سوريا الثورة البلد الذي انتفض ضد الظلم والاستبداد وبعد عامين من القتل والتدمير وخمسين ألف شهيد تقريبا وعشرات الآلاف جرحى وملايين المشردين ، بعد كل هذا يطرح عليهم حلا أسوأ من الحل اليمني.
تشكيل حكومة وطنية ترأسها المعارضة ومنحها صلاحيات واسعة وان يبقى المجرم بشار في منصبه كرئيس حتى عام 2014 .. تخيلوا لو كان هذا الحل في اليمن وتخيلوا كيف سيكون الوضع في سوريا بوجود بشار رئيس
اشهد أن رجال المعارضة اليمنية حكماء وسياسيين وشجعان بامتياز
شجاعتهم هذه هيئها لهم شباب الثورة وتمكين رجال شجعان وقادة كبار في أنصار الثورة وهذا ما احدث تكاملا بين الثورة والسياسة والقوة وهذه هي الأركان الأساسية التي صنعت و تصنع التغيير.
وغير هذا يعتبر مبالغة او مجازفة غير محسوبة .. سمعت شعارا بحماسية مفرطة خلال الأيام القليلة الماضية قيل ان شباب الثورة رددوه أثناء وجودهم في ميدان السبعين أمام دار الرئاسة نص هذا الشعار ( لا للمشترك لا للإصلاح لا للفرقة لا للواء علي محسن لا لأولاد الأحمر لا للجنة التنظيمية لا لحكومة الوفاق ).
عبارات بلاآتها السبع .. كلها تعني رفض هذه القوى والمعلوم ان هذه القوى هي التي صنعت ثورة وهي التي خلعت الزعيم المنزلي .. وهذه القوى التي جسدت تكامل الثورة من خلال العنصر البشري الثائر والسياسي والعسكري والمالي والاجتماعي وبوجود هذه القوى كانت ثورتنا ثورة شعبية وليست فئوية ، والخلاف في وجهات النظر أمر مقبول وظاهرة صحية ، والغير مقبول هو نكران دور أي شخص او فئة بشكل مجحف
الغريب في هذه الشعارات أنها لم تمس بقايا النظام الذي خرج الجميع عليه بثورة واذا افترضنا خروج او رفض هذه القوى وقبلنا هذه المجازفة فنحن امام نتيجة واحدة يخرج الشعب ويبقى احمد علي وأبوه ومن يدور في فلكهم
انها لغة نكران الجميل التي تتنافى مع شعارات الثورة التي دعت الكل لحمايتها ودعت كل هذه القوى باسمها وصفاتها ولبوا النداء وكتب لليمن ثورة بثمن قليل من الدم ومزيد من الوقت مقارنة بثورة ليبيا وسوريا التي غرقتا في مستنقع الدم والقتل .. ولا وجه للمقارنة بين ثورتنا وباقي ثورات الربيع العربي.
ثورتنا ثورة شعب ثورة حكمة
شكرا لكل من لبوا النداء في زمن المحنة .. شكرا للواء علي محسن وفرقته الأولى مدرع وكل الضباط و الجنود الذين انظموا إليهم وبسببهم .. شكرا للمشترك وقادة المشترك .. شكرا لأولاد الأحمر على هبتهم ...وشكرا للمناضل الأستاذ محمد سالم باسندوة الذي تحمل الكثير وصبر على الكثير .. شكرا لحرائر اليمن اللاتي كن في مقدمة الصفوف وشكرا للجميع .. وبسببهم كان لثورتنا النجاح ، وهذه القوى إلى الآن لم تضعنا في أي حرج في كل مواقفها.
ومن العيب ان ننكر او نتنكر مواقف البعض ومواقف هذه القوى وخاصة موقف اللواء علي محسن الأحمر الذي أوجد للثورة توازن القوة والرعب وليس من الأخلاق نسيان دوره ودور الفرقة الأولى مدرع ولا يجوز ان يقارن هذا القائد الكبير بالشبل احمد وشتااااان بين قامة شامخة و..... وأظن ان من ردد هذا الشعار ليس له علم بأيام المحن الأولى وهذه من عجائب الثورة اللاحقة التي يدعوا لها من تخلفوا بل وقاوموا الثورة حينها ويجلدون ذاتهم اليوم ، وشباب الثورة بعيدين كل البعد عن هذه الشعارات لأنهم الأكثر وعيا والأرفع أخلاقا ... ودمتم