت خلال بضع أشهر إخضاع جبروت سلطة صالح وطغيانه ، لذلك هل هم يفكرون أو يسئلون أنفسهم أسئلة مثل (أين بدأت ساحات التغييرةالحرية وأين هي الآن ، وهل يحكم الآن صالح أين هو...في الرياض ماذا يفعل وقد شفي من ماقيل أنها حروق لماذا لم يعود ما منعه...هل وزارات الدولة ومكاتبها لازالت تعمل سيقول أنصار صالح لا ، هل استطاعت حكومة صالح إعادة الدراسة في الجامعات اليمنية سيقولون لا ، بل أن مشهد إقفال جامعة صنعاء وطرد عميد كلية الإعلام دليل إضافي على عجز سلطة صالح الاَّ محدود...ألا يشكوا أنصار صالح من إنقطاع الكهرباء والمشتقات النفطية ، ومن هم وزير النفط والكهرباء اليسوا أعضاء في حكومة تصريف الأعمال التابعة للمؤتمر الشعبي العام ، ألم يقتنع أنصار صالح حتى الآن بالسقوط الفعلي لسلطة صالح ، أم أنهم في حالة هوس من هول ما حدث.

أخيراً ندعوا أنصار صالح إلى الإقرار بالحقيقة والقبول بالأمر الواقع ، وأن يدركوا أن إطلاق الألعاب النارية أثناء مجزرة القاع وجولة النصر(كنتاكي سابقاً) ليست بالضرورة علامة فرح بل تحمل تعبيراً يعكس حالة الإنهزام والمرض النفسي ، لأن الإنسان السوي لايفرح بسفك الدماء لأي إنسان وفي أي مكان على سطح الأرض فالنفس الإنسانية معصومة ، ما بالك إذا كان أخوك في الدين والوطن ، أن كل من يحرض أو يفرح أو يشارك في سفك دماء اليمنيين لن يفلت من عدالة السماء والأرض ، ندعوك يأرحم الراحمين ياذو الجلال والإكرام أن تحفظ اليمن من كل مكروه ، وأن تاخذ الظلمة سفاكي الدماء أخذ عزيز مقتدر.