الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٨ صباحاً

التعليم الاجباري في اليمن واجب أخلاقي

عبدالعزيز الصلاحي
الاربعاء ، ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
بدون شك ان العلم والتعلم هو البوصلة الحقيقة لتوجه المجتمعات الى النهضة والتقدم والحضارة , وبدون شك ان مايعانيه اليمن من تخلف اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي يرجع الى اسباب كثيره واولها الامية المتفشية والجهل المطبق , ان اليمن يعاني من مشاكل كثيرة لاحصر لها مما جعلها في مصاف الدول والحكومات الفاشلة وكل ذلك اساسه ضعف التعليم وغياب الوعي .

لقد كانت الحكومات المتعاقبه في النظام السابق تحاول اصلاح الوضع الاقتصادي ولكن برفع السلع الغذائية والحاجات الضرورية والتي كانوا يسمونها ( جرع ) واخيرا تحولت الى كابوس مزعج وهم مؤرق لكل مواطن فلم تؤتي ثمارها وانما كانت النتائج عكسية فلاصلح اقتصاد الدولة ولا سلم المواطن من الانهيار العصبي والنفسي , وبموجب تلك المعاناه تنعكس سلبا على حيات الاسر المعيشية فلا يستطيع رب الاسرة دفع تكاليف الاسرة واحتياجاتها ولا يستطيع ان ان يدفع بابنائه الى التعليم بل هو بحاجة ماسة الى عملهم بجانبة للتصدع لغلاء المعيشة وقلة فرص الاعمال واحتياجات الاسرة الضرورية .

وتحاول ايضا اصلاح التعليم ولكن بتغيير مدراء المدارس النموذجيين بمدراء غوغائيين لا يفهم من الادارة الا اسمها ولامن التعليم الا رسمة , فزادو الطين بله وازدادو الطلاب حهلا الى جهلهم بل يذهب المدرسة مؤدب ويعود بلا أدب , يذهب نظيف القلب والثياب فيعود وقد اصبحت الثياب ممزقة ومتسخه نتيجة لجلوسه على الارض بدون كراسي ولاماسات ونتيجة للعنف المتبادل بين الطلاب فيود وقهو يحمل الحقد والضغائن لزملائة نتيجة للتسيب وسوء الادارة المتفشية في المدارس ذلك ان كان يستطيع الذهاب الى المدرسة اما غيره فلايستطيع نتيجة لا همال اسرهم لهم وعدم الاهتمام والوعي بالتعليم .

ذلك هو الانطباع السائد لدى كثير من الاسر عن التعليم بانه مجرد نزهة وفوضى خلاقة ومشاكل بين التلاميذ فمن اجل سلامة الولد فعليه ان يقعد في البيت او يذهب للعمل في المزرعة او الورشة او غيرذلك من الاعمال الشاقة , وهو في عمره تمنع كل قوانين دول العالم عمل اقرانهم من الاطفال .

اضافة الى ذلك عدم وجود خطط لدى تلك الحكومات لاستيعاب مخرجات التعليم , وتوفير فرص العمل المناسبة لمن دفعوا اعمارهم واوقاتهم وجهدهم حتى حصلوا على الشهادات العليا , فما ان ياخذ شهادته فيضل حيران لا يدري اين يذهب بها فاما ان يذهب الى صفوف العاطلين عن العمل أوالى العمالة السائبة في الشوارع ويبحث عن اي عمل شاق , او ان كان يستطيع ان يخرج من اليلد ويذهب الى اي بلد آخر للحصول على فرصة عمل افضل , وهذا بكل تأكيد يعود سلبا على الاقتصاد الوطني بحيث انه لم يستفيد من تلك العمالة الماهرة والمتدربة , ويعود سلبا ايضا على أولئك المقبلين على على المدارس المبتدئين فهو يرى ان الذي اضاع عمره في المدارس والجامعات مثله مثل غيرة من الذين اختصروا على أنفسهم الوقت وترك ا التعليم في وقت مبكر من حياته متوجها الى اي عمل يقتات منه , وايضا ذالك جعل بعض الاسر والمجتمعات على قناعة تامة بانه لا جدوى من التعليم ولا جدوى من بناء المدارس ولا جدوى من الذهاب اليها واهدار الوقت وضياع العمر فيها .

اننا لم نلمس من الحكومة والى اليوم اي توجه حقيقي وجاد لايجاد الحلول المناسبة لا جبار اولياء الامور بضرورة تعليم الابناء , ولم نلمس ابضا اية حوافز للاسر المعدمة وخاصة في المناطق الريفية لدفع الاطفال الى المدارس , ولم نلمس ايضا اي توعية او توجيهات بضرورة العلم والتعلم , ولم نلمس ان يكون هناك مشروع عقوبات ضد الأسر التي لا تدفع بأبنائها الى المدارس , ولم نلمس ايضا ان هناك توجه لاصلاح الإدارات المدرسية والمراكز التعليمية , بكواد مؤهله ومتخصصة في الإدارة بعيدا عن المحسوبيات والمناطقيات واصحاب النفوذ , ولم نلمس اي توجه لوضع لوائح تاديبية ضد المعلمين الذين يتباطاون عن اداء عملهم وعدم فرض اية رسوم اضافية على المقبلين على التعليم وعدم الزام الاطفال بتغذية المعلمين بل العكس هو الواجب يجب على الدولة تغذية الاطفال المقبلين على التعليم وتحفيزهم على العلم وتهيئة الاجواء المناسبة لذلك .

ان التعليم هو البوابة الحقيقية للولوج الى عالم الاقتصاد وهو البوابه الواسعة للولوج الى المعرفة والابداع والإبتكار , ان الجهل والأمية تهدم القيم والاخلاق وتهدم الحضارة الانسانية , وتهدم المجتمع وهو الطريق الاساسي لفشل الحكومات والدول , ولذلك يجب وضح الحلول المجدية للحد من هذه الظاهرة المتفشية في اليمن والتي تكاد ان تعصف بحاضر ومستقبل الاجيال .