الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً

الجوف...المحافظة المنسية

صالح احمد كعوات
الاربعاء ، ٠٣ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥٤ مساءً

مقال: الجوف قلعة تاريخية وكنز اقتصادي ومخزن نفطي ومعدني، وثروة زراعية وحيوانية،كم أنت عملاقة وشامخة يا محافظة الجوف كشموخ جبال خب وبرط وكم أنت متعطشة ومتشوقة للحياة الكريمة المستقرة كشوق صحراءك للمطر والرحمات، أستطيع أيها السادة أن اذكر لكم إنجازات الحكومات السابقة في الجوف بكلمات قليلة موجزة فليس أكثر من عصابة وحجارة، عصابة تنهب كل شيء وتصادر كل شيء، وحجارة مبنيّة بعضها فوق بعض لا تحمل في داخلها غير صفير الرياح،الجوف بين مطرقة الإهمال وسندان الفاسدين
المتنفذين، بين نار الضياع ولهيب العابثين، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد،سُلّمت المحافظة لعصابات وقطّاع طرق يتوالون عليها الواحد تِلو الآخر حوّلوا المحافظة إلى فيد وغنيمة كما هي سياسة النظام السابق التعامل مع النافذين والاستغناء عن الشعب،الجوف تولى عليها في أغلب مجالاتها مرتزقة فعاثوا فيها الفساد وصبّوا على أهلها ويلات العذاب،حرموهم من كل خير ونعمه، وتركوهم يصارعون المرض وقلة ذات اليد،منّ الله على اليمن بقيام الثورة من أجل إقصاء الفاسدين الذين مع الأسف لا زالوا في الجوف بقوّة وكثرة، قامت الثورة من أجل التوزيع العادل وإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين،ولكن الجوف لا زالت تئن وتصرخ، قامت الثورة من أجل أن تنفك الأغلال عن المواطن وتصل الوظيفة العامة إلى كل مستحق فما رأينا غير تكريس المسؤوليات في أيادي النخب، والمصالح العامة بيد من ورثوها من النظام السابق،حتى عصر مابعد الثورة لا تزال أكثر المسئوليات بأيديهم، مؤتمر الحوار لم يجدوا غير هؤلاء،>

يا أبناء الجوف أليس منكم من بلغ الرشد ويملك القدرة أليس منكم من يستطيع تحمّل المسئولية غير أؤلئك الثلّة الذين أشبعونا جهلا ومرضا وحرمانا،هل غير مجموعات تأكل حق أهلها بلا هوادة وتصادر مشاريع مناطقها بلا حياء وتستحوذ الإعتمادات بلا خوف تبيع الوظيفة للغريب وأنتم في حاجة، وتقف حائلا دون النهوض بالمحافظة دون وازع من ضمير، شلّة لا تراعي حقا ولا قربى، حتى دواء المرضى لم يسلم من جشعها ومرتبات العجزة والمعاقين لم يكن خارج خطتها واستهدافها، الكهرباء خارج الخدمة وفي مناطق أخرى لم تصل أصلا ...
والطريق مليء بالمطبات والتكسرات والترقيع الذي لا يدل إلا على حجم النهب والأنانية ..المدارس خاوية مخرّبة لا كتاب ولا أثاث ولا معامل فضلاً عن المدرس والطلاب التائهون في الشوارع، الضائعون في غياهب الحرمان،لا مستقبل أمامهم سوا الأميّة والمجهول،المستشفيات والوحدات الصحية مسكونة بعضها بالإنس وأخرى بالجن لكثرة الغياب حتى الحيوانات الأليفة وغير الأليفة وجدت من بعضها سكنا وأمنا،ياحكومة الوفاق... يا مؤتمر الحوار...

لا رابط بين الجمهورية ومحافظة الجوف غير التقسيم الإداري المشوّه الذي وضعه من قَََبلَكم بطريقة تناسب التزوير والسيطرة على المحافظة ولِيكن حسب نفوذ كل نافذ، محافظة الجوف ست دوائر انتخابية ثلاث منها الدائرة بمثابة محافظة لوحدها مترامية الأطراف كثيرة السكان متباعدة المساحات، والثلاث الأخريات كل دائرة قرية من قرى الدوائر الأولى فيا لها من قسمة ضيزى تصادر الحقوق وتسبب العناء والتعب، ياحكومة الوفاق لا نعرف من الجمهورية إلا حجار المدارس العتيقة وجدران البنايات المهملة فلا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا حتى أقسام شرطة، فهل من لجنة تنزل لتعرف حجم المعاناة ولا خوف عليكم من أبناء الجوف فهم طيبون مسالمون، وهل من التفاتة لتدارك الهوّة السحيقة بين الجوف والعالم وهل من قرارات قوية تنهي عهد العبث والفساد،محافظ الجوف يمتلك القدرة والكفاءة والنزاهة التي تجعله يستطيع تحقيق الكثير ولكن لا تزال الحجار الصم والحفر العميقة تملأ كل المرافق، المحافظة تحتاج إلى العناية في مجال التعليم والصحة والكهرباء والطرق وإعادة توزيع الدوائر الانتخابية بشكل عادل يسهّل مشاركة المواطنين جميعا في اختيار ممثليهم.