الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٧ مساءً

مهزلة الحوار واحتضار الوحدة اليمنية

صقر منقوش
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٩:١٤ صباحاً


ها هي اليمن تأهبت ليوم الثامن عشر من مارس، اليوم الذي انطلقت فيه فعاليات مؤتمر الحوار الوطني والذي قد وزِّعت مقاعده والذي صرفت وسوف تصرف عليه ملايين الدولارات ، الحوار الذي أجمعت القيادات الجنوبية على عدم المشاركة فيه بعد عدة محاولات ولقاءات كان آخرها في دبي، الحوار الذي يطلق عليه الشباب (الحمار الوطني) ولكن السؤال هنا هل هذا الحمار يستطيع أن يجر مشاكل اليمن إلى بر الأمان، أم سيكون الحمل ثقيل ويتوقف بمنتصف الطريق؟ .
لا أعلم ما هو الدافع من إصرار حكومة الوفاق والرئيس هادي على حل مشاكل اليمن من خلال الحوار الوطني تحديداً، رغم إننا جميعاً نعلم أن الحوار هو التفاف على قضايا الشعب اليمني، وهو مجرد حوارٍ على تسوية أمورٍ ومصالح بين من قتلوا وظلموا ونهبوا ثروات اليمن وشعبه ، فمهزلة الحوار ابتدأت بأسماء المتحاورون الذي ينتمون إلى نفس العائلة تليها جملة الرئيس الذي قال فيها (الذي لم يعجبه الحوار الباب امامه ) فلا يحق للرئيس أن يقول هكذا لان الباب لن يكون امام احد مادمنا نتحاور فالاختلاف لا يفسد الود بيننا غير اننا نشاهد حماس شبابي يتم كسره من قبل لجنة الرئاسة بالتعليقات الكوميدية وعدم الانصات والتحلي بأداب الحوار فالقاعة تكون اشبه بسوق قات .
حكومة الوفاق كانت لديها فرصة جيدة لتقديم الحلول الجذرية وتطبيقها خلال العام والنصف من تشكيلها، كان يجب أن يكرِّسوا اهتماماتهم على حل هذه المشاكل أو على الأقل الآنيه منها لا التركيز على البدلات الرسمية والمشاريع الوهمية والجولات التفقدية وحضور الافتتاحات وحفلات التخرج، ناهيك عن الرواتب الضخمة وأفخم أنواع السيارات .
الحراك الجنوبي وحراك تهامة وحراك المناطق الوسطى وقضية صعدة والحركة الحوثية جميعهم في مرحلة الغليان في عز ثورتهم ودفاعهم عن قضاياهم ، فهل جميعهم سينتظرون ستة أشهر من الظلم والتهميش والقتل والقمع لهم من أجل حوار هم على يقينٍ من فشله وخروجه بحلول تخدم مصالح من يتحاورون فيه ومن يدعموه ويشرفون عليه ، كم أتمنى أن نخرج من هذا الحوار بحلولٍ جذرية ومرضيه لجميع الأطراف تطبَّق فوراً، لأنه إذا لم يرتقِ الحوار لسقف همومنا ومطالبنا كشعبٍ يريد العيش بـ( أمان وكرامة ومساواة ) فسيكون الاستقرار أشبه بمتابعة السراب .
إن الوحدة اليمنية في حالة احتضار، يزداد المهاجمون ويقل المدافعون عنها يوماً بعد يوم، أن القيادات الجنوبية، تصالحت وتسامحت، فتوحدت صفوفهم ورؤاهم وأصبحت إرادة الشعب ومطلبه هو فك الارتباط ،لأن الوحدة أصبحت بالنسبة لهم مجرد احتلال ولم يؤثر ويفيد التعتيم الإعلامي والترويج للوحدة على قرارهم وإرادتهم ، لأن إرادة الشعب تجاوزتها وأصبحت القضية الجنوبية حديث الصحافة والإعلام العربي والعالمي ، فالجنوبيون لهم الحق الكامل في تقرير مصيرهم، لأن إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، ومن خلال نبض الشارع إن الشعب اليمني لن يغفر للبيض على دخوله الوحدة بغباء ولن يسامح علي عبدالله صالح عل خيانته للوحدة ومواثيقها وظلم شعب الجنوب ولن نسامح حكومة الوفاق التي لم تقدم أي حل للقضية الجنوبية ولقضايا الشعب اليمني بشكل عام بل على العكس زادت الطين بله .
إن الحوار الوطني هو الفرصة الأخيرة للخروج باليمن من أزماتها التي عانت منها ردحاً من الزمن والذي يأمل اليمني من المتحاوريين أن يكونوا على مستوى رفيع من الجدية والمسؤولية وتقديم مصلحه الوطن على كل المصالح الأخرى