الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٣ صباحاً

"هاوية الحوار"

اسامه الدبعي
الأحد ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ صباحاً
قال "وينستون تشرسل" مخاطباً شعبه : ( أنا لا أخشى عليكم العامه بل اخشى عليكم عليكم من المتعلمين )
إن في أحشاء الوجع لتجليات تتنهد لها الروح وتنجب شيئاً من امل كان قد افل مع أفول المضخة التأريخيه العربيه وإنحدارها السلطوي إلى حد ذاتها ونفسها ..حتى اوشك العدو ان يؤمن بتجليات أخرى –إنتهاء الأمة- وصار وجع الملائكه – أنين الشعوب – وقوداً آخر لذات هذه الأمة وبدأت التيارات السياسية تستعيد نشاطها بعد خمول..

بدأت لتنتهز كل الفرص المتاحة لتصل لحلمها المنشود السلطة هيمنتها وقوتها ..

إن التيارات السياسية وإن بدت لك حُسن مبسمها بالفعل هي تقتات على وجع الشعوب التي أنجبتها أرحاماً كادت أن تفقد النور ..لتردي الأوضاع ..وضعف المعيشه ..
كل له برنامجه وكل له إستراتيجيته وكل يرى نفسه ملاكاً مخلصاً للأمه من وجعها وأنينها المبجل ..وسرعان ماصار الجميع يقدم نفسه على أنه الأفضل والحل الأمثل والمناسب والمنقذ الوحيد والمخلص الوطني ..

وإنه لما كُنا نرتمي في أحضان هذه الطبيعة تُداعبنا الأحلام..حلم بالرقي وحلم بالحرية وقهر الإستبداد بالمقابل تغامر بعض العقليات على مصلحة هذا الوطن .
-إننا من حيث كُنا نطمع ونطمح بأن نكون مفاتيح خير ..مغاليق للشر ,ونقتضي هذا الدين حاكما علينا وحُكماً لنا,لا لنقتص منه أذرعه فنبقى في ذات الأرض أمة لاتملك ناقة ولابعيرا-كما هو مسيس- في ظل هذه الأرض.
وبما أننا روحانيوا المنطلق ,سماويوا العقيدة, صوفيو الإيمان ,وجبَ علينا ألا ننتصر دائما..كيسة وفطنة..

وهاهي الآن تتجلى لنا واضحة خُطى هذه التيارات أخص منها الليبراليه ..والحداثيه ..تغامر بمصلحه هذا الوطن وتخشى من إغضاب السفير الأمريكي ..هذا الأخير الذي قام بتوزيع نسب المقاعد للحوار الوطني والذي احسبه سيتناثر فشلاً نظراً لإقصاء أطراف مهمه لتقويم الحوار وتصحيحه ..واهم هذه الأطراف ..علماء اليمن ..الغريب في الأمر في ايام الثوره ..كان الجميع يصيح معلناً بها بملئ فمه في عرض السماء ..كتاب الله وسنة رسوله ..وهذه المره يتم إقصاؤهم تماما..ويتم دعم الحوثيين بشكل متقارب مع حصة الشباب ..بل اظنه مجحف بحق جميع التنظيمات العريقه الموجوده في الساحه بتقاربها مع حصة الحوثيين ..وحصة الحراك الجنوبي العريضه ..وهذا التوزيع أظنه سيفدي إلى التأثير بقرارات مصيريه يمكن ان يخرج بها الحوار الوطني ..وقد تدفع الوطن إلى مجهول ..ويتحول الحوار إلى هاوية للوطن ..

في الواقع أعتقد جازماً ..وتأريخ مصر وتركيا وتونس القريب يؤيدني بأن الشعوب قد زفرت كل شئ وأصابها القنوط من كل شئ فصارت كالغريق الذي يتمسك بقشه لعله يجد فيها الخلاص لقد صارت تتجه للدين في وفرضه على حاكميه الوطن ..وهو الأمر الذي يحاول الحوار الوطني التخلص منه ..حاكميه الدين ..
إن جل ما أخشى ان يخرج به هذا الحوار ..هو إقرار نظام الحكم الفيدرالي وحكم الأقاليم والذي هو بشكل طبيعي يُعتبر الخطوة الأولى لفك إرتباط دوله فيها مشاكل ..هي خطوة اولى نحو الإنفصال ..حتى وإن قسمت بشكل عادل ستظهر تجلياتها على المدى البعيد إن لم تظهر على المدى القريب ..