الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

نداء الحرية

ناصر الصويل
الاثنين ، ١٢ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٠١ مساءً
كلنا يعي تماما" بأن الحرية غالية ولها ثمن باهظ , فهي ليست مجانية ولا توهب ولا تمنح على طبق من ذهب لمن أرادها ,بل تنتزع انتزاعا" من براثن الطغاة الظالمين ,و هي عملية شاقة وصعبة جدا", وتحتاج إلى تضحيات عظيمة ,ولكنها ليست بالمستحيلة على المجاهدين المخلصين – أينما كانوا - الذين يجاهدون في سبيل التحرر و الانعتاق من نير الحكام الظلمة المستبدين ..

واليوم جاءت الفرصة السانحة والترجمة العملية لسنن التغيير, فانتفضت الشعوب العربية المقهورة ,انتفاضة كبرى , بدء" من تونس ومرورا" بمصر وليبيا واليمن وسوريا .. وستستمر حركة هذه الثورات العربية كذلك لتشمل كافة الأنظمة الاستبدادية في الوطن العربي بلا استثناء , وهذا الترتيب لهذه الدول, جاء باعتبار أن ثمارانظمتها الخبيثة قد أينعت وحان قطافها ..

لذا فالشعوب العربية المقهورة يتوجب عليها الإسراع والاحتشاد أكثر في ساحات وميادين التغيير والحرية ,وان تقود عملية التغيير والتطهير الشامل بنفسها , كونها هي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير , ولاتنتظر مساعدة من الخارج , لان الخارج يحسب لمصالحه الخاصة , وان أي انجاز ثوري سيحسب للشعوب أولا", وللأجيال القادمة من بعدها , تماما" وكأنها تعبد الطريق لمرور الآخرين عليه ..

وأخيرا" .. فان الحرية ليست في متناول الجميع ,ومن يعتقد بان الحرية ستأتي هكذا بردا" وسلاما" ,فهو واهم ,ويعيش أحلام يقظة , وفي سراب يحسبه الظمآن ماء , لذا ينبغي عدم الانتظار والوقوف طويلا" في صف المنافقين والمتخاذلين والمتذبذبين ,الذين اكتفوا بالنية وبأضعف الإيمان , والوقوف إلى جانب الطريق متفرجين وفضوليين فحسب , بل ينبغي أن تكون الشعوب في مقدمة الصفوف الأولى ,ولا تتأخر عن تلبية نداء الحرية ,فالثورة ثورة الشعب والحرية هي للشعب .. فهل فهمنا معنى الثورة الشعبية السلمية ؟ أم لازلنا في سباتنا العميق !! .