الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً

طائرة العينين وصلت !!!

رائد محمد سيف
الخميس ، ١٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لا تخطئهم العين .. تجدهم منتشرين في شوارع ومولات ، ومستشفيات ، وعيادات القاهرة ، تتشابه ملامحهم الجميلة ، وتختلف احوالهم وظروفهم ، منهم من كان مشغولاً في علاج نفسه ،ومنهم من كان مشغولاً في علاج احد اقاربه او صديقه، وقليلاً منهم من جاء للنزهة .

هكذا رأيت الموطن اليمني المغلوب على امره في ضواحي وشوارع القاهرة ، لقد تحسرت كثيراً لكثرة المواطنين اليمنيين الذين ذهبوا الى ام الدنيا مرغمون وليس راغبون وذلك من اجل العلاج .

اثناء ذهابيً في اليوم التالي من وصولي ام الدنيا ، توجهت الى مطار القاهرة الدولي لاستقبال احد الاصدقاء ، وسمعت احد سائقي الاجرة هناك وهو يقول لصديقة طائرة العينين وصلت او ليسه؟! ... لقد شد انتبهي هذا المسمى ، وجلست افكر هل هناك طائرة اتيه من سورية او فلسطين تحمل على متنها جرحى او مصابين بإمراض نتيجة لاستخدام الاسلحة الكيماوية ، ولكني لم انتظر كثيراً حيث سمعت احدهم ينادي طائرة العينين وصلت ، فسالت احد سائقي الاجرة من اين اتيه تلك الطائرة ؟ فنظر لي بتعجب وقال لي انت من وين ؟!فأخبرته اني من اليمن ، فتبسم لي وقال احنا بنسمي الطائرة الجاية من اليمن بطائرة العينين ، لان اغلبهم لا يأتون لمصر من اجل السياحة وإنما من اجل العلاج .

وهنا شدني فضولي الى الجلوس مع بعض المواطنين الذين حضروا من اجل العلاج ورأيت العجب العجاب ، رأيت منهم من تم تشخيص حالته في اكبر وأفضل مستشفيات اليمن بان لديه مرض خبيث او فشل كلوي او غيره من الامراض المستعصية علاجها في يمننا الغالي ولكن هذا المواطن يتفاجئ بأنه لا يعاني من أي مرض وانه بصحة جيدة ، رأيت بعض المواطنين يتعالجون لإمراض تعد من الامراض السهلة مثل استئصال اللوز ، وسالته لماذا لا يجري العملية في اليمن كون عملية استئصال اللوز من اسهل العمليات .. فاخبرني انه لا يثق بالطب في اليمن من كثرة ما يسمع من اخطاء التخدير او الاخطاء الطبية التى قد تودي بحياة المواطن نتيجة الاهمال الطبي .

فتسالات كثيرا ، عن كثرة المستشفيات الخاصة المنتشرة في ارجاء يمننا الغالي ، والتي ربما تفوق بعددها العيادات الخاصة ، تسالات عن تلك المستشفيات وإعلاناتها المنتشرة لوجود اطباء من احسن اطباء اليمن ، ولكني ادركت حقاً ان تلك المستشفيات غثاً كغثا السيل ، وايقنت ان وزارة الصحة مازالات في سبات ولا نعلم متى تصحوا ومتى تحمل على عاتقها مسئولية ما يعانية المواطن اليمني ، اليس من حق أي مواطن ان يحضى بأقل الاشياء وهو توفير الرعاية الصحية الجيدة .
اساله نطرحه على وزارة الصحة .. متى تصحوا الوزارة من سباتها العميق ؟ ومتى نرى المواطن اليمني لا يحتاج فعلاً الى السفر الى الخارج من اجل العلاج ؟ متى يتم محاسبة الاطباء الذين يتلاعبون باروح المواطنين ؟ اساله كثيرة وكثيرة .

نسال الله العلي القدير ان يشافي مرضانا