الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٨ مساءً

ظنون وذكرى وعملاء

اسكندر شاهر
السبت ، ١٢ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
هذا العدد من صحيفة ( اليقين ) الغرّاء يحمل الرقم 100 ، وبمناسبة هذا الرقم ( الماسي ) على اعتبار أن الاحتفال بمرور 100 سنة على حدث ما يسمى اليوبيل الماسي في جنوب آسيا ، وهنا نتحدث عن مائة عدد خلال بضع سنوات أستطيع القول أن الصحيفة باستمراريتها وبنهجها المحايد وبتوأمتها لمختلف التوجهات والرؤى استطاعت أن تنافس وأن تبقى وتتألق وسط سباق محموم وتساقط أكثر حمى ..

الزميل العزيز "المُصلح" عبد الله مصلح رئيس التحرير الذي دعاني منذ العدد الأول لكتابة عمود ثابت اخترت له اسم ( ظنون ) خبرته صحفياً محترفاً وخلوقاً عكس هاتين الميزتين بصورة مباشرة في اليقين (الصحيفة) ولـــمّا نبلغ اليقين (المعنى) الذي نريده لوطننا العزيز .

كما أن ألف ظن وظن لايزال يساور عمودي الأسبوعي بعد أن استفحلت الأمور واختلط الحابل بالنابل ، فبقدر ما بشرنا بالثورة قبل اندلاعها بسنوات سواءا عبر "اليقين" أم عبر وسائل إعلام أخرى مكتوبة ومسموعة ومرئية إلا أننا صدمنا بثورة مضادة لم تجعلنا نهنأ بالنصر المبين ، ولا نلمس التغيير المأمول على أن ذلك لن يمنعنا من مواصلة الظنون عبر اليقين حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..

13 يناير 2013م
ويصادف موعد صدور هذا العدد المئوي الماسي من صحيفة اليقين ذكرى التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان بعدن عاصمة الجنوب والتي تم تدشيها في 13 يناير 2006م وأسست فيما بعد لانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/ 2007م وهو أي الحراك الجنوبي ( بخصوصياته ) يُعد أولى الانتفاضات والثورات السلمية في تاريخنا المعاصر .

وعلى الرغم من الانقسام الحاد والذي لا تخطئه عين وسط الحراك الجنوبي عبر قادته وتعدد المكونات الجنوبية إلا أن كل ذلك لم يُحدث جرحاً في عدالة القضية الجنوبية ولم يتسبب في إزاحتها من المشهد كقضية مركزية باتت تحظى باهتمام محلي وإقليمي ودولي ، ولئن اختار الرئيس علي ناصر محمد زيارة أخيه الرئيس علي سالم البيض مؤخراً في بيروت وقبل ذكرى أحداث يناير والتي صارت ذكرى للتصالح والتسامح والذي اتسم بالودية والحس الوطني فإنه أحسن الاختيار والتوقيت والتصريح بعدها ، وقد تلقف الجنوبيون وغير الجنوبيين الخبر بارتياح شديد مرده رغبة عارمة بحدوث انفراج حقيقي في إطار حوار جنوبي - جنوبي يؤسس لحل القضية الجنوبية حلاً يرتضيه الجنوبيون وعبر سبر آفاق الحل وتوحيد المرجعية النظرية والقيادية في آن معاً .

شركاء لا عملاء وخونة
لا يحدث إلا في اليمن أن يخرج علينا أمين عام حزب سياسي (مغمور) على الملأ وفي صحيفة رسمية (حكومية) ليتحدث بجرأة عن ارتباطه بالخارج وتمويله من دولة بعينها وتحديد المبلغ أيضاً ، فالحزب على مايبدو (ديمقراطي) كما هو اسمه لا رسمه ، ومن شدة ديمقراطيته تحدث بتلك الجرأة وانتقل من النقيض إلى النقيض ، ولو أنه في دولة معتبرة لكان ذلك الاعتراف دليلاً كافياً لمحاكمة الحزب وأمينه العام وملاحقة رئيسه عبر الانتربول الدولي بوصفها جناية على الوطن ، ومن المؤسف أن الحزب ذاته كان يعيب على حزب الإصلاح المتعارض معه أيدلوجياً بعمالته أو تمويله السعودي فما الفرق بينكما إذاً ؟! ، بل إن الذي انتقل من حضن لآخر لمجرد رفض الممول مضاعفة الدعم من عشرين ألف دولار إلى مائة وخمسين ألف دولار ، أضاف للعمالة ( الخيانة ) .

لقد قلت غير مرة في مقالات عدة وفي بعض الفضائيات بمافيها قناة ( العالم ) ، وأينما أكون بأنني وفق ظروف اليمن الحالية التي تتجاذبها أطراف إقليمية ودولية بل باتت تحت الوصاية بالمعنى الرسمي للكلمة وعبر مبادرة خليجية تحولت دستوراً برغم أنف الثورة الشعبية وكل تضحياتها أرحب بدور لكل اللاعبين الدوليين في اليمن وأنه يجب التفريق بين كلمتي : (التدخل) و (الدور) ، فالتدخل مرفوض وهذا حقيقة الجهد السعودي في اليمن لأنه لا يحتاج إلى دليل ، والدور الإيجابي مقبول وهذا ما أملت ولازلت آملاً أن يكون عليه الدور الإيراني لإحداث نوع من التوازن في ظل اختلال المعايير ، فاليمن جزء من محيطها القريب والبعيد والعلاقات ينبغي أن تكون على مبدأ شركاء لا عملاء ... والله من وراء القصد .


إيماءة
أتذكر أني تحدثت في مقال مخصوص قبل فترة عن المستشفى والمركز الطبي الإيراني بصنعاء والذي توقف على إثر حرب صعدة لأسباب واهية وبلا دليل مادي بعد أن كان المستشفى يقدم خدمات جليلة لمرضانا المستضعفين بأجور زهيدة خاصة فيما يتعلق بالعيون ، ياترى بعد أن تسلم الحوثيون رفات الشهيد حسين الحوثي مؤسس الحركة هل يستلم الشعب اليمني رفات ذلك المستشفى الإيراني ويتمكن من الاستفادة من خدماته مجدداً ؟! .