الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٣ صباحاً

الهوية الحقيقية لدعاة الإنفصال

عبدالعزيز الصلاحي
الاثنين ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
من يدعو الى الانفصال بلا شك انه ليس بيمني , فالتاريخ والواقع والجغرافيا والثقافة والمجتمع كل ذلك يعبر عن يمن واحد وارض واحدة وشعب واحد ولحمة واحدة , فاليمني دائما وان عانا ايما معاناه يفتخر دائما بأصلة وتراثه وحضارته وعراقته , لم نقرأ ولم نسمع ولم نرى في التاريخ القديم والحديث ان هناك جنوب عربي ولا جنوب يمني منفصل عن باقي الأراضي اليمنية , كل مافي الأمر انه وقبل فترة من الزمن كان هناك احتلال لجزء من الارض اليمنية فما إن ذهب المستعمر حتى عاد الفرع الى الأصل .

الأرض اليمنية تحاكي بعضها البعض بأنها ارض واحده بسهولها وجبالها ووديانها وانهارها , كل من ينتمي الى الوطن لايحب تمزيقة ولاتقسيمه , بغض النظر عن الأخطاء إن وجدت هنا وهناك وخاصة من النظام السابق لقد عدل في ظلمه بين كافة ابناء الشعب , فليس اليمني الذي يعيش في صنعاء او الحديدة او تعز بأفضل حال من ذلك الذي يعيش في عدن او المكلا أو شبوة , فكلهم مشكلتهم واحدة وهمهم واحد ومصيبتهم واحده إنه الظلم والاستبداد والجهل والفقر والمرض .

إن أولئك الأصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والأخرى بدعوتهم الى الإنفصال لايعبرون عن ضمير الأمه ولايعبرون عن مطالب الشعب , إنما يدعون الى مصالحهم الضيقة ونزواتهم اللعينة وشهواتهم الشيطانية , هذا ان كان ابائهم أو اجدادهم ينتمون الى اليمن , وإلا فمعضمهم وافدون ضاقت بهم السبل في بلدانهم فدخلوا الى اليمن خلسة لاجئين ويريدون اليوم ان يحصلوا على وطن آخر ولكن في أرض ليست بملكهم وهوية تختلف عن هويتهم , هؤلاء لايهمهم وطن ولا ارض ولا إنسان , هؤلاء لايخشون لعنة التاريخ حين يقول عنهم انهم من مزقوا ارض اليمن لأنهم لاينتمون اليها .

اذا كان النظام السابق قد أساء الى الوحدة فإنه قد أساء قبلها الى الثورة واساء الى الحرية واساء الى كرامة الانسان , هذا ليس عذرا وليس مبررا لإولئك ان يعالجوا الخطأ بخطأ اكبر , اذا كان النظام السابق قد أخطأ فهؤولاء سيكون خطأهم اكبر وجرمهم بحق الوطن أقبح , ان دعواتهم الشاذه والسيئة الصيت يعرفها الصغير منا قبل الكبير بانها دعوات غيرمشروعة وهي بالأحرى مشبوهة تعبر عن نفوس مريضة وشريرة , يقدمون اليمن لقمة سائعة للظلمة والمستبدين , ويجعلون منهم ابطال الزمان والمكان , ان دعوات هؤلاء تجعل الناس يترحمون على النظام الظالم المستبد , ويبكون على نظام التخلف والجهل والفقر والمرض , بل إنهم وبكل تاكيد يقدمون خدمة جليلة لمن ثارت عليهم الشعوب ولعنهم التاريخ .

اليمن اليوم يحتاج الى من يجمعة لامن يفرقه , يحتاج الى من يحميه من كيد الكائدين وحقد الحاقدين , يحتاج الى من يقويه لا من يضعفة , يحتاج من يبنيه لامن يهدمه , يحتاج من يقوده الى المستقبل ويحقق احلامه لا من يعود به الى الماضي ويجدد آلامه , لقد عانا اليمن كثيرا من ويلات التشرذم والإنقسام , ومن حكم المستعمر وعهد الظلام , واليوم خرج الى الشوارع عن بكرة ابيه يلعن الماضي بكل مئاسيه , ويبحث عن مستقبل مضئ ومشرق له ولإبنه وذويه .

يا دعات الانقسام وتمزيق الوصال , ان دعوتكم عقيمه , مخالفة للفطره السليمة , مخالفة لملة الاسلام القويمه , الاسلام يدعوكم الى الوحدة ولم الشمل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) ( ولاتكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بمالديهم فرحون ) , ان العروبة والنخوة والشهامة تدعوا القوة والحدة والكرامة , بل ان العالم اليوم اصبح قرية واحدة وامة واحدة , يكاد لا يؤمن بالحواجز والحدود المصطنعة , قوة الاقتصاد في وحدة الشعب , قوة الامة في وحدة الفكر والاهداف .