الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٣ صباحاً

أشقاؤنا في الخليج للتذكير!

عارف الدوش
الاثنين ، ١١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
هناك حكمة يمانية مشهورة تقول" إذا بدأ الحريق بدار جارك بلل رأسك"علينا تذكير أشقائنا في الخليج بها فهي مناسبة لهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة فعلى أشقائنا في دول الخليج أن لا يكتفوا بالفرجة والكلام المعسول حول ما تمر به اليمن من أزمة حقيقية وما تواجهه من تحديات اقتصادية تؤدي يومياً إلى زيادة عدد الفقراء وارتفاع نسبة البطالة التي تقول تقارير اقتصادية إنها وصلت إلى60% وأكثر بين الشباب القادر على العمل فما ينتج عن ذلك انتشار التطرف وتوسع تنظيماته وزيادة أنصاره وكذلك توسع نشاط خصوم دول الخليج وخاصة خصوم السعودية ولسنا بحاجة للحديث عن أهمية اليمن بالنسبة لاستقرار السعودية ودول الخليج وكلنا ندرك أن هناك مخططات خارجية غربية منذ تقاسم نفوذ المنطقة وما عرف حينها بـ "سايكس بيكو" التي يجري تطويرها وتحديثها اليوم تحت مسمى " الشرق الأوسط الكبير" هدفها النهائي هو إضعاف الجميع لفرض أجندة خارجية على المنطقة تحافظ على مصالح الشركات العالمية عابرات القارات التي تحكم العالم وأخطر الأجندة الخارجية على المنطقة تلغيمها تمهيداً لتفتيتها.

ونحن في اليمن نسمع من أشقائنا في الخليج منذ سنوات تصريحات مريحة من أعلى المستويات القيادية وقرأنا عن توجيهات خليجية عليا كلها تؤكد ضرورة وأهمية دعم اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وتم الحديث عن إعطاء أولوية لاستيعاب العمالة اليمنية وتشجيع القطاع الخاص الخليجي للاستثمار في اليمن وسجلت مواقف دعم مشرفة خلال اجتماعات أصدقاء اليمن ومؤتمرات المانحين ولازالت المواقف تسجل وسنكون جاحدين إذا أنكرنا ذلك فنحن نتغنى بذلك ليل نهار ولا ننكر أن هناك جوانب عملية وتنفيذية لتلك التصريحات والتوجيهات الواضحة لكنها تسير ببطء شديد كالسلحفاة ليس عدم رغبة من أشقائنا في الخليج أو مماطلة لكنه الروتين والبيروقراطية وترسانة القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها في دول الخليج وكذلك تقاعس المستويات التنفيذية الوسطية والدنيا وتتحول الوعود الى مواعيد عرقوب تختنق بغبار الروتين وترسانة القوانين واللوائح لديهم ولدينا وسمعنا في هذا الجانب الكثير وخاصة فيما يتعلق بعدم قدرة اليمن على استيعاب الأموال .

وأمامنا أمثلة كثيرة منها موضوع إعطاء أولوية لاستيعاب العمالة اليمنية في دول الخليج وتشجيع الاستثمارات الخليجية في اليمن وتسهيل انتقال السلع والبضائع وهي موضوعات لا تحتاج للتطويل والاجتماعات فقد أقرها قادة دول الخليج في قممهم وعرضت على المجالس الوزارية المختصة فأين العقدة أفيدونا أثابكم الله ؟ ونرى الحل لمساعدة اليمن أن يضع أشقاؤنا في دول الخليج خطة عاجلة لاستيعاب العمالة اليمنية والسماح بدخول السلع والمنتجات اليمنية خاصة الخضروات والفواكة وغيرها من المنتجات اليمنية لكي لا يتدهور الوضع الاقتصادي ويؤدي إلى مشاكل سياسية واجتماعية ليست في مصلحة أحد ولا ندري حتى اليوم ما الذي يمنع أشقاؤنا في الخليج من اتخاذ قرارات تنفيذية واضحة وعاجلة باستيعاب العمالة اليمنية المتخصصة من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية والعذر أن دول الخليج لا تحتاج لعمالة عادية يكذبه الواقع فأغلب العمالة الأجنبية من دول شرق آسيا والفلبين والهند وبنجلاديش في دول الخليج عمالة غير مؤهلة ولا مدربة وهي مسيطرة على قطاعات خدمية هامة بالكامل ونظام استقدام العمالة بدول الخليج لا يعطي مؤسسات القطاع الخاص في الخليج حرية الاستقدام بل يقرض عليها " كوتا" لتكون العمالة متنوعة من جنسيات مختلفة وغالباً ما يكون نصيب الجنسية اليمنية أقل الأعداد وهناك مئات المشاكل والتعقيدات التي تخلقها القوانين والأنظمة واللوائح للعمالة اليمنية المقيمة بدول الخليج منذ عشرات السنين والمكونة من أجيال متعددة سواء ما يتعلق بموضوع الكفالة الشائك أو بترتيب أوضاع الأبناء والأحفاد من حيث الإقامة والتعليم والعمل والتطبيب.

وعتابنا لأشقائنا في دول الخليج أنهم يفضلون تشغيل العمالة من جنسيات أخرى فنقول لهم الأقربون أولى بالمعروف وتشغيل اليمنيين ليس معروفاً بل هو واجب وضرورة استراتيجية للسعودية ودول الخليج كلها نظراً لما تشكله العمالة الوافدة في السعودية والخليج عموماً من خطورة ونضم صوتنا إلى أصوات الخليجيين أنفسهم التي تحذر من أن ترك الأمور على ما هي عليه والبقاء في مربع الفرجة فيما يتعلق بكثافة العمالة الوافدة من خارج المنطقة العربية سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وستخرج الأمور عن السيطرة في بلدانهم ونسجل هنا التحية لكل الصحفيين والكتاب والمثقفين الذين ينادون بإخراج العمالة الأجنبية من جزيرة العرب.

فهذا الأمر يفترض أنه يصب في صالح العمالة الخليجية واليمنية ونحن في اليمن لدينا مشكلات حقيقية تتمثل في زيادة معدلات الفقر وارتفاع نسبة البطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد الفنية الأمر الذي يجعل هؤلاء فريسة سهلة للتطرف وإشعال الحرائق التي مع مرور الوقت وبفعل الرياح العاتية ستتجاوز اليمن وإذا لم يبلل الأشقاء رؤوسهم من الآن بفتح المجال أمام هذه العمالة وإعطائها الأولوية للتشغيل في دول الخليج ويعملون بجدية على تشجيع الاستثمارات الخليجية والسماح للمنتجات اليمنية بالعبور بسهولة ودون تعقيدات فإن نيران الحرائق ستصل إليهم ولن تحميهم أموالهم ولا ترسانات أسلحتهم وقوانينهم القاسية ولا حتى أسوارهم وإن بنوها من الخرسانة الصلبة ولغموها بالمتفجرات وجعلوا جدرانها عالية جدا جداً ومكهربة أيضاً. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.