الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً

جَاء بن عمر! ذَهبَ بن عمر!

جمانة الحرازي
الثلاثاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يشفق المرء على مبعوث الأمر المتحدة السيد جمال بن عمر الذي أصبحت رحلاته لليمن ذهاباً وإياباً أكثر مما كان يفعله الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله الذي قيل عنه أنه قضى ثلث عمره في الجو وهو يسافر من دولة إلى دولة لطلب الدعم والاعتراف بالقضية الفلسطينية.. وها هو السيد بن عمر يحلق في الأجواء بين اليمن وأمريكا لغرض لم شعث الفرقاء السياسيين على مائدة الحوار حتى تستطيع هذه البلاد المنهكة سياسياً واقتصادياً من تجاوز محنتها السياسية!


وللأسف الشديد أن يعاني المبعوث من تعنت بعض الأطراف وتهديد وسماجة البعض الأخر، وكأن الرجل يجري ويتعب في ملك أبيه! ويتناسى البعض أنّ بن عمر – مغربي الجنسية – ما هو إلا مبعوث الأمم المتحدة وأن مصلحة اليمن ليست أولويات هذه المنظمة العالمية، فهناك على أجندتها ما هو أهم بكثير من دولة نامية في أسفل درجات الفقر والفاقة والعوز!


أن يصل الوضع بنا إلى الحالة التي نرجو فيها أن يقوم الآخرون بإيجاد حلول للتخريب والتدمير والتعنت الذي نصنعه بأنفسنا على بعضنا البعض، فهذه هي المصيبة بعينها! أن ننتظر من الآخرين أن يحلو مشاكلنا التي نسجناها بأيدينا فهي الطامة الكبرى! أين ذهب الحس الوطني في هذه البلاد، ولماذا نبحث عن الأخر ليحل لنا مشاكلنا؟! لماذا لا نبادر بروح المسؤولية الوطنية ونمد أيدينا لبعضنا ونتناقش ونتشاور ونختلف ونتفق كما يفعل الآخرون في كل بقاع العالم؟! هل نحن استثناء على العالم، وهل نؤمن حقاً بأن مندوبي الأمم المتحدة أو مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية سيكونون أحرص منا على أوطاننا وأرزاقنا وشعوبنا؟!
جاء بن عُمر، وذهب بن عُمر، والشعب لا يدري ما يدور والأوضاع لا تتحسن، والصور هي نفس الصور التي عهدناها منذ عقود، والمطالب هي ذات المطالب، والشعب يرفع كفه للسماء ويقول: اللهم أكفيناهم بما شئت وكيفما شئت!