السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٣ صباحاً

ثورة حتى النصر

ابراهيم العبيدي
الاربعاء ، ٠٧ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٠١ مساءً
الثورة الشبابية هي ثورة شعبية سلمية انطلقت شرارتها في الثالث من فبراير واشتعل بركانها في الحادي عشر من فبراير في جمعة الغضب وهي نفس جمعة سقوط مبارك في مصر، إن النجاح الذي حققته الثورتين التونسية والمصرية اظهر أن قوة الشعب تكمن في خروجه إلى الشارع وكسر حاجز الصمت الذي كان يميز الشعوب العربية وان الجيش هو القوة المساندة للشعب وليس أداة لدى النظام الحاكم ، كما إن تلك الثورات أضاءت الأمل للشعب العربي بالقدرة على تغيير الأنظمة الاستبدادية التي حكمتهم سنين طويلة.

بالنسبة للحديث عن أسباب انطلاق الثورة فالأسباب عديدة لا يسعنا لكتابتها مقالات شتى نخلصها في سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسوء إدارة البلاد وتحول النظام الجمهوري إلى نظام ملكي وتحول المواطن اليمني إلى موطن أجنبي داخل بلاده وتدهور النظام التعليمي وذلك للاهتمام بالكم لا بالكيف .


أما عندما نتحدث عن أهداف الثورة تواجهنا مبررات الكثير من معارضين الثورة حيث تجول تساؤلاتهم عن أهداف الثورة و عن الخطة المستقبلية التي رسمت لهذه الثورة ، أقول لهم جميعا أنها ثورة لا يوجد سقف لأحلام شبابها أو سقف لأهدافها لان مصدر قوتها منذ انطلاقها هو الحق الذي يمتلكه كل مواطن شارك فيها وجعل السلمية شعارا له حتى تتحقق غاية الثورة بالنصر . إن الأهداف الرئيسية لشباب الثورة تتمركز في عدة نقاط اهمها إسقاط النظام الفردي الأسري الاستبدادي ، بناء الدولة المدنية التي تكفل الحقوق والحريات العامة وتقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات ، تحقيق نهضة تعليمية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمني وتستعيد مكانته الحضارية ، بناء اقتصاد وطني قوي يضمن حياة كريمة للمواطنين ، إعادة بناء المؤسسة العسكرية و الأمنية على أسس وطنيه حديثة وبما يضمن حياديتها ، استقلالية السلطة القضائية بما يضمن تطبيق العدل و المساواة .

أن التطرق لأهم المكاسب التي حصدتها الثورة حتى يومنا هذا هي إعادة التلاحم بين أبناء الوطن كافة و بين أبناء الشمال و أبناء الجنوب خاصة و ذلك بسبب قمع قوات الأمن الموالية لصالح للمتظاهرين المعتصمين في مختلف ساحات الحرية الممتدة من الجنوب إلى الشمال . أيضا ارتفاع الوعي الوطني لدى المواطنين بعد غياب الولاء الوطني للمؤسسات قبل الإفراد .

في الختام التغيير لا مفر منه و لا رجعة عنه ، فالوطن ليس ملك علي عبد الله صالح و لا ملك حميد الأحمر و لا ملك لغيرهم فالقضية ليست رحيل علي عبد الله صالح أو رحيل إفراد بل القضية هي قضية إسقاط نظام يضم السلطة و المعارضة معا لأنهم وجهين لعملة واحدة إذن فليرحلوا جميعا ، ثــورة حتى النصــــر .