الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ صباحاً

شفرة الثورة في جيب الجنرال !

اسكندر شاهر
الثلاثاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
نظام أو )لانظام( علي عبد الله صالح الأحمر الذي يعيد إنتاج ذاته ببشاعة اليوم بعد أن سرق شفرة الثورة بواسطة الرجل الأول وحامي حمى السلطة والثروة والثورة الجنرال علي محسن صالح الأحمر كان يحكم اليمن على طريقة أي سارق يريد جمع مالذ وطاب وما يمكن نهبه بدون مشروع دولة بل وفق توجه عصابة أو مافيا ، لكن السارق الذي يجد المال سايباً لا يدفعه ذلك لفعل السرقة فحسب بل يعزز الرغبة لديه بالإطالة في ميقات العملية لتستمر ردحاً من الوقت لاسيما أن أهل الدار لم يستيقظوا ، فقد غطوا في سبات عميق طال لسنوات ثم لعقود، وفي آخر المطاف اعتقد السارق أنهم ماتوا ، فقرر الاستقرار سارقاً يورث رئاسة العصابة لابنه مثلما ظن أنه ورثها كابراً عن كابر فهو حفيد تُبع اليماني حسبما تراءى له آخر العهد ، وأما من قتلهم في باديء عملية السطو من حراس الدار وحماتها فقد قضى عليهم "علي بابا" بسرعة وأخفى بعضهم قسرياً ودفن البعض الآخر وهم أحياء ، ولا يعرف أحد مصيرهم حتى الآن سوى سارق شفرة الثورة أخوه الذي لم تلده أمه .

علي محسن الأحمر كان ولايزال شريكاً أساسياً في عملية السرقة منذ بداياتها وحتى آخر سرقة تاريخية وهي سرقة شِفرة الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي بات قائدها وحاميها منذ أعلن انضمامها -أي الثورة- إليه ، فقد كان انضمامها إليه مكرمة مابعدها مكرمة ، وأما الحصانة فهي هبة منه لكبيرهم الذي علمهم السحر والرقص على رؤوس الثعابين ، وأما سارق شفرة الثورة فهو سارق إلكتروني ولايحتاج لتلك الحصانة فهو لم يعُد تقليديا فقد قام بعملية (هكر) فريدة من نوعها منحته براءة اختراع .. تشبه ولا تماثل ذلك الاختراع الذي تحدث عنه الزنداني ذات مرة .. وهذا الاختراع لو لم يكن سابقة لانظير لها لما انقلبت موازين الأمور رأساً على عقب ، فصار القاتل ثائراً والثائر ثوراً جريحاً ببابه ..

ويوم غد تحل الذكرى الثانية للثورة الشبابية التي انطلقت من تعز في 11 فبراير 2011م ، وتتوزع أصوات الثوار الشباب في مفارق البحث عن شفرة الثورة وهي تغفو في جيب الجنرال ، فمنهم من يريد 11 فبراير يوماً وطنياً ومنهم من يريده ( طنينياً ) ، وينسى حزب الإصلاح لخراب الجنوب ثم الشمال يوم 7/ 7/ 2007م حيث انطلق الحراك الجنوبي ، فالإصلاح لا يحب الحراك مثلما يعشق الثورة ربما لأن تعز يمكن الضحك عليها أما الجنوب فقد عرفوا قهقهة قحطان وشموا برتقالة الآنسي ، وثلة من الأولين تريد إسقاط حكومة باسندوة ، وقليل من الآخرين ينادي بتسفير جرحى الثورة على محمل السرعة ، وجماعة تقدم قائمتها للحوار الوطني ، وحزب يساري ينفي تقديم قائمته للحوار الوطني ، وينسى التعزية بقائد يساري عربي كبير كـ "شكري بلعيد" الذي اغتيل على طريقة جار الله عمر ، فروزنامة جار الله طواها المشترك ولايريد الاشتراكي أن يشرك به ويفتح الدفاتر العتيقة ، والزنداني وبعد أن ضاق بالزيود والشوافع طيلة أربعة عقود يشعر بالضيق الشديد لإمكانية دخول اليهود في الحوار وعدم الخضوع له كمرجعية للإسلام والمسلمين والشريعة والحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالمولى عز وجل أول من حاوره كان (إبليساً) ، ومحافظ عدن الإصلاحي غير الرشيد يكتشف أسلحة إيرانية في عرض البحر العربي و"ينــفلها" في قصر الرئاسة بعدن مثلما "ينـفل" (بابور) النقل التراب أو مثلما "ينــفل" ناشط إصلاحي ناشطاً حوثياً على الفيس بوك ، ولا أحد يعرف شيئاً حتى الآن عن مسدسات تركيا التي تحولت إلى لعب أطفال ، وعموماً فإن لعب الاطفال أحسن حالاً ومُسلية جداً أكثر من تمثال الجندي المجهول العثماني في صنعاء خاصة في (مقبرة الأناضول) ولدى شعب لايعرف الطفولة ومن هواياته الرماية والفيد وركوب "الشاص" ..!! .

أما الحراك الجنوبي ، فسوف سيشارك في الحوار ، ولكنه لن يشارك في الحوار ، وآخر يسأل بعد تمعّن وتمنّع ، لماذا الحوار في 18 مارس ، (جمعة الكرامة) ، وأنا أتساءل ولماذا ليس في 21 مارس (عيد الأم) ؟! خاصة أنها صارت أُما لشهداء تمت خيانتهم وجرحى يستجدون الحكومة على قارعة الطريق ، وغيري يضيف ولماذا لايكون الحوار قبلهما ، في أول مارس (عيد الشجرة) ؟! ، لنغرس الحوار وتنمو وتترعرع مثل (شجرة الغريب) في السمسرة / حجرية ، خاصة وأن الحوار تم تنصيبه حاكماً من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، ومن يدري فقد تتحول الشجرة الغريبة إلى مزار عالمي !! . ثم لماذا يريد هادي الجمع بين الرئاسات الثلاث رئاسة الجمهورية ، ورئاسة المؤتمر الشعبي العام ورئاسة مؤتمر الحوار الوطني ؟! . هل تراه راغباً في محاكاة تجربة رئيسه الأسبق علي ناصر محمد الذي جمع رئاسات ثلاث في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خاصة وأن الأخير كان مرشحاً لرئاسة مؤتمر الحوار المزمع كما رُوج إعلامياً فأصر هادي على أن تكون له ، أم أن هادي طفاش يريد أن يعفش أكثر من عفاش ؟! .

وفي معمعة النساء وحرب النواعم ، توكل وأمل ، وبينهما بشرى ، فتوكل بقائمة أم بلا قائمة تعرف طريق الانسحاب مثلما تجيد أسلوب الانخراط ، والباشا تعارك عراك توكل على الحوار الذي يفترض أن يفض العراك بين اليمنيين ، وبشرى تعتذر عن الحوار من قائمة حزبها الذي نفى وجود قائمة معلنة ، وليس أكيداً أن ثمة فائدة من حوارهن أو عراكهن ، ولكن المؤكد أن نيل ثلاثتهن لجوائز عالمية شرقية كانت أم غربية "يكاد زيتها يضي" هو المفيد لليمن ، على أنه لاتزال شفرة الثورة في جيب الجنرال .

الجنرال الذي يلتقي بالسفراء يحدثهم وهو مطمئن ولا يرف له جفن ، فالشفرة في جيبه ، أما الثوار ففي جيوب أحسنهم حالاً ورقتين قات أو بقايا "بسكوت أبو ولد" .. صناعة مجموعة هائل سعيد أنعم ، ولمناسبة أنعم هذا ، فإن شوقيات شعراء تعز ومثقفيها من وحي (شوقي أحمد) لا (أحمد شوقي) ، ملأت جدار كعبة ساحة الحرية المحروقة ولكنها لمـّـا تبلغ وجه ولحية خطيب جمعة إصلاحي يريد أن ينفذ بأي ثمن أجندة حزبه المرتبط عضوياً بآل الأحمر وإلكترونياً بالشفرة ذاتها التي في جيب الجنرال ، وكيف الحال لو كان هذا الخطيب المفوه برلمانياً وحقوقياً في آن معاً .

ولم يعد غائباً إلا على المعتوهين أن سرقة شفرة الثورة ووضعها في جيب الجنرال ليست أمراً بعيداً عن (النحوسية) المسماة ( السعودية ) التي نحستنا بعد أن سعودتهم ، فهُم -أي المتسعودين من الجنود الحمر- رعاة أثوار ، ونحن شعب لسنا من اليمن بل مكسيكيون لدى رعاة البقر .. فإذا عشنا في المكسيك / اليمن عشنا فقراء ، وإذا حاولنا الهروب إلى أمريكا / السعودية متنا فقراء .. ولاكرامة لنا هنا لتكون لنا بعضا منها هناك ، ومع كل هذا المبادرة السعودية هي الحل والثورة في جيب الجنرال والحصانة في جيب صالح ، والموت لنا .. وثورة ثورة من الفجر حتى العصر !!! أما النصر فبطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ..