الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٦ مساءً

21 فبراير سقوط حكم الفرد

جبر الضبياني
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً

سبق وان احتفلنا بالذكرى الثانية للثورة الفبرايرية بتاريخ 11 فبراير والذي كان لحضه فارقة في الحياة السياسية اليمنية .
يومٌ خرج فيه الشعب اليمني بكافة شرائحه للتعبير عن مطالبهم العادلة، وحقوقهم المسلوبة من قبل نظام أرعن أفسد كل جميل في بلاد اليمن السعيد.

فبراير كان فرصة تاريخية للخروج من عنق الزجاجة ؛ التي ادخلنا فيها النظام ، فكان اليمنيون عند مستوى الحدث ،وقرروا بسقوط صالح من سدة الحكم ،الذي كان السبب الرئيسي في ايصال اليمن الى وحل الفشل .

11 فبراير كان يوم زعزعة اركان نظام صالح وخللت قواه ،فلم يكن يتوقع صالح ذلك الحشد الغفير ضد نظامه مما أربكه ،واربك اتباعه المصفقين .

راهن صالح على الوقت وملل المتظاهرين في الساحات، ففشلت حساباته الغير دقيقة، وثبت الثوار وزادوا اصرارا لاجتثاث الحكم الاستبدادي .

وزع بلاطجته المأجورين ، أمر علماء الدفع المسبق بتحريم المظاهرات واصدار فتاوى بوجوب طاعة ولي الأمر ، كل هذا وذاك استخدمه صالح ،الا انه فشل مجددا في كبح جماح شعب عانى كثيرا من فساده واجرامه .

أستمر الثوار في ثورتهم ،انظم اليهم الاحرار ، انفض من جواره كل الشرفاء ، وبات صالح معزولا ، لم يتبقى معه سوى ثلة من المنتفعين .

ارتكب جرائمه يوم الكرامة ، ومحرقة تعز ، وشارع التلفزيون وجولة عصر ، وحرب الحصبة وغيرها من الجرائم خلال الثورة كل ذلك لعلى وعسى ان يخيف معارضيه من مواصلة المشوار؛ الا ان الثبات الثوري حال دون تحقيق غرضه الدنيء .
بحث عن مأوى يختبأ فيه ، فهرع الى المملكة يستجديها لوضع مبادرة تنقذه من غضب الثوار ، استجابت المملكة لذلك وقُدمت المبادرة والتي بندها الأول رحيله ، ولكن راوغ مجددا لعلى وعسى يكسب وقتا آخرا، فُعدلت المبادرة اكثر من مرة ،حتى آمن صالح بالأمر الواقع ووقع مرغما بضغط شعبي اجبره على الرحيل .

تم الاتفاق حسب المبادرة على رحيل صالح ويعقبه عبدربه ، رحل صالح غير مأسوفا عليه بتوقيع المبادرة ، وحدد 21 فبراير انتخاب هاديء رئيساً .

هب الشعب اليمني بكافة شرائحه للمشاركة في اسدال الستار على حقبة سوداء كان عنوانها صالح ،زحفوا الجميع الى الصناديق لإعلان وفاة الحكم الفردي .

الكل هرولوا الى الصناديق للمشاركة في طمس الماضي الكئيب ،ورسم ملامح اليمن الجديد.

21 فبراير يوما مفصليا في تاريخ اليمن الحديث ، ودع فيه ابناء الشعب اغبى من حكمه ، ودخلوا اعتاب مرحلة جديدة لبناء ما افسده الماضي.

21فبراير يوما طوى صفحةالماضي للأبد، وفتح صفحة صافية ناصعة البياض.

21 فبراير تمتوديع المشاريع الصغيرة والضيقة واستقبال المشروع الوطني الشامل

إنه يوم تاريخي بكل ما تعنيهالكلمة من معنى سيظل محفورا في الذاكرة ومسجلا في سجل التاريخ اليمني !

إنه يوم استعادة الوطن من خاطفيه ورده الى الشعب الذي يقرر من يحكمه ومن يسير اموره .