السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٦ صباحاً

أقلام لن تنسى

رائد محمد سيف
الخميس ، ٠٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٣٠ مساءً
تمضي بنا السنوات بخطوات الثواني ومع عقارب الساعات وعلى أجنحة الأيام ، فترتسم معالمها في الوجوه ، وتحفر اثارها في النفوس ذكريات بحلوها ومرها ، ولكنها تظل المكون الأساسي لحصيلة تجارب حياتنا مع الآخرين وعبر الذات ، وتبقي فينا صدى الحياة الحاكي ، جرسا في الأعماق ينزوى أحيانا خلف ضجيج المشاغل الآنية الملحة ، بيد أنه صوت لايموت فينا ما حيينا !

يستيقظ ذلك الايقاع في خلوة النفس ، أو حينما يلتقيك وجه من زمانه، او عندما يبلغك نبأ رحيل خطى عن درب الفانية كم رافقتك في مشوارها القصير !

وحينما تلامس العيون الأمكنة والمدن التي ، انطبع نهارها فيها ولم يبرح شاشتها رغم الفرقة الطويلة، ويتداعي مساؤها حالما من خلف المسافات ، هنا تكتمل الصورة لتستفز القلم فتنسل الأنامل الى لوحة مفاتيح الحاسوب وكأنها ريشة تعيد رسم الصور القديمة ، للمكان والزمان والأشخاص .

من ذكريات الماضي الجميل اقف هنا عند احد اعلام الصحافة المعاصرة في وطننا الحبيب ، الصحفي والكاتب الاستاذ خالد ابراهيم سلمان عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، وعضو أمانته العامة، رئيس تحرير صحيفة الحزب "الثوري" حتى عام 2007م، الملاحق بأكثر من عشر قضايا نشر ، ذلك الرمز الاعلامي في الساحة اليمنية ، والذي عرفناه جميعا بكتاباته المحايدة ، عرفته وحدوياً محباً لوطنه ، ومازال على راياه ومنهجه ، عرف بكتاباته الصادقة .

سألته ذات مرة عقب حرب 94 لماذا لما تفر مع قيادات الاشتراكي الى أي دولة رغم انه قد عرض عليك اللجوء ، فأجابني وبكل عز وفخر ( انا يمني ولا استطيع ان اعيش خارج هذا الوطن ) اعجبت بكلامه وصدقه وتابعة كتاباته طول السنين وهو رئيس لتحرير صحيفة الثوري ، غادر ارض اليمن متجهاً الى لندن ضمن الوفد المشارك في مؤتمر المانحين بالعاصمة الانجليزية ( لندن ) اجبر على عدم العودة الى وطنه الذي عشقه وأحبه ، وظل هناك مرغماً على مفارقة الاهل والوطن .

تحدث عن سبب لجوه السياسي في بريطانيا قالا ًأنصح أصدقائي حين تصل الأمور إلى نقطة فاصلة بين الحياة والموت أن يختاروا الحياة من أجل كل الناس ، نعم انه خالد سلمان الذي عرفته ، لو كان يريد اللجو، والهروب من الوطن لكن قد عمل ذلك عقب حرب 94 م ، لكنه فضل البقاء في وطنه .

احب الحرية لليمنيين ، وسعى لتحقيقها ، تناولات كتاباته هموم ومشاكل المواطنين ، وفضح المفسدين في الدولة ، خصص عدت مقالات لمعاناة ابناء الجعاشن وما يعانون من اضطهاد ، من اهم كتاباته ( فهمناك ، الحاكم الابشع لم يأت بعد ، الى ماذا تهفوا نفسك ياهذا الشئ الحاكم ، نم عميقاً سيدي الجنرال .. لا شئ في الافق ) .

اشتقنا لقلمك ايه الكاتب الكبير ، بالأمسِ كنتَ معنا ، كنا نعانق قلمك ونتلهف لكلماتك ونتشوق لها واليوم غبت عنّا افتقدنا قلماً ينزف بحرارة وقلباً يفيض بالأخوة .
فمتى تعود الى وطنك ، متى يعود قلمك وتعود كلماتك لتملئ سماء الوطن الغالي الذي احببته وأحببناه جميعاً .

ويح الغريب على الأشواك مضجعه
وخبزه من عجين الهم والتعب
يعيش عن ربعه بالجسم مغتربا
وقلبه وهواه غير مغترب
يستقبل الليل لا تغفو هواجسـه
ويوقظ الفجر في ليل من الكرب
يعلل النفس بالرجعى ويخدعها
فهل تحقق بالرجعى أمانيه؟