الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٨ مساءً

السلطه تفشل في تجيير فعالية الجنوب لصالح مؤتمر الحوار

محمد الحميدي
الخميس ، ١٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٠ مساءً
ما إن بداءت صنعاء تستفيق من وقع مليونيات الحراك الجنوبي التي نفذها أواخر العام الماضي لا ثبات وحدته وخياره السلمي في تحقيق أهداف ثورته,حتى دشن أنصاره مع بداية هذا العام مليونيه اكبر بمناسبة الذكرى السابعة للتسامح والتصالح الجنوبي في الثالث عشر من هذا الشهر الجاري تجاوزت في التنظيم والإعداد كل ما سبقها وعبرة بما لا يدع مجالاً للشك عن تمسك شعب الجنوب من الضالع غرباً إلى المهرة شرقاً وسقطرى جنوباً بمطلب الاستقلال والتحرير واستعادة الدوله.

ذكرى التصالح والتسامح التي يحتفل بها الجنوبيين منذ عام 2006م جعلت من هذه المناسبة مناسبة عظيمه بعد إن كانت ذكرى أليمه في ذاكرة تاريخيهم .لذالك زحفوا في يوم 12و13 من يناير تلقائياً إلى العاصمة عدن سيراً وركبانا من مختلف المحافظات المجاورة وانفردت حضرموت والمهرة وسقطرى بفعالياتها الموازية .عبروا خلالها عن وحدتهم و تجاوزهم للماضي والتفافهم حول ثورتهم التحررية بزعامة/ حسن باعوم تحت علمً واحد هو علم ألدوله الجنوبية وشعاراً واحد شعار التحرير والاستقلال واستعادة ألدوله و رئيساً واحد فخامة الرئيس / علي سالم البيض.

سلطات صنعاء بسبب ألازمه السياسية التي تعيشها والمساعي التي تبذلها لإدخال الجنوبيين في حوارها الوطني ووضعها القائم تحت وصاية المبادرة الخليجية وكذا تجاربها الماضية لم يمكنها من قمع الفعالية أو منعها كما هي عادة النظام السابق لكنها اتخذت عدداً من الإجراءات الخفية لحجبها ثم لاحتوائها ومحاولة تحييرها.

حيث تمثلت منظومة إجراءات الحجب بما يلي:-

1- التشويش على بث قناة عدن لايف خلال أقامت فعالية التصالح باعتبارها النافذة الاعلاميه الوحيدة لنقل أنشطة وفعاليات الثورة الجنوبية للعالم.

2- رفض منح تأشيرات الدخول لمراسلين القنوات الفضائية الخارجية ووسائل الإعلام المقرؤه والمسموعة لتغطية فعاليات الحراك ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر الإعلامي المصري عاطف البرديسي ومراسلة قناة الجديد اللبنانية غادى فرانسيس .
3- قطع خدمة الانترنت وتشويش بثها في المحافظات الجنوبية كونها من أهم الوسائل التي تمكن الجنوبيين من نشر فعالياتهم والتواصل فيما بينهم.

4- توجيه وسائل الإعلام المحلية بعدم تغطية فعالية الحراك وتجاهلها.

5- نشر الإشاعات عن احتمال وقوع حوادث أمنيه في مدينة عدن لتبرير منع دخول الدبلوماسيين والأجانب إليها بشكل عام بما فيهم مراسلين الإعلام الخارجي المتواجدين في اليمن.

إما إجراءات الاحتواء والتجيير التي أتت كخطوه بديله بعد فشل إجراءات الحجب نلخصها بمايلي:-

1- دفع الإعلام الرسمي إلى أظهار فعاليات ذكرى المصالحة الجنوبية كفعاليات جماهيريه وشعبيه ذو طابع أنساني واجتماعي وليس سياسي هدفها تجاوز الماضي وتوحيد صفوف الجنوبيين للدخول في الحوار اليمني.

2- نشر الإشاعات في مختلف وسائل الإعلام الرسمي والأهلي اليمني بان الحشود الملايينيه في الجنوب لا تعبر عن قوى التحرير والاستقلال بقدر ما تعبر عن كل ألوان الطيف السياسي ذو الاتجاهات المختلفة من قضية الاستقلال والوحده.

3- قيام مجلسي الوزراء والنواب وعدداً من الشخصيات الرسمية والسياسية بأصدار بيانات تأييد لتك الفعاليات لتضليل الرأي العام والإيحاء بأن السلطة هي من تبنت تلك الفعاليات أو أنها جرة بترتيب منها تنفيذاً لأجنده معينه بعيده عن مطالب الحراك.

4- تنفيذ برامج إعلاميه وتوعويه توحي بأن الفعالية جزء من منظومة الإجراءات التمهيدية التي تنفذها السلطة قبل دخول الجنوبيين في الحوار مثل برنامج المصالحة الجنوبية (مجلس المدينة) الذي أذيع يوم أمس على قناة اليمن من عدن وكذاء ندوة التصالح والتسامح التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن بحضور شخصيات جنوبيه وشماليه بالاضافه إلى ألتغطيه الاعلاميه المحدودة لقنوات سهيل والسعيدة والجزيرة مباشر والمحاولات الواضحة والمكشوفة لهذه الاخيره في التقليل من قيمة التصالح الجنوبي ما لم يتجاوز الحدود إلى شمال اليمن ليشكل نواه للمصالحة مع الوحدة كما ورد في مشاركة ممثلين الإخوان في اللقاء الذي أجرته مع ناشطين في الثورة الجنوبية مساء أمس.

إلا أن تلك الإجراءات لم تمكن سلطه صنعاء من تنفيذ مخططها, الأمر الذي دفعها إلى الاستجارة بالحاكم العرفي لليمن الشيخ/ جيرالد فايرستون للتخفيف من وطأة الفعالية الجنوبية على مشاعر الشارع اليمني الذي صمت دهراً ونطق كفراً حين وصف شعب الجنوب بالانفصالي ورئيسه البيض بالعميل لإيران وهو ما لم يقوله على ذالك النحو من قبل نظام صنعاء أو رئيسه هادي .

في اعتقادي إن السفير الأمريكي لم ينطلق في تصريحه من كونه ممثلاً للشعب الأمريكي في اليمن والذي نكن له في الجنوب كل الاحترام ونتطلع إلى بناء علاقة صداقه واحترام معه في المستقبل. بل انطلق من كونه حاكم عرفي لليمن كما قال الرئيس المخلوع صالح أومن كونه مجرد شيخ قبلي لمنطقة شيراتون وظهر حمير بسبب احتكاكه المستمر بالمشايخ الذين صاروا في اليمن يمثلون النظام بدلاً عن موظفيه في سلطات ألدوله .

إن ماصدر عن السفير جيرالد يعبر عن عدم حصافة الرجل وغياب ألفطنه والكياسة ألازمه وتجاوزاً لحدود مهامه الدبلماسيه والأعراف والتقاليد المتبعة في هذا الشأن والتي تنظمها اتفاقية فينا للعلاقات الدبلماسيه الصادرة في عام 1961م كما يعد تصريحه بشكل عام تدخل سافر في شؤون الشعب الجنوبي وثورته وشؤون دولته المعلن عنها في 21 مايو 1994م .ويتناقض بشكل صريح مع مواقف السياسية الامريكه الداعمة للحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها الذي دعي إليه الرئيس الأمريكي ودرو ولسن بعد الحرب العالمية الأولى وأكد عليه ميثاق الأمم المتحدة في مادته (72) ليصبح احد المبادئ الاساسيه في قواعد القانون الدولي بموجب قرار الجمعية العامة رقم 637(د- 7) المأرخ16ديسمبر 1953م الصادر تحت عنوان (حق الشعوب والأمم في تقرير المصير )
في الأخير نقول إن إرادة الجنوبيين انتصرت على إرادة النظام وفايرستن والإخوان الذين فشلوا فشلاً ذريعتا في تحقيق أهداف السلطة لحجب ثورة الحراك الجنوبي أو تحييرها وتحطمت كل مؤامراتهم على صخرة وحدته الوطنية ألصلبه واستطاع الجنوبيين بتلاحمهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم وتضحيات أبنائهم الجسام المضي قدماُ لتنفيذ أجندة فعاليتهم وإيصال رسالة قويه للداخل والخارج بأنه شعب حي لا يموت وماضي في طريقه لنيل حريته واستقلاله واستعادة دولته وهذا هو ما دفع المفكر والكاتب والسياسي المصري البارز محمد حسنين هيكل ليصرخ بأعلى صوته ويقول للعالم إن ما يجري في الجنوب ثوره تحرريه شئنا أم أبينا ولا يمكن تجاهلها حتى وان أراد البعض ذلك تنفيذا لأجنداته الخاصة.

وان ماحدث في عدن من حشد جماهيري للحراك الجنوبي شيئآ مذهل سيفرض نفسه على اليمن والإقليم والعالم وقد اثبت الحراك الجنوبي انه الأقوى على الساحة الجنوبية والأكثر شعبية ولن يستطيع الحوار اليمني المزعوم تجاوزه اطلاقآ .
وفي نهاية صرخته تلك نصح الحكومة اليمنية التجاوب مع مطالب أبناء الجنوب قبل ان تتجاوب معهم إطراف خارجية ويفرض على اليمن تقبل الأوامر من الخارج.

فهل يعي شيخ شيرتون ومشايخ الحصبة والستين هذه الحقيقة ويأخذون بنصيحة هيكل أم سيكابرون كما فعل سلفهم عفاش وقادة دول الربيع العربي المخلوعون وعلى الباقي ستدور بأذن الله الدوائر .