الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٩ مساءً

رحيل التشكيلي عبد العزيز إبراهيم وسط تجاهل وصمت مفجع

عارف الدوش
الخميس ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
• رحل عن دنيانا الفانية الفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم مساء الأحد 4 نوفمبر 2012م في العاصمة صنعاء بعد معاناة مع المرض كابدها هو وأسرته وسط تجاهل موجع وصمت مفجع من الجميع مثقفين كتاب وفنانين تشكيلين وصحفيين ووزارة ثقافة سوى ما جادت به الثقافة من مساعدة علاجية لا تساوي شيئاً أمام ديون تحملتها أسرة الفقيد لإحد المستشفيات الخاصة في العاصمة صنعاء بلغت أكثر من مليوني ريال ولا امتلك الرقم النهائي لديون اسرة الفنان المبدع عبد العزيز إبراهيم وعذر الثقافة أن بند المساعدات العلاجية في موازنتها لا يسمح بصرف أكثر مما صرفته في مثل هذه الحالات وأكثر شيء تعمله هو رفع مذكرة لرئاسة الوزراء وكما يقال في عدن « يا زعيمه جري الصنبوق» فالمذكرة تظل تتنقل بطريقة سلحفائية في مكاتب رئاسة الوزراء فيموت صاحبها ويشبع موت والمذكرة لا حس لها ولا خبر والأمر لا يخص الفقيد عبد العزيز إبراهيم وحده وإنما كثيرون ماتوا وشبعوا موتاً وقد تفاعل نفر قليل مع مرض الفقيد الفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم منهم الأساتذة قادري أحمد حيدر واحمد ناجي أحمد ومنصور هائل وأروى عثمان وأخرون ولكن وهذه لكن هي الغصة في الحلق نبلعها كجمرة ملتهبة عندما يعود الرد أن وزارة الثقافة عملت ما تستطيع عليه وهو صرف مساعدة بسيطة والعذر والحجة والمبرر أن بند المساعدات العلاجية قليل والمرضى كثيرون وفي كل مرة يتعرض مثقف أو فنان لمرض يتذكر المثقفون مأساتهم ومحنتهم الأزلية وعندما يفقدون المريض ويدفنوه تحت التراب يتذكرون أهمية وضرورة تأسيس صندوق المبدعين لمواجهة حالات المرض « الجلطات والسرطانات وغير ذلك» وبمجرد أن يدفنوا مثقفاً أو فناناً أو صحفياً تحت التراب ينسون ذلك الى أن يصاب مثقفاً أو فناناً أو صحفياً أخر بمرض فينتظرونه حتى يموت ويدفنوه وهكذا

• ومحنة المثقفين والكتاب والفنانين والصحفيين في هذه البلاد ومأساتهم أنهم بنظر السلطة والحكومة السابقة والحالية والى أن يشاء الله زوائد غير مرغوب فيهم فإن عاشوا عاشوا حياة الكفاف والمعاناة وإن أصيبوا بمرض أثقلوا أسرهم بديون لا قدرة لها على تحملها وإن ماتوا ماتوا في صمت وتجاهل مفجع فلا وزارة ثقافة ولا إعلام ولا نقابات ولا رحمة ولا شفقة من أحد وخاصة أولئك الذين يكنزون الذهب والفضة وأرصدتهم متخمة بورق البنكنوت من كل نوع وحدها اسرهم التي تدفع الثمن مرتين فقدانها لعائلها وما تتحمله من ديون بعد موته للمستشفيات فمحنة الفقيد الفنان التشكيلي المبدع عبد العزيز إبراهيم وقبله الشاعر المبدع شوقي شفيق وغيرهما كثيرون وصفها الدكتور عيدروس النقيب بأنها « تلخيص مكثف لمحنة المثقف اليمني الذي ينظر إليه صناع القرار على إنه مجرد حاجة كمالية يمكن استحضارها في لحظات الترف والاستمتاع ثم الاستغناء عنها عند الضرورة وليس كمنتج معرفة وصانع وعي ومساهم في تشكيل القيم والمثل الاجتماعية للمجتمع وتهذيب أرواح أهله وغسلها من الأوبئة الاجتماعية المتكاثرة في البيئة السياسية الملوثة كبيئتنا اليمنية الممتلئة بكل عوامل اليأس والإحباط والاكتئاب»

• والأن بعد الرحيل المؤلم والمفجع للفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم هل سننتظر مبدعاً أخراً يسقطه المرض على فراشة الأبيض دون ان يحرك المجتمع والنقابات واتحاد الإدباء والكتاب ووزارة الثقافة والإعلام ساكناً سوى متابعة المساعدة العلاجية البائسة « المخزية»التي لا تكفي لرقود يومين في مستشفى خاص في العاصمة صنعاء ومعاملة مذكرة ترفع الى رئاسة الوزراء ثم انتظاره يموت ودفنه تحت التراب والإستعداد لممارسة العادة البليدة نفسها مع كل مثقف أو صحفي أو مبدع يصاب بمرض .. صحيح الموت علينا حق وكل نفس ذائقة الموت ولكل أجل كتاب .. لكن ماذا لو كان الفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم أو الشاعر المبدع شوقي شفيق أو غيرهما من أصحاب الحظوة والمقربين من رجال الحكم السابقين واللاحقين ؟! ماذا لو كان عبد العزيز إبراهيم أو شوقي شفيق من أصحاب « الكاكي» أو مراكز القوى و المتنفذين؟! لن أقول شيئاً كلكم تعرفون ماذا سيحصل وزارة المالية ستصرف على وجه السرعة الدولارات وطائرات ستتحرك وسفارات بطواقمها سوف تستنفر وكله من أموال الشعب الغلبان وثروات البلاد.

• والفقيد عبد العزيز إبراهيم من مواليد قرية الغليبة / الأعبوس / مديرية حيفان – محافظة تعز 1957م .وحاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة حلوان - مصر عام 1983م. ودراسات حرة في الموسيقى « ألة العود» القاهرة 1980م. وكتب القصة القصيرة وقد نشر العديد منها في المجلات اليمنية. وعمل منذ تخرجه من الجامعة في وزارة الثقافة وشغل مديراً للفنون التشكيلية في الوزارة ومخرجاً فنياً ورسام للمجلات التي تصدرها الوزارة (اليمن الجديد- الإكليل- الثقافة) ومسئولاً عن كتاب الطفل وله خمسة كتب أطفال للفترة من (87-90م). وبدأ مسيرته الفنية مع الفن التشكيلي عام 1983م وشارك ونظم العديد من المعارض الداخلية والخارجية في كل من العراق والكويت وسوريا والإمارات وعمان و الجزائر و تونس و مصر وروسيا وكوريا والمانيا و فرنسا والمملكة العربية السعودية . وحاصل على جائزة أحسن لوحة في معرض اليوبيل الفضي للثورة اليمنية وجائزة الشراع الذهبي الأولى من معرض الكويت العاشر للفنانين العرب – الكويت1989م كما تم اختيار أعماله الثلاثة المشارك بها في بينالي القاهرة الدولي عام 1993م للمتحف العالمي للجرافيك – القاهرة ونال شهادة تقرير من معرض الشارقة للفنانين العرب - الامارات 89م. وفي يوليو 2006 افتتح خالد الرويشان وزير الثقافة معرضه الفني الأول والذي احتوي على أكثر من خمسة وعشرين عملاً فنياً تميزت بالواقعية الغير مألوفة والممزوجة بالخيال الأقرب إلى اللامعقول والتعبيري المألوف المؤرخ لأهم الأحوال المحلية والعربية كحدث اجتياح بيروت عام 82 م والانتفاضة الفلسطينية وحرب صيف 94م كما ضم المعرض فـي جانب منه رصد للحكايات الشعبية كذاكرة شعبية لابد من تسجيلها ورصدها للتاريخ فـي أعمال فنية بصرية كأعمال إبداعية موازية. وفـي جوانب أخرى من المعرض تتصدى بعض الأعمال لمضامين إنسانية ترجمتها تجربة الفنان الحياتية وعكستها في قوالب رمزية بسيطة الأداء قوية المعنى

• وقال عن بداياته في الرسم في مقابلة أجراها معه غمدان الدقيمي لصحيفة السياسية الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية سبأ - الخميس 17 يوليو 2010م العدد ( 20973 )
- منذ الصغر برزت ميولي للرسم وقد كنت محل انتباه أساتذتي لتفوقي في هذه المادة وجمال خطي في بقية المواد الدراسية. وخارج المدرسة لازالت حفرياتي على الصخور في « جبل الريامي» بعزلة الأعبوس - مديرية حيفان التي حفرتها وأنا أرعى الأغنام باقية الى الأن. وعندما أنتقلت الى تعز لإستكمال دراستي الإعدادية والثانوية كنت محل عناية خاصة من مدرسي التربية الفنية المصريين أنذاك وتكلل ذلك بحصولي على الجائزة الثانية في الرسم على مستوى الجمهورية وأنا في الصف الأول الثانوي بمدرسة عبد الناصر بتعز وكانت الجائزة منحة دراسية الى معهد الفنون الجميلة بدولة الكويت ووقتها لم يسمح لي أهلي بالسفر لدراسة الفنون وكانوا يريدون أن ادرس تخصصاً أخر غير هذا التخصص الغريب
- أول لوحة رسمتها مكتملة كأنت أواخر السبعينات وهي عبارة عن رسمة لمجنون زار قريتنا» الغليبة» من قرية مجاورة أسمه « عبده مهره» وقد شاركت بها ضمن عشر لوحات بأسم مدرسة الفلاح (غليبة أعبوس ) في مسابقة لمدارس الجمهورية وحصلت مدرسة الفلاح غليبة أعبوس على الجائزة الأولى بهذه اللوحة والجائزة كانت عبارة عن ورشة نجارة وأدوات كاملة للتدبير المنزلي وعلقت تلك اللوحات لفترة طويلة في رواق وزارة التربية والتعليم ثم أختفت بعد ثلاثة أشهر من تعليقها
- حصلت على العديد من الجوائز محلياً وعربياً ولكني أعتز بجائزة الشراع الذهبي التي حصلت عليها من دولة الكويت عام 1989م وأٌتناء ثلاث لوحات من لوحاتي لمتحف الجرافيك العالمي في القاهرة عام 1993
ــــــــــــــــــ