الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٤ صباحاً

هل هي عقدة الخواجة؟

جلال الشيباني
الخميس ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
هناك خبر يقول: أطفال يابانيون يبتكرون جهازاً يعمل بالطاقة الشمسية ويفوزون بالجائزة الأولى للأعمال الريادية في المسابقة التي أقيمت في العاصمة طوكيو لهذا العام.
والخبر الأخر يقول: أطفال يمنيون يبتكرون جهازاً يعمل بالطاقة الشمسية ويفوزون بالجائزة الأولى للاعمال الريادية في المسابقة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة لهذا العام.
خبران أحدهما حقيقي والأخر من نسج خيالي وقد يكون واضحاً أيهما الخبر الحقيقي وذلك من سياق عنوان المقال أو ربما للمتابعين لاخر الأخبار الخاصة بالشباب اليمني.
في سعي لي انا ومجموعة من الشباب لتصميم برنامج تدريبي لتحفيز الأطفال على إنشاء مشاريعهم التجارية الخاصة وذلك من باب إطلاق طاقاتهم الكامنة ولزيادة مستوى وعيهم وتقديرهم لذواتهم وجدت بأن هناك الكثير من الجوانب التي تحتاج أن نأخذها بعين الاعتبار وذلك ليس فيما يخص المادة التدريبية ولا كيفية تصميم البرنامج ولكن فيما يخص أولياء الأمور وردود فعلهم المتوقعة والتي قد تكون رافضة لإشراك أطفالهم في مثل هذا المشروع وكذلك المتطوعين الذين يتم البحث عنهم حالياً للمشاركة في هذا العمل وكيفية أقناعهم بإمكانية تطبيقه , وقد كان من بين ردود الفعل تلك أن البعض قال لي كيف ستعلم أطفالاً لاتتجاوز أعمارهم الثانية عشرة عاماً مثل هذه المهارات والأسس أليس الأمر بالشيء الخيالي فيكون ردي أن هذا الأمر هو بالفعل مطبق في دول مثل أمريكا وأوروبا فيعود الرد إلي بسرعة: ولكن تلك دول غربية وأطفالهم أفضل من أطفالنا !!

وهناك قصة أخرى وهي تتعلق بالخبر الذي طرحته في مقدمة المقال والذي يخص الأطفال اليمنيين وقد رواها لي زميل لي وقد حدثت معه شخصياً, ففي أثناء مشاهدتهم هو وبعض أفراد عائلته لخبر فوز الفتيات اليمنيات في مسابقة ريادة الأعمال التي أقيمت في قطر كان هناك تعليق ساخر من أحد الجالسين بأن الابتكار الذي قامت به الفتيات لايستحق كل هذه التغطية الإعلامية وعندما حكى لي زميلي هذه القصة سألته سؤالاً واحداً فقط فقلت له كيف سيكون رد فعل هذا الشخص لو أن الخبر كان عن أطفال من اليابان أو أمريكا ألن يكون خبراً جيداً ويستحق المديح والثناء والإعجاب؟

لم يمض على بداية الفكرة سوى أسبوع واحد وقد اصطدمت بكثير من الأراء المنكرة لجدوى هذا العمل لا لشيء ولكن لعدم الإيمان بقدرة أطفالنا على إنجاز شيء وللأسف ان مثل ردود الفعل تلك تصدر عن فئة متعلمة ومثقفة فكيف حين نقوم بعرض هذه الفكرة على من هم أقل تعليماً وثقافة؟

فهل يعتبر الطفل اليمني أو العربي بشكل عام أقل قدرةً من الطفل الغربي؟ وهل مايتم تطبيقه على المستوى الإنساني في الغرب لا يمكن تطبيقه على المستوى الإنساني في بلاد العرب وبلادنا اليمن؟ هل هم الأفضل أم نحن الأقل قيمة ومكانة؟ أم هي فقط عقدة الخواجة كما يسميها أهل مصر حين يفضل رجل الشارع والمثقف رأي صاحب البشرة البيضاء والشعر الأشقر واللسان الأعجمي على رأي ابن البلد وإن كان رأي الخواجة أقل قيمة وجدوى؟