الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٤ صباحاً

لا يُمكن أن نؤمن بالحُرية إذا لم نضع معايير لاحترامها

جلال غانم
الخميس ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يتشرف مجلس الدوما اليمني عفوا مجلس الوزراء بكامل ثُقله ممثلا في ( حكومة التقاسم ) لإعلان مُحافظة إب مدينة سياحية في الوقت الذي مازالت فيه رجاء الحكمي ترزح بين قُضبان السجن في انتظار الفرج من خالقها وفي الوقت الذي وصل حال المُواطن المنسي في هذه المُحافظة إلى إعلانها مُحافظة للخراب السياحي والفساد المُعشعش في أدمغة إداراتها .

الثورة كرصيد للمُتمصلحين نجحت نجاح في إحداث نقلة نوعية في تقبل الكذب من بعض الأحزاب والقواعد الجماهيرية لهم إرضاء لقادتهم المُشتركين في التركة الثورية .

إب المدينة المحكومة بقوة الشيخ ونار الفساد المُستشري في كُل المديريات والذين تحولوا من حاكمين فيها إلى رُهبان ومُفتيين في العهد الثوري كحالة استغلال لكل شبر في بطن المُحافظة .

الحُكم الجمهوري كُله لم يشفع لبعض مُديريات هذه المُحافظة في الحُصول على جرة ماء أو حبة دواء وكُراس مدرسة .

ففي أغلب مُديرياتها ترى شُبان في عز قوتهم يلتحفون الأراضي بحيواناتهم بحثا عن ماء آسن يسدون به عطشهم كحالة عدم نهائية في التطلع لمن يلتفت لحالهم المرثي وأوضاعهم المعيشية المُستعصية .

إب كغيرها من المُدن اليمنية تزدهر بلصوص الأراضي وبائعي الضمير وسارقي المال العام وتتميز عن غيرها من المُدن اليمنية بعدم توفر حد من التعليم المقبول فأغلب الطُلاب لا يزالون يدرسون تحت الأشجار بالألواح وتحت أشعة الشمس الحارقة ناهيك عن تحول جامعة إب لو كانت تُسمى أصلا جامعة إلى مرتع للفساد والعابثين بمقدراتها بل أنها مصدر للنشاط الحزبي بين دكاترة الجامعة وطُلابهم الذين يعتبرونهم مُجرد رصيد للاستهلاك الحزبي في أروقتها المُميتة .

انعدام فُرص العيش وتزايد حالات الانتحار في هذه المُحافظة وتصدُرها لأكبر المُدن اليمنية في الجوعى والشحاتين توحي بمدى غياب حالات الوعي الحكومي .

مُحافظة إب اليوم ليست مُحتاجه إلى حكُومة الكُروش الوطنية لإعلانها عاصمة مرثية بقدر ما تحتاج إلى توفير فُرص للحياة , فرص لتوافر الحد الأدنى من مُتطلبات العدالة والحُكم الرشيد والمُساواة وإزالة سُلطة الشيخ الجاثمة من بعد ثورة 26 سبتمبر كحالة اعتراف واحترام للنظام الجُمهوري الذي لم نرى منه سوى عمامات وعصابات ومُرتزقة يحكمون بقوة الجاه والقوة المُفرطة .

رجاء الحكمي هي صرخة أبناء كُل المُحافظة هي قِبلة عدالتهم وقضيتها قضية شرف , قضية إنسانية بامتياز

لا عدالة بدون قانون , ولا سياحة بدون توفير أدنى مُتطلبات الأمن

لا حياة بدون ماء وكهرباء ومدرسة وحبة دواء

لا يُمكن أن نؤمن بالحُرية إذا لم نضع معايير لاحترامها

لا يُمكن أن نؤمن بكذبكم , لا يُمكن أن نؤمن بكذبكم ؟؟؟