الجمعة ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٩ صباحاً

اللواء علي محسن : مفكك مملكة الصالح

عباس الضالعي
الاربعاء ، ٠٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
لولا علي محسن ما كان علي عبد الله رئيس ، كلمات بسيطة وعفوية من ضابط سابق شهد مرحلة الصعود الاولى للمخلوع صالح وعاش حتى شهد سقوطه من على الكرسي ، وهي حقيقة فاللواء القوي علي محسن هو كان مصدر بقاء المخلوع المهزوم صالح في السلطة لأكثر من ثلاثة عقود ، وتبعثر صالح وتناثرت مملكته بعد قرار اللواء الانحياز للوطن الأم ( لان المخلوع كان يعتبر نفسه هو الوطن والأمن والكهرباء والماء ...و....و... الخ حسب مكينة الإعلام التي وظفت من اجل تقديسه ومحاولة زرعه بالقلوب كرها ) والانحياز للشعب والوقوف مع ثورته وهذا الموقف نابع عن فهم للأمانة والمسئولية واقسم اليمين على ذلك.

وسائل الإعلام الممولة بالمال الحرام من جيب المهزوم صالح يقوم القائمين علي هذه الوسائل بمحاولة تشويه صورة القائد اللواء علي محسن الأحمر من خلال حملة إعلامية مستمرة وأشتد سعيرها عقب صدور قرارات الهيكلة في 19 ديسمبر الماضي وأعلن اللواء علي محسن تأييده ومباركته لها بعد إعلانها بدقائق ، وموقف هذا كان مستبعد في نظر المخلوع صالح وأركان هزيمته ، حيث كانوا يتوقعون صمتا او موقفا رماديا من اللواء .

موقف القائد علي محسن نزل على المخلوع كالصاعقة وضاعف مرضه الجسدي والنفسي وزاد من هلوسته ، ورغبة من فريق المواساة الذي حوله اتخذوا من الهجوم على اللواء علي محسن وسيلة لتهدئة عواطف المهزوم الثائرة غضبا على الرئيس هادي ومحاولة فريق التدليس الإعلامي إرضاء عواطف المخلوع ربما تكون مؤثرة نوعا ما وعامل مهم من اجل تجاوب جسمه العليل مع الأدوية المسكنة والمنعشة بغرض رفع معنويته ، ومحاولات كذب وتدليس هذا الفريق ضرورة من ضرورات "القبض" ومهمة روتينية لبقائهم بجانب مهزومهم المفكك ، وكل كذبة او إشاعة يقومون بنشرها ضد اللواء تنعكس على معنويات المخلوع وتهدأ من نفسيته وخطوة نفسية تساعده على ابتلاع الهزيمة من ناحية وتنسج له الإطلال وخيال الزعامة كأنه زعيم من ناحية أخرى.

هيلمان السلطة والأمر والنهي والأضواء الإعلامية والتصفيق لم تفارق مخيلة الزعيم وأحاسيسه ، وتحولت إقامته الجبرية في منزله كابوس يرهق أفكاره ويفقده السيطرة على عقله ، وهذا ما يدفع الذين حوله الى "جره" لحضور أي مناسبة يجلبون عددا من المحتاجين والعاملين والسائقين ويصفونهم بقيادات وشخصيات اجتماعية كبيرة ، وكان خروجه الى بقالة في شارع حدة قبل أسابيع خطوة إجبارية للتخفيف من "هرمه " ولوحظ ان المدلسين من حوله سبقوا حضوره وجهزوا بعض من العاملين في منزله وبعض القائمين على حراسته ويقدمونهم كمواطنين تهافتوا على الزعيم ، كل هذه المحاولات تندرج ضمن العلاج النفسي وامتصاص توتر أعصابه المنفلتة.

ومن متطلبات العلاج النفسي للمخلوع هو الشتم في شخص اللواء علي محسن والتفنن في الإشاعات ضد هذه القامة الكبيرة ينعكس على نفسية المخلوع وتحدث له نوعا من الارتخاء وتريح مزاجه كي يتهيأ للنوم والهدوء المؤقت ، الشتم من اجل الهدوء ضرورة برأي فريق المواساة والحكايات الخيالية ، وهي ضرورة عاش عليها المخلوع خلال سنوات حكمه الطويلة ومن الضرورة عدم قطع هذا السلوك ، فالمخلوع اعتمد على المداحين والدجالين والمطبلين والمدلسين وكل من يتقن هذه المهنة فهو من المقربين.

المخلوع لم يعتبر من دروس الماضي ولم يستفيد من التجارب التي مر بها رئيسا خلال سنوات حكمه التي يتفرض الابتعاد عن مذمة الخداعين والمطبلين والاستماع الى الرجال وان كانوا لا يجيدون الفهلوة والدجل ، وعلى عبد الله صالح تهاوت سلطته وفقد سيطرته على مقاليد السلطة تدريجيا منذ 2004م تقريبا حين قرب اليه كثير من المهرجين ليبيعوا له الوهم والكلاااام لا أكثر.

الهجوم الإعلامي على اللواء علي محسن من وسائل إعلام المخلوع يعتبر جلدا للذات المهزومة وصراع مع النفس ومحاولة لسد فجوة الفشل والانكسار وهذا الهجوم لن ينقص من مكانة اللواء ولن يؤثر عليه في شيء لان فاقد الشيء لا يعطيه والفرق واضح بين القائد والمهزوم ولا يستطيع المدلسين حجب الحقيقة ، ولو كانوا بارعين ما وصل الامر الى ما هو عليه ، فهم سببا في تدهور كل شيء من حول المخلوع وبتصرفاتهم هذه يقضون على ما تبقى من متفرقات الهزيمة ويقودونه الى نكبة او كارثة منتظرة ، وان الحرب الإعلامية ضد اللواء علي محسن و التي تريح نفسية صالح هي حرب بأدوات مكشوفة وأشخاص مجربين تكون الهزيمة حليفهم.

اللواء علي محسن قطب من أقطاب اليمن الرئيسية وله بصمات ومواقف وطنية لا يمكن ان تؤثر عليها "أراجيز" الواهمين وتظليلاتهم ، واللواء علي محسن بحكمته وعقله الراجح واعتماده على الشرفاء وضع لنفسه مكانة مشرفة وسطر لنفسه تاريخ لن ينساه اليمنيين طويلا وهذا هو الفارق بين الرجلين وهذا هو المقياس .. ولولا علي محسن ما كان لعلي صالح البقاء حاكما طويل العمر ويوم ان شق اللواء طريقا نحو الوطن تفككت مملكة الغدر والمؤامرات .. تبعثر صالح وصار يلقب بكل ألقاب الخزي والمهانة وتحول الى مادة للسخرية وأصبح مذموما مدحورا ، وهذا طبيعي وليس مستغرب ، انها حكمة الله وعدالة القدر ، ولو كان الوفاء من سلوكيات المخلوع كان له ان يضرب للواء علي محسن اكبر تحية عسكرية واكبر تعظيم سلام على ما قام به تجاهه وحافظ على حكمه في اشد الأزمات .. ولو كان المخلوع وفيا أيضا ويعرف موازين الرجال كان الأجدر به الآن ان يضرب للواء تعظيم سلام على أخلاقه الرفيعة وحفظه أسراره التي لو سرب جزء منها ستنزل على المخلوع كملك الموت لكن أخلاق اللواء لا تسمح له بالشماتة والمعاملة بالمثل واللواء لا يقبل الهبوط الأخلاقي حتى من مؤيديه ... وأخيرا ... أقول للواء القائد علي محسن الأحمر ... وإذا أتتك مذمة من ناقص فهي الشهادة لك بأنك فاضل ... عذرا للشاعر المتنبي على هذا التصرف ببيته الشعري ... ودمتم