الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٥ صباحاً

عندما تغيب قضية الانسان اليمني البسيط ! ..

بلال الشقاقي
الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
عندما تغيب قضية الانسان البسيط الذي يمثل معظم الشعب اليمني, عن اي حوار او اتفاق تأكدوا حينها ان لا فائدة من هذا الحوار او هذا الاتفاق ,

كثيراً هي القضايا التي ستناقش في مؤتمر الحوار الوطني من القضية الجنوبية ... الى قضية الدستور , لكن اين قضية الانسان اليمني البسيط سوى في الجنوب او في الشمال, وانا هنا لا استهين بهذه القضايا لكن اتقد ان هنالك ما هو اهم من هذا كله و هو الاساس, هو الانسان اليمني البسيط.

الانسان الذي نراه يومياً في الجولات وعلى ارصفة الشوارع , الانسان الذي يكدح من الصباخ الى الليل ليوفر لقمة عيش له و لأبنائه , الانسان الذي لا يجد مؤى ينام فيه أومكان يستر عرضة "الاخدام" , الانسان الذي هجر وشرد من ارضه وماله "الجعاشن" , الانسان الذي يموت في المستشفيات امام والديه وهم يتقطعون الماً لا يقدورن عمل اي شئ وهم يرون فلذات اكبادهم يموتون امامهم "اطفال سؤ التغذية" , الانسان اليمني الذي فقد انسانيته..!

ان المتابع للتقارير الدولية الخاصة باليمن يصاب بالخوف والهلع جراء التدهور الشديد الذي يشهده اليمن سواء في مجال الفقر و سؤ التغذية اوفي مجال حقوق الانسان او في مجال الامراض المستشرية خصوص في اوساط الاطفال.
عندما يقراء في هذه التقارير "ان واحد من كل ثمانية أطفال يمنيين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يواجه مخاطر الموت بسبب سوء التغذية
وانه خلال العام الماضي تفاقمت معدلات سؤ التغذية الحاد حيث وصل في بعض المناطق إلى ما هو أبعد من مستوى الطوارئ العالمي.
كذالك تعد اليمن ثاني أسواء بلد في العالم من حيث سوء التغذية، فــ ٥٨ بالمئة من سكان البلاد يعانون من سوء تغذية مزمن., وهناك أيضاً ما يقرب من مليــون طفل ضحايا سوء التغذية الحاد، التي تعتبر من أهم وأبرز مسببات الوفاة بين الأطفال. كما ان هناك أكثر من ٥ ملايين من البنين والبنات لا يحصلون على
مياه آمنة للشرب أو صرف صحي ملائم. ويقدر أن هناك أكثر من ٢٫٥ مليون طفل خارج المدرسة،
تمثل الفتيات الشريحة الأكثر تضررا من هؤلاء. كما يمكن القول أن كل طفل في اليمن تقريباً تأثر من
أعمال العنف بشكل عام."

بعد هذا كله الا تعتقدون ان قضيتنا في اليمن هي في الاساس قضية انسان قبل اي شئ ,

فلو نزلت الى الشارع وسألت اي مواطن ما الذي يريده ويتمنى لأجابك مباشرة و بكل بساطه اريد ان اعيش مستور .. اعيش بكرامه .. أعيش بأمان.

المؤسف ان اغلب من يمثلون هذا الانسان البسيط في مؤتمر الحوار الوطني هم انفسهم من تسببوا له بكل هذه المشاكل والويلات, هم من سلبوه إنسانيته !
لكن مع ذالك, هذا هو الواقع المفروض علينا وليس لنا من حل سوى التعامل معه ..

وكلما ما اتمناه من كل عضوا في هذا المؤتمر ان يستشعر
ان هنالك طفل في على رصيف الشارع يعقد الامل عليه بعد الله
ان هناك اسرة لا تستطيع توفير قوت يومها تعقد الامل عليه بعد الله
ان هناك شاب ضحى بنفسه من اجل يمن جديد ,, يمن يعيد للانسان اليمني كرامته .


اخيراً اقول لمؤتمر الحوار الوطني انه مهما اتفق اعضائه على حلول فلن تكون ذو فائده او اهمية مالم تلمس وترضي هذا الانسان اليمني البسيــط .