يمن برس - خاص
صدام يواجه حكم الإعدام في قضية الدجيل !! لا اعلم من اعتبر يوم الحكم بالإعدام يوماً مشهوداً وهل تحررت العراق فعلاً حتى نقول أنه يوماً مشهود وأنه يوم عيد لسقوط الطاغية ؟!
بل من أين ستأتي الفرحة بهذا اليوم المشهود وكل يوم ينزف الدم العراقي ويهتك العرض وينهب المال ؟!!
وفي ظل الاجواء الصعبة و الاستثنائية التي يمر بها البلد و التي يتطلب من كل فرد فيها اداء دوره على اكمل وجه, و بالاخص المسؤولين في الحكومة , في ظل هذه الاجواء نرى مجلس النواب الموقر و هو ياخذ عطلته و لمدة شهر تاركا نزيف دماء ابناء الوطن مستمرا لينعم هو براحته!!! طبعا من حق هذا المجلس ان ينعم بالراحة الكاملة وبأخبار الإعدام السعيدة التي يعتقد انها تثبت دعائم حكمه .
انا اتساءل لماذا لا يحاكموا من ارتكبوا مجزرة حي الجهاد او نستطيع تسميتها مجزرة (سربريتشا بغداد) على غرار ما حدث في البوسنة , و التي لا تختلف عن ما حدث في البوسنة الا في اعداد الضحايا , حتى ان تاريخ المجزرتين متقارب فالاولى في 11 يوليو و الثانية في 9 يوليو , هذه المجزرة هي ليست الاولى و لن تكون الاخيرة و لا تختلف عن باقي المجازر التي ترتكب على ايدي الميليشيات سوى في انها جرت تحت انظار الحكومة و بمباركتها حتى ان شريط فيديو التقطه مصور يظهر افراد من تلك الميليشيات التي قامت بالمجزرة و هم مدججون بلاسلاح و بالقرب منهم سيارة شرطة حكومية المفروض انها تقوم بواجبها..لكنها لم تحرك ساكن!!!المضحك في هذا الموضوع المحزن....ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي المحترم سيخرج لنا من على شاشات التلفاز يبارك الحكم وينسى أنه بذلك يقتل آلاف العراقيين الذين يتطلعون لمحاكمة المجرمين من المحتلين والمجرمين من الشرطة العراقية " عملاء الغاصبين"
و بعد كل الذي حصل و يقول لسكان بغداد: ان لا تقلقوا !؟
- قبل فترة قريبة كنت اشاهد قناة الفرات ثم بثت القناة لقاء للسيد عمار الحكيم مع ابناء العشائر في الجنوب و بالضبط في مدينة النجف...المشهد كان كالتالي: الحكيم يجلس على كرسي في حديقة و خلفه شخص واقف و هو المرافق الشخصي على ما يبدو , الرعية يفترشون الارض و قليل منهم حضى بكرسي ليجلس عليه في مشهد ذكرني بايام الرئيس السابق و عند لقاءه بنفس تلك العشائر و لكن مع اختلاف بسيط في الملابس حيث كانت هناك بزة عسكرية اما اليوم فالموجود(عباءة وعمامة). السيد عمار تحدث للبسطاء عن الفيدرالية و اغلب الموجودين لا يستطيع لفظها فكيف سوف يفهم معناها!! الجميع ينصت و يستمع او ربما يتظاهر بالاستماع, ثم ختم السيد الحديث بجملة تهديد و لكن ظاهرها كان يختلف عن باطنها حيث قال لهم: نحن خدام لكم و في خدمتكم و انتم الذين تختارون الفيدرالية او لا تختاروها.....فاذا اختاريتوها فاهلا و سهلا....و اذا لم تختاروها (سكت قليلا و هو ينظر الى الرعية) فبعد لحد يجي و يكول ليش ماكو كهرباء و ماء و بنزين و امن !!! هذا هو الخطاب الموجه الى شعبنا في الجنوب..خطاب بربري و تهديدات مبطنة فعمار الحكيم كان كمن يضع السم في العسل!
- حكومتنا العراقية الموقرة وعدت بالمشاركة في التحقيق في العديد من قضايا الإغتصاب مثل قضية اغتصاب عبير بنت المحمودية ....ووعدت بالاقتصاص من الجناة...مع ان الامر لا يحتاج الى تحقيق ..فالضحية تنام في قبرها و اركان الجريمة كاملة و متوفرة و الفاعلين معروفين و فعلوا الجرم مع سبق الاصرار و الترصد....لنرى ما ستفعله حكومتنا الموقرة مع اسيادها الامريكيين..ام ستكون نتيجة التحقيق كنتيجة التحقيق في معتقل الجادرية الذي تشكلت لجنة من اجله...او كنتيجة التحقيق في قضية تفجير مرقدي الامامين العسكريين(ع) و التي تشكلت لجنة للتحقيق في الامر مع ان صولاغ خرج لنا يوم الحادث و قال ان 10 اشخاص القي القبض عليهم لهم علاقة بالحادث و هم قيد التحقيق....ام ربما كما حصل في حادثة حرق طابقين من وزارة النفط, حيث وعدت الحكومة باجراء تحقيق شفاف بالموضوع و تشكلت لجنة من اجل ذلك......و الله يا شعبنا كثرت اللجان و لكن دون تحقيق....لكن ماذا نفعل فهذا قدرنا...توعدنا الحكومة و نصدقها في كل مرة ثم تعود و لا تفي بوعدها ... و توعدنا من جديد وهكذا في كل مرة!!
و بعد كل ما قلت و لم اقول.؟..اليس مضحكا ما يجري في عراقنا!!!؟
* كاتب عراقي