الجمعة ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٠ صباحاً

هادي ومأزق القرار

عباس الضالعي
السبت ، ٠٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
في الفترة الأخيرة تزايدت أعمال التخريب بقوة في مأرب تم تفجير أنابيب النفط والغاز أكثر من مرة على التوالي وتم الاعتداء على أبراج الكهرباء أكثر من مرة أيضا وتم قطع كابلات الألياف الضوئية إضافة قطعها في أبين وعدن وعمران ، والمحافظات الأخرى تعاني من عشرات التقطعات القبلية التي معظمها مفتعلة وتقف ورائها أطراف في السلطات المحلية وخاصة في صنعاء وذمار واب والمحويت وعمران ومأرب والجوف وغيرها .

حوادث القتل والسلب ونهب السيارات هي الأخرى ارتفعت معدلاتها مؤخرا ووصلت الى مراكز المدن وخاصة صنعاء ، اضافة الى الاعتداءات المسلحة المدفوعة من بعض الأطراف على المباني والمصالح الحكومية آخرها الاعتداء على مبنى النيابة والمحكمة الجزائية بأمانة العاصمة ، حريق هنا وتفجير هناك وما خفي اعظم .

من الضروري اولا ان نعترف ونقر ان لكل عمل ضريبة وهذه الحوادث ضريبة التغيير الذي يحاول اليمن الوصول اليه ويتم عرقلته والضريبة هذه منطقية الى حد ما ، لكن الغير منطقي هو المبالغة بتدفيع الشعب هذه الضريبة لفترة طويلة و السكوت المتعمد والمستمر على الأشخاص والجهات التي تقف وراء هذه الحوادث دون وصول يد الدولة اليها ، بعد 21فبراير 2011م لا يمكن للشعب ان يستمر في دفع ضريبة التغيير التي تقابل بصمت الرئيس وسكوت الحكومة وكأن الأمر لا يعنيهما .

سكوت الرئيس هادي على هؤلاء المتسببين في هذه الحوادث وهذه الفوضى يثير الشك ويهز من مصداقيته في قيادة التغيير وترميم اليمن المتآكل ، والرئيس هادي هو الشخص المخول شرعيا ودستوريا وقانونيا لقيادة البلد وفرض هيبة الدولة والقانون عمليا ، ونحن لا نريد او نرضى ان يكون رئيسنا الشرعي مهزوز وناقص الفعل والتأثير والتنفيذ وهادي بسكوته وصمته ينتج حالة جديدة من الفوضى المحصنة بسبب ما تلاقيه بعض الأطراف من دعم وغض الطرف عن تصرفاتها .

الجميع على معرفة ويقين ان الرئيس هادي يعرف المتسبب ومن يقف وراء هذه الحوادث تخطيطا وتمويلا ودعما وتمويها ويعرف غرفة العمليات ويعرف الوسطاء ورغم هذه المعرفة الا ان الرئيس هادي يقابلها بصمت ويمنحها مباركته بسكوته ما يجعلها تستمر ويستمر الفاعل الرئيسي يعاقب الشعب عقابا مريرا.

الوضع الحالي لا يحتمل مزيدا من السكوت وصمت الرئيس هادي المبالغ ومعه الحكومة التي يفق بعض أعضائها مع اليمن وبعضهم الاخر مع هدم اليمن ، هذا السكوت ينعكس سلبيا على كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وتدهور معه قيم السلم والتسامح الاجتماعي ،
اليمن حاليا كالرجل المريض والمعتل والعلاج ضروري لاستئصال هذه العلة اما بالعلاج او التدخل الجراحي ، وعلة اليمن أصبح من الضروري علاجها جراحيا كحل اخير للتعافي من العلة ، من مسببات المرض الذي يعاني منه اليمن ان العض لم يفهم طبيعة المرحلة ومتطلبات التغيير ويعتمد اسلوب العرقلة كخيار ، والعرقلة هذه تجاوزت حدود العرقلة السياسية كالمناكفات والرفض والاعتراض والامتناع والانسحاب ووصلت الى ممارسة العرقلة الميدانية وتمارس القتل والتخريب والتفجير والتقطعات وتأليب الناس واستغلال مشاكلهم وتوظيفها لتتحول الى افعال خارجة على القانون وتعمل على خلق فوضى وتشكل حالة من الفوضى العامة المدبرة والمفتعلة والممولة واصبحت عنوانا واضحا للمشهد العام وتنفذ مفردات هذه الفوضى بشكل علني وواضح ويساعدها في ذلك خالة الانقسام التي تعاني منه المؤسسة العسكرية والأمنية وترزح تحت عتبات الانتظار الطويل لمشروع الهيكلة المحتمل .

المشكلة اليمنية في اطارها العام هو العمل بالأدوات القديمة وهي التي يستخدمها الرئيس هادي والحكومة ولم ينتجوا أدوات جديدة تتلائم مع المتغيرات وما فرضته ضرورات التغيير والثورة الشبابية دون ان يدركوا ان الأدوات القديمة هي التي كانت سببا لتدهور حال اليمن وهي ادوات فاشلة وفاشل اشخاصها وبرامجها ومؤسساتها وهذا هو المأزق الذي توفر للفترة السابقة وقد يكون عنوان المرحلة الحالية وهو ما لا اتمناه وغيري.

وفي حال استمر الوضع على هذا الحال فيعني اننا امام مشهد اخر شبيها بالمشهد المصري ،، وهو ما سأتناوله في وقت لا حق ... ودمتم