الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

"مسلمٌ يُحرق وآخرٌ يُمزّق..! أراكان"..

عبدالله الخراز
الخميس ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
سأروي قصةَ إخوتي الأبرياء .. سأروي قصة من اتفقتُ معهم على كلمةِ الجوهر التي أكَّدت ورسمتْ قامةَ أُخوّتنا..

أخي هناك , أخي بعيد , أخي يحترق , يحترق , يحترق..!

بورما لمن لا يعرف تلك البقعة التي يقطن فيها إخوتي الأبرياء , بورما(ميانمار) تقع في الجنوب الشرقي لآسيا ويتركز موقع إخوتي في إقليم (أراكان) في الجنوب الغربي لـبورما على ساحل خليج البنغال وهم يمثّلون نسبة 15بالمئة من مجموع السكان الذي يُقدّر بـنسبة 50مليون نسمة..

أنا كغيري يُقصّر في حق إخوته , أو حق وطنه , أو حق أمته ولكن لا يدفعني ذلك التقصير إلى أن أقتل روح الإنسانية التي خلقها لي ربي سبحانه وتعالى..

فهناك من يُحرق , من يُقتل , من يُعبث بحياته..! من أجل ماذا؟ من أجل أنّهم آمنوا بالحق وكفروا بالباطل وجحدوه واعتلوا عليه حقاً وعزةً وكرامة.. (وما نقموا منهم إلّا أن يُؤمنوا بالله العزيز الحميد)سورة البروج..

أكتب بمشاعرٍ صادقة , وقلبٍ قد جرحه داء الظلم والاضطهاد , فمع كل تشريدٍ لأحد إخوتي في أراكان يتشرّدُ منّي روح الإنسان وكيانه إلى عبث الفتات واضطراب الحمأ العاطفي الذي لا يحمل همّاً سوى روحه التي أُطفئت من الغيرة الأخويّة مما يُعزز إمبرياليّةً عاطفية يستشعرها القلب اللا إنساني .. باختصار أشعر بأنني أنا من انتُزعتُ من الإنسانية فأصبحت لا أدري كيف أنصر إخوتي الأبرياء..!

ليس هناك سوى المشاعر التي تُحرّك أقلاماً أصرَّت على الجمود , وأكّدتْ على الصمود , وتبلّدتْ في محور الصمت ولم تصرخ حتى صرخ القريب الذي أبعدته الطرق والمسافات وأقرّتْ قربه جملةُ التوحيد , وسياسة الحياة الأخويّة , وسيادة الجسد الواحد "لا إله إلّا الله"..

لذلك أصرخ لصراخ أخي في أراكان , يتحرك قلمي من أجل أن تتحرّك القلوب فأنا مجرّدُ مطّلعٍ قاصر وما خُفي أعظم.! فنحن نُقرُّ ببعث الله لنا ونؤمنُ بمحاسبته إيّانا فماذا أعددتَ أيّها المسكين؟!.

فهناك مسلمٌ يُحرق وآخر يُمزّق وبينهما عجوزٌ تنوح..!