عباس الضالعي
مؤتمر الحوار هو فرصة اليمنيين الأخيرة لحل قضاياهم ومشاكلهم المتراكمة ، واليمن أمانة على عاتق المتحاورين جميعا وينظر كل اليمنيين الى مؤتمر الحوار بترقب شديد نتيجة فشل كل مساعي الإصلاحات التي كانت تخترع دون ان ينفذ منها شيء ، ومع هذا فإن أعضاء الحوار يتحملون مسئولية وطنية كبيرة وعلى هذا يفرض عليهم الواجب ان يتجردوا من كثير من الحسابات المتعلقة بالفئة التي يمثلها البعض لانه لو تعاملوا مع المشكلة او القضية بموجب العدد الذي يمثلها قد تتعثر كثير من المشاكل
عليهم ان يتعاملوا مع القضايا بشكل كامل وان يعتبر كل عضو يمثل فئة او قضية ان كل القضايا تهمه ، مثلا قضية المهمشين واحدة من القضايا التي نأمل حلها حلا جذريا وشاملا وان يخرج المؤتمر بعلاج كامل لها ولا يجب ان يتعامل معها المؤتمرون كقضية هامشية مقارنة بنسبة تمثيل المهمشين بالمؤتمر من خلال مندوب واحد لثلاثة مليون مواطن ( مهمش ) وهو تمثيل ظالم للحقيقة .
فئات كثيرة تمثيلها لا يتساوي مع حجمها وينطبق هذا ايضا على القضايا والمشكلات المطروحة على طاولة الحوار ، نسب التمثيل خضعت لعوامل سياسية معينة اكثر منها فنية ، تمثيل الشباب مثلا خضع لأجندات الأحزاب واقتصر الأمر على تطعيم المؤتمر بشباب من نوع معين ورغم ان هناك من شباب الثورة لكن هذا التمثيل يعتبر مجحفا بحقهم لان شباب الثورة هم الأكثر حرصا على صياغة مستقبل أفضل
الى الآن يبدوا ان القضية الجنوبية هي المسيطرة على المؤتمر وتأخذ مساحة كبيرة من الوقت والنقاشات ، صحيح انها القضية الرئيسية في الحوار وأنها ام القضايا والمشاكل وحلها لن يكتب في ظل توتر الأجواء السياسية والأمنية ومزايدات البعض واستغلال آخرين ، القضية الجنوبية لن تحل الا بتجرد القائمين عليها من خلال ممثليهم في مؤتمر الحوار وتعاون كل الأطراف في الداخل والخارج ، وإصرار البعض على حلها من خلال فك الارتباط يعد هذا واحدا من الألغام التي وضعت في طريق الحل
القضايا كثيرة وشائكة وتعقيداتها كبيرة وتحتاج الى طرح رؤى متعددة لصيغ الحل وهذا سيتوفر من خلال تجرد الأعضاء عن خصوصياتهم الفئوية وعن فرض الحلول المسبقة دون مشاركة الآخرين ، لأن حل القضايا يحتاج الى إجماع الكل عليه ، ما ألاحظه انا وغيري ان بعض الأعضاء الممثلين لفئات معينة يطرح رأيه ويطلب الحل واذا لم يكون هناك حلا فسينسحب من المؤتمر
عملية التهديد بالانسحاب برأيي سلوك استفزازي يعقد القضية ولا يحلها لانه لو كان هناك حل مسبق لأي قضية لا داعي لإدراجها ضمن طاولة الحوار ووجود ممثلين لفئة او شريحة او قضية ما يعني وجود مشكلة بل مشكلة معقدة وتحتاج لمساهمة الأعضاء ومشاركة المختصين لتوفير أفضل طرق الحل وان الحلول المسبقة هي حلول فاشلة وتعتبر كمين لإفشال الحوار
الى الآن مؤتمر الحوار يسير بروح توافقية وفهم جماعي لمشاكل اليمن ، كما ان الانسجام متوفر بين المؤتمرين جميعا وهذه إشارة ايجابية تتضاءل معها فرص الفشل الذي يسوقه البعض ويخوف الشعب والمؤتمرين في الحوار من فشل مرتقب وهنا اجزم ان لا خوف على مؤتمر الحوار من الفشل الا من شيئين اثنين : الأول استمرار كمائن الموت التي تستهدف الأعضاء لضرب الحوار ولحل هذه المشكلة يجب على وزارتي الدفاع والأمن العمل بروح وطنية وتصحيح الفرق الأمنية المعنية بأمن أعضاء الحوار من الأفراد الذين تربطهم روابط معينة مع هذا او ذاك .. والثاني وقف العراقيل التي يضعها بعض رموز النظام السابق من خلال التعبئة الخاطئة والاستقطاب السلبي لخلق تكتلات مضادة للحلول السليمة .