الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٤ مساءً

عطش الأمومة ( 15) والأخيرة

عباس القاضي
الخميس ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
جنى ،، فدوى ،،، ما هذه النجوى ؟ ! ألم تشبعن من الكلام ؟ تعالين ، شاركن في ترتيب عملنا ،، قالها الدكتور سالم وهو يقلب كفه تجاههما .

حركن الكراسي إلى محيط دائرة الجلوس ، ليسمعن الأب ، وهو يضع جدول الأعمال المقترح :

غدا في العاشرة صباحا ،، المناقشة ، أليس كذلك ؟ جنى ،، هزت رأسها بالإيجاب ،، وأردف : سنكون كلنا معك ،، بعدها ، وبحسب طلب إبراهيم سيتم إجراء عقد الزواج ،، هل من ممانع ؟ لم يعترض أحدا ،، و جنى تسند وجهها بكفها ، حيرة وحياءا ،،، بعدها نَمُرُّ على السوق لنأخذ ملابس الخطوبة ،،، ثم نعود إلى البيت ليتم عمل حفل بسيط يقتصر علينا فقط وتلتقط الصور ،،، هل أحد لديه اعتراض ،،، الصمت هو سيد الموقف من الجميع ،،، لأن هذا الجدول تم ترتيبه ومناقشته فيما بينهم ،،، بينما كانت جنى و فدوى يتكلمن همسا في الغزل .

واستطرد الدكتور سالم : في اليوم التالي ،،، سيكون سفرنا ومعنا جثمان الفقيدة نادية – رحمها الله – لنشارك مراسيم الدفن ونقوم بواجب العزاء ،، وستبقى جنى هنا لاستخراج وثائقها ،، لفترة أربعين يوما ،، وستبقى أيضا فدوى معها لتعتني بـ خليل أثناء خروجها ولتآنس أختها ،، عند انتهاء المدة ستعودون إلى الوطن ، ونستقبلكن في المطار .

انتهت المدة ،، واستلمت جنى وثائقها الأولية ،، وهاهن يحزمن حقائبهن استعدادا للسفر ،،، ورضخت جنى لرأي فدوى في استبقاء الشقة ، لتعود إليها فتقضي فيها أياما من شهر العسل .

ها هو كابتن الطائرة ينبه الركاب لربط الأحزمة استعدادا للهبوط ،، استقرت الطائرة فكانت جنى أول من وقف من الركاب للنزول من الطائرة شوقا للوطن - وزد عليه قليلا – بينما فدوى تعارك الحزام لم تستطع الفكاك منه ،، لفتت عليها جنى قائلة : فدوى " شكلك " لا تريدين النزول من الطائرة ،،، ردت نجوى وهي محرجة : معي " الزفت " هذا ما عرفت كيف أفكه ،، أنت ربطتيه عليك فكه ،، مدت جنى برأس إصبعيها ،، لتفكه مرددة " غشيمة " ،،، نزلن من الطائرة ،،، هاهم يلوحون من وراء زجاج صالة الاستقبال ،، وعين جنى تبحث في وجوههم ،،، ومن شدة لهفتها وتركيزها نسيت ملامح وجه إبراهيم ،،، ها هو يلوح بيده باستمرار ،،، نعم ، نعم تحدث نفسها ،،، وهي في الطابور : ما أحلاك ، يا إبراهيم ! لقد ملأت علي أرضي وسمائي ،،، جنى ،، أين حسك ، تقدمي أمامك فاضي قالت لها فدوى ،،، تقدمت جنى خطوات لكن ما زال أمامها ثلاثة أفراد حتى تصل إلى كابينة الجوازات ،، أعادت النظر إلى إبراهيم لكن هذه المرة بتركيز أشد ،، فوجدت بجانبه شابا لم يفارقه منذ رأته لأول مرة ،، وكانت تظنه مستقبلا لأحدهم ،،، سرتها في نفسها ،، وقالت : خيرا إن شاء الله .

هاهم متراصون في صالة الاستقبال ، وبالأحضان ، سلاما على الأب والإخوة واكتفت بمصافحة إبراهيم ، بنما فدوى انزوت في الجانب الآخر من جنى .

هذه ، هي فدوى يا إسماعيل ،، يقولها إبراهيم بدون مقدمات ،، وسط دهشتهن على جرأته كيف يعرف هذا بهذه في مكان كهذا ؟ لكن الأب قطع عليهما حيرتهما ،، بقوله : فدوى ، هذا هو إسماعيل أخو إبراهيم ، تقدم لخطبتك ،، خلال الأيام الماضية ،،، قالت فدوى باستحياء : أنا آخر من يعلم ؟،، قال لها أخوها الأكبر الأكثر اتزانا ،، لا ، لا يا فدوى ربطنا الطلب بشرط موافقتك ،، وأردف الأخ الثاني الأشد ذكاءا : بعد موافقتك طبعا ،، سيكون عرسكما في ليلة واحدة ،، وأردف فاكر : وقد حددناه في حالة موافقتك بأن يكون يوم الخميس ليس هذا ،، الخميس الثاني ،، لاحظت جنى أن فدوى تكاد تنهار ، من هول المفاجأة ،، قالت لهم : نتكلم في هذه المواضيع في البيت .

اتجهوا للخروج سيارتين ،، تمشيان جنبا إلى جنب ،، صوب منزل الدكتور سالم ،،، الآن أشواق فدوى فاقت أشواق أختها ،، وكأن جنى تزوجت من زماااااان ،، فدوى ، تقرب شفتيها من أذن جنى قائلة : إسماعيل ، أوسم من إبراهيم ، حقك .