الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٠ مساءً

"سنةٌ جديدة وشهرٌ رحل في الطاغوت..!"

عبدالله الخراز
السبت ، ١٧ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
عند احتدام الزمن مع التاريخ يخرج لنا من رحم الحاضر تحليلاً بائساً أو مفرحاً للمستقبل..

لذلك نحن المسلمون نستأنس بسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. فـنقرأ أخلاقه لنجعلها نبراساً , ونتفكّر في إدارته للأمة فنسموا بشخصيّاتنا , ونرى آماله فننظر إلى مستقبلٍ ناجحٍ وحاضرٍ بهيج..!

انتهى عامٌ.. وبدأ الآخر ليرسم لنا صفحةً بيضاء ويفتح لنا الحبر لنكتب ما تمليه علينا أعمالنا وإنجازاتنا وأحوالنا .. وكل ما ذهب يجب أن يُقاس بميزان المحاسبة , فالحياة ليست هيّنه , بل تحتاج منّا أن نراجع دفتر الحسابات جيّداً.. ماذا قدَّمنا , وماذا علينا أن نقدّم؟! لنستطيع أن نفتتح عامنا بسلام ونستقبل بفخر شهر رحيل الطاغوت...!

فماهو شهر رحيل الطاغوت ؟؟!

دعونا نستأنس أيّها السادة بسيرة الأنبياء العطرة ونذكر قصة فرعون "الطاغية الأعظم" الذي تجبّر على ربه قائلاً:-
* أنا ربكم الأعلى*..!

هذا الطاغوت بقصته المشهورة سجّل للتاريخ أشنع أحداث العبث في الأرض .. من فسادٍ وخرابٍ وتكبيتٍ وظلم.! فضلاً عن أنّه واجه دعوة الله الذي أرسلها على لسان نبيه موسى وأخوه هارون عليهما السلام بالتنكير والتكذيب والكبر والجبروت..
ولكنَّ نتاج عمله كان أن أهلكه الله وجعله من المغرقين ونجّاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية..

مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم على يهودٍ فوجدهم صائمين فسألهم عن سبب صيامهم فقالوا هذا يومٌ نجّى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون وجنده.. يقصدون يوم العاشر من شهر محرم.. فقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:- نحن أحق بموسى منكم فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه .. ويستحب صيام يومٍ قبله ويومٍ بعده مخالفةً لليهود وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لإن بقيت إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع".

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في حديث أبي قتادة رضي الله عنه:- "...وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله". الحديث وأنا أقول في هذا المقام لقد أطلَّ على المسلمين شهر محرم ولقد سمّي بهذا الاسم:- (لكونه من الأشهر الحرم وتأكيداً لتحريمه...) وهو شهر رحيل الطاغوت كما أحب أن أسمّيه , وفي هذا العصر هناك طلبةٌ من أجود ما رأيت في تلقّي العلم من المدرسة الفرعونية المستبدة , ومن أعظم ما وجدتْ في تطبيق النظام الفرعونيّ المتعجرف , ففي هذا الشهر الكريم الذي كان رسولنا عليه السلام يُكثر الصيام فيه نأمل ونرجوا من المولى سبحانه أن يهلك طالب المدرسة الفرعونية المجتهد في الطلب , والعامل بجدٍّ في الميدان "طاغية الشام" وأعوانه ومن تبعهم ومن سار علي نهجهم..

وآمل أن يُنجيه الله ببدنه ليكون لمن خلفه عبرةً وآية..

فلقد أطلَّ علينا أيها الأحباب شهر رحيل الطاغوت فلندعوا الله أن يهلك تلميذه أيضاً..!