الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 13 )
عباس القاضي
الأربعاء , 23 يناير 2013
الساعة 06:40
مساء
كان الصعود \" يزغلل \" العيون حتى تكاد أن تنطبق ، والنزول تفتحها ، أما التلاميذ ، فكانوا كأنهم الجن سرعة وحركة ، تتطاير خلفهم الحجاز والحصا ، لا عجب ، فهم يمرون عليها مرتين ذهابا وإيابا .
الأساتذة يتهامسون حول نوعية الغداء في البيت المضيف فهو مميز ، لذلك الطريق تطوى تحت أقدامهم ،، حظك يا أستاذ سمير ،،، الغداء اليوم \" مُعْتَبَر \" قالها الأستاذ جميل ، وهو يحثه على السير ، وأردف الأستاذ سليم : يا بختك ، يا أستاذ سمير ،،، المسافة متوسطة إلى القرية المضيفة لنا ، هناك قرى تبعد الساعتين ، والثلاث ساعات ، وهي قرى غير ظاهرة فيها ثلاثة أو أربعة منازل ،،، قال الأستاذ جمال : فيها شيخ ورعوي وخادم ،،، أبناء الشيخ والخادم لا يدرسون فقط أبناء الرعوي هم الذين يدرسون ،،، والغداء عندهم \" نص ، نص \" لا يستحق قطع المسافات جبالا ووديانا ،،، واستطرد الأستاذ جمال : أما اليوم يا سلاااااام ، تصور أنهم يذبحون ، وهنا انتبه سمير بعد أن كاد أن ينام ماشيا قائلا : يذبحون ؟ ! نعم يذبحون دجاجة ،،، وهنا تدخل الأستاذ سليم بقوله : ولكن يا خسارة ،، هنا لا يحبذون مرق الدجاج ،،، يصبونها على الأرض ،،، في يوم اكتشفت أين يصبونه ،،، خلف الديمه ( المطبخ ) ، رأيت الدسم والرغوة ، ورواسب المرق بين التراب ،،، دمعت عيني من هذا النظر ، وقلت حينها : يا ليتني كنت ترابا ،،، تصوروا يا جماعة في منطقتنا ، إذا تشاكل الناس ، اجتمعوا على عزومة ، ذبحوا ، وأرسوا القِدْر في مكان بارز ، فإذا صب الخصم لخصمه مرقا سامحه ، وخرجوا وهم متفقون ،،، يبدو أن المرق يغسل القلوب ،،، وواصل الأستاذ سليم : اعتقد أن هذه البلاد ، لن تتقدم حتى يعيدوا للمرق اعتباره ،،، لفت إليه الأستاذ / سمير قائلا له : عرفت الآن منطقتك .
ثم التفت إلى الأستاذ جميل قائلا له : وأنت ما رأيك بالمرق ؟ قال بلهجة العدين المحببة \" بوه بوه ،،، ما بوش مابوش \" ،،، أما الأستاذ جمال ،، لم ينتظر سؤال الأستاذ سمير وقال : أنا يعجبني مرق الدجاج مع الليمون بدونه ما ينفع ولا أقدر أذوقه .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |