الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٤ مساءً

أهداف زيارة الرئيس هادي لروسيا

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الاثنين ، ٠١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

لا يخفى على الشعوب العربية المواقف العدائية لروسيا في دعمها ومساندتها الأنظمة الحاكمة القمعية وحضورها الفاعل في تصدير الأسلحة المتنوعة للأنظمة القاتلة شعوبها واستخدامها حق النقض الفيتو ضد أي قرار ينوي مجلس الأمن استصداره كعقوبات ضد دولة تحصد الأرواح البريئة صرخت بصوتها الهادر تطالب بحقوقها في الحرية والعدالة والمساواة والحياة الإنسانية ! وليست مواقفها اللاَ إنسانية في المذابح والمجازر اليومية المنتهكة لحقوق السوريين عنَا ببعيد ولنا حظنا الذي آثرتنا به روسيا من وصول الأسلحة المتنوعة في الوقت الذي نوشك أن نحترب فيه من طاقة لطاقة ومن زنقة لزنقة ومن حارة وشارع ، وهي تدرك ما يعني وصول المزيد من الأسلحة لشعب مسلح انقسم مدنيا وأمنياً وعسكرياَ بفعل الأحداث والإستقطابات الجارية في البلاد ! لكنها لها سياساتها ومطامعها الخاصة بها جعلتها تستعدي الشعوب العربية في المنطقة ضدها .
وتأتي زيارة الرئيس هادي بحسب ما أعلن عنها للمشاورات والمحادثات الثنائية وإطلاع روسيا على الخطوات التي اتخذتها بلادنا لإنجاح الحوار الوطني وتنفيذ بقية بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ولا شيء في هذا ، هكذا هي السياسة المعاصرة لا تقيم للمواقف السابقة أو حتى الآنية أي اعتبار أو وزن ، والمعلن شيء آخر غير الأهداف الحقيقية من الزيارة ، لكن الذي أتمناه من الأهداف المرجوة تحقيقها من هذه الزيارة وضع الملف الإيراني على الطاولة ومطالبة الروس الضغط على إيران لمنع تدخلها السافر في دعمها وتدريبها للحوثيين ومدهم بالسلاح والتي كان آخرها الفضيحة الدولية لإيران المتعلقة بسفينة جيهان 1 والتي بذلت إيران لهادي الرشاوى لأجل إغلاق هذا الملف وتم رفض ذلك بشدة . هل نأمل من الرئيس هادي أن يحمَل روسيا هذا الملف ويحمَله رسالة قوية لإيران حتى تكف يدها عن العبث بأمننا وتقرر بوضوح مدى رغبتها في استمرار وتحسين علاقات البلدين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية لبلادنا أو اختيار الدبلوماسية الأخرى التي تحددها هي بنفسها من خلال مواقفها المستقبلية ، وللروس مع إيران تحالف استراتيجي يشجع إن تحملت روسيا مسئولتها الأخلاقية على كف إيران التوسعية عن إيذاءنا ولو لحين كون الروس من الدول الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية .
كما نأمل ونتوقع أن يضع الملف العفاشي الإجرامي بين أيديهم ويطلعهم على الخراب والدمار الذي يسببه هذا العفاش ببقائه في البلاد وتدخله السافر وتحريض أبواقه الإعلامية ومناصريه على عرقلة الحوار والمحاولات المتكررة لذلك ، ذلك لأن الروس هم وراء بقاء العفاش وعدم إخراجه من البلاد ، وهم أيضاً وراء عرقلة أي عقوبات تأديبية ضده ، ولعل يطلعه أيضاً على المخطط الانقلابي ضده لصالح نجله ، ولعل بيده ما يثبت تورطه القديم والحديث بالجهات والمنظمات الإرهابية في داخل البلاد وخارجها ، فإن نجح الرئيس هادي في إقناع الروس بالملف العفاشي وقبله لأهميته بالملف الحوثيين فإن زيارته تكون قد قطعت مشواراً جيداً يخدم إنجاح الحوار الوطني ويصب في مصلحة استقرار البلاد ووحدتها
وآخر الملفات الهامة التي بإمكان الروس إن صدقت نواياهم في مساعدة اليمنيين ودعم وحدتهم للملف المتعلق با الحراك الجنوبي وبالأخص القادة الجنوبيون في الخارج كالبيض والعطاس وعلي ناصر وغيرهم ، فللروس معهم علاقاتها القديمة التي قد تجدي نفعاً في إقناعهم للانخراط في الحوار الوطني الشامل ومحاولة الضغط عليهم في حالة عدم الاستجابة لذلك . نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعاً رعاة ورعية لما فيه مصلحة البلاد وأمنه واستقراره ووحدته