معركة الأرقام بين السبعين والستين
د . عبد الملك الضرعي
الاثنين , 15 أغسطس 2011
الساعة 10:30
صباحا
تلك الأقوال لا تتفق بأي حال من الأحوال مع الواقع الديموغرافي والجغرافي لليمن ، فسكان الريف يصلون إلى حوالي(70%) من سكان الجمهورية أي أكثر من (17) مليون نسمة ، وبالتالي سكان المدن أقل من (8) ملايين نسمة ، وعلى المستوى العمري فإن الأطفال على مستوى الجمهورية دون سن العاشرة حوالي(25%) من السكان، كما أن نسبة الإناث تصل إلى حوالي(50%) على مستوى الجمهورية .
إن التحليل المنطقي لشعبية المعارضة بمختلف توجهاتها ، والسلطة بمختلف حلفائها ، يجب أن يخضع للواقع السكاني على مستوى الجمهورية والمحافظات ، وبدون ذلك فإن الخيال السياسي سيجعل من الشعب اليمني شعبين وأكثر ، وحتى تكون الصورة واضحة يمكن الإشارة إلى حقيقة الأوضاع السكانية من خلال مايلي :
أولاً/ شكلت أمانة العاصمة في الفترة الأخيرة مركزاً لإظهار مدى شعبية الحزب الحاكم والمعارضة ، بل أن الحزب الحاكم ومنذ منتصف شهر إبريل تخلى عن حشوده إعلامياً في المحافظات ليكتفي بميدان السبعين بصنعاء ، ويمكن إذا تم إنزال خريطة من البرنامج الشهير (جوجل إيرث ) تحديد مساحة ميدان السبعين وإعطاء متوسط لعدد المصلين فيه ، وبنفس الدرجة إذا علم بشكل يقيني المسافة بين أول وآخر نقطة يصل إليها المصلون في شارع الستين ، يمكن تحديد العدد الافتراضي للمصلين هناك ، ومن ثم إجراء المقارنة للمؤيدين والمعارضين ، ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن إجمالي سكان أمانة العاصمة عام 2011م لا يزيد عن (2.3) مليون نسمة فقط ، فمن أين جاءت عشرات الملايين لا ندري ، وهل تملك الطرق ووسائل النقل اليمنية القدرة على تحريك ملايين البشر في وقت واحد ، وهل يمكن لأمانة العاصمة استيعاب أضعاف سكانها وتوفير الخدمات المختلفة لهم ؟؟؟؟!!!!
ثانياً/ على مستوى المحافظات الأخرى : كما سبق الإشارة أن الحزب الحاكم ومنذ منتصف شهر إبريل أصبح يركز فقط على ميدان السبعين بصنعاء ، بينما في المقابل توسعت الساحات التي تقام فيها الجمع المؤيدة للثورة الشبابية الشعبية السلمية لتشمل غالبية محافظات الجمهورية ، بل وامتدت إلى مساحات واسعة ، ففي صنعاء مثلاً نقلت إلى شارع أوسع من ساحة التغيير هو شارع الستين الغربي ، وفي إب انتقلت إلى الشارع الدائري في المدينة ، بينما في الساحات الأخرى اتسع التمدد الأفقي ليصل إلى عدة كيلومترات كما هو الحال في ساحة الحرية بتعز ، والأمر كذلك في عدد من محافظات الجمهورية .
ثالثاً/ حسب ما تنقله وسائل الإعلام العالمية باستثناء (سهيل والجزيرة ) التي يتهمهما الحزب الحاكم بالتهويل ، يمكن القول أن هناك تراجعاً ملحوظاً في شعبية الحزب الحاكم على مستوى محافظات الجمهورية ، وأن شبكة التأييد الرئيسية له تتركز في أمانة العاصمة وعدد محدود من المحافظات القريبة منها.
رابعاً/ بإحصائية بسيطة يمكن القول أن قدرة الحزب الحاكم على حشد التأييد الشعبي في شكل مجاميع كبيرة أصبح بعيد المنال في محافظات مثل(عدن ، أبين ، لحج ، الضالع ، شبوة ، حضرموت ، المهرة ، مارب ، تعز ، إب ، البيضاء، الحديدة ) بل وفي محافظتي صعدة والجوف يصعب إخراج مسيرة كبيرة أو صغيرة كونهما أعلنتا انضمامهما الكامل للثورة الشبابية الشعبية وبكل مكوناتها السياسية والاجتماعية ، والمحافظات التي سبق الإشارة إليها تمثل ( 74%) من سكان الجمهورية وأكثر من(90%) من مساحة الدولة ، أما وجود أنصار الحزب الحاكم في بقية المحافظات فيتباين بين الريف والمدينة ، وتؤكد الصورة العامة على التراجع الشعبي لمؤيدي الحزب الحاكم ، مع زيادة مستمرة لمؤيدين للثورة الشبابية الشعبية السلمية ، ويبدو ذلك واضحاً في أحياء وحارات أمانة العاصمة ، التي كان يصعب على الصغار والكبار ترديد الشعارات المناوئة للسلطة فيها، أما الآن فأصبح من المألوف ترديد أطفال أمانة لبعض الشعارات التي يطلقها شباب ساحات التغيير ، وهو ما لم يكن مسموعاً في الأسابيع الماضية نتيجة الخوف من أنصار الحزب الحاكم.
أخيراً يمكن القول أن كل الحقائق الإحصائية تؤكد على الزيادة العددية لأنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ، مقابل التراجع المستمر في شعبية الحزب الحاكم على امتداد الأرض اليمنية.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |