الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٥ صباحاً

سأحرقُ صنعاء..!

عبدالله الخراز
الاثنين ، ١١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يستمتع الإنسان إذا أمسك بسلك نجاةٍ يوصله إلى طريقٍ رطبةٍ معبّدة, وإذا أمسك بمادةٍ يشعر بلذّتها في حياته, بل إنّ النفس لتُنفتح بوّابة بهجتها حين تمسُّ قماشاً من حرير..ولكنَّ حبيبتنا لا تفرح بهذا قط, بل هي عاشقةٌ للهب, مُغرمةٌ بقبض الجمر والنار..!

حبيبتنا صاغت حديثها بكل لغة القوة..أنّها لا تخاف اللهب, ولا ترتعدُ من ضباب الظلام والعذاب..!

قاتلت سارقوا الثروة, كي تتغيّر صياغتها حتى تصبح بالإغواء ثورةً تُكتبُ على جباهِ الأحياء من كلِّ البقاع..حتى تصل إلى بطون كتب التاريخ, تُنشد الكرامة والحرية..تغنّي من مكبّر اللهب لتقصم ظهر الديكتاتور..!

11فبراير قالت مقولتها, عمدت إلى ترك الخوف من الفساد, أنشدت بنشيدٍ "شابيٍّ" يرفع من نداء الشعوب, وعزفت على أوتار النزاهة.. كيف تنسف بحروب النجاسة التي دامت سنوناً بلغت ذروتها في القسوة والبؤس..

لماذا نُكثر الحديث حول الذكرى, هل ستجلبُ لنا نهضةً, أو سترفع بنا درجةً, أو سَتُيقظ فينا نائماً..؟

أعتقد أنّها الأخيرة..فكم من نائمٍ تأبّط بالوطن وكأنّه حذاءٌ يجعله وقايةً متى ما أراد..!

إنّهم نيامٌ عن الحقيقة, ومتيقّظون عند التفافهم حول المادة, والتهامهم الكعكة من دون سابق إنذار..ولكن هناك من نام ولم يستيقظ.. من بنى الثورة ولم يعش أحداثها وذكراها, من ناضل من أجل حياته وحريّته, من قتله ظلم الجبان, ولعنة الديكتاتور..إلى شهداء الثورة الأحرار, الذين ضحّوا وأنشدوا للتاريخ نشيد الوطن, وعزفوا للعالم نغماً عربياًّ, وأهزوجةً كريمة...!

للذكرى رسائل ومناشدات ومطالبات,,والشعب لازال في ثورة وسيبقى في ثورة, حتى تزول قدم "سفير الخارج" الذي لا زال ينتهك حرمة الشعب اليمني..إلى شعبنا العظيم وإلى ثورتنا المجيدة..أُرسل بلسانٍ لا يملك الفصاحة ولكنّه يملك الدعاء, يملك الحب, يملك رسائل للحبيب..

هو الحنان يجر الحب يقصده** إلى الأشواق روحٌ خلفها أملُ..
فكل شوقٍ له في الروح ذا أملٌ**وكل حبٍّ يُعانق سيفه اليزلُ..
رسالتي أرصّ أحرفها بين الوحدة والانفصال, وبين العدل والظلم, وبين الإرادة والانكسار. كرهت الكلمات الثانية بينما سأتمسّك بزمام الأولى..

ومن الكلمات الأولى..أوّلها وهي المُراد, وثانيها وهي وسيلتكم يا أبطال, أمّا الثالثة فهي قصّةُ الباحث عن الحقيقة, وعاقلٌ يُدرك شتات البشر بعيداً عن الاجتماع والتلاوم..لا يُمكن أن نصل إلى العزة مادام أننا نقدّم السلطة لكل من ذكر كلاماً معسولاً, أو لبس حُلّةً يمنيّةً وجوهره أمانةٌ يؤدّيها ليس لجمال عيون اليمنيين ولكن لجمالٍ يُدرك موقعه خارج البلاد..

سلّموا نفوسكم لله, وتوكّلوا عليه, واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا, وإنَّ الذئاب لتأكل الشياه وهنّ بمفردهنّ..فلا تُقدّموا أنفسكم كشاةٍ تخلّت عن أُختها..!

كلُّنا نُريدُ أن نرى النور مجدداً, كلُّنا نتمنّا أن نبني يمناً جديداً بصنعاء شامتها الجمال والكمال والحسن والازدهار..لذلك قررتُ أن أحرق صنعاء, وآمل من كلِّ يمنيٍّ كريمٍ أن يقوم بحرقها..احرقوا صنعاء القديمة من قلوبكم..وابنوا صنعاء الحرية, صنعاء الكرامة, صنعاء الوحدة والتكاتف, صنعاء عاصمةٌ لكلِّ اليمنيّين..!

صنعاء حبرٌ له في الروح قيمته**وقيمة الحبر تُغني الرسم بالقلمِ..