الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً

ما الفرق بين الإصلاح وحركة الحوثي ؟

عبدالعزيز الصلاحي
الثلاثاء ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
كثر الجدل في الآونة الأخيرة وخاصة بعد ثورة الشباب السلمية وظهور حركة الحوثي كقوة صاعدة جديد , فذهب فريق الى ان الوحش الجديد المتمثل في حركة الحوثي هو من يستطيع الوقوف والمقاومة اما عدوه التقليدي حزب الاصلاح وظنوا ان هناك تشابه الى حد ما بين كلا الجماعتين وذلك من حيث الشعبية والانتماء الأيدلوجي والفكري والمذهبي والمناطقي , وذلك باعتبار الحركة الحوثية الوريث الشرعي لحكم الامام البائد , والوريث الشرعي لمذهب الزيدية المنتشر في اليمن وخاصة في المناطق الشمالية والوسطى , وايضا بحصولة على جزء من تركة الرجل المريض والمتمثل في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه حاليا الرئيس المخلوع علي صالح , باعتباره احد المنتمين الى مناطق تمثل العمق التاريخي للزيدية , والرجل من حيث نشأته اكثر ميولا الى حركة الحوثي .

وذهب فريق آخر الى أن حركة الحوثي هي حركة وليدة نتاجاللانفلات الأمني وانهيار سيطرة الدولة على كثير من مناطق اليمن , ومنها محافظة صعدة القلعة العتيدة لحركة الحوثي , وان هذه الجماعة سوف تتلاشى وتنتهي في حال عودة نفوذ الدولة على كل شبر من أرض الوطن , وفي حال تطبيق النظام والقانون باعتبارها حركة مسلحة لا تمتلك رؤية واضحة ولا برنامج معين الذي من خلالة تقدم نفسها للجماهير , وتعتبر في هذه الحالة حركة متمردة خارجة على النظام والقانون يتم التعامل معها كحركة تخريبة مثلها مثل تنظيم القاعدة .

فياترى هل حركة الحوثي مشابهة الى حد ما لحزب الاصلاح وغيره من الاحزاب الموجودة في الساحة وهل تمثل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه خلال الفتره القادمة , أم انها مجرد مجموعات مسلحة سوف تتلاشى في حال تم اعادة هيبة الدولة والنظام والقانون , نذكر هنا حالة من المقارنة الموضوعية لاوجه التشابه والخلاف بين كلا الجماعتين .

النشأة :
التجمع اليمني للاصلاح يعتبر امتداد لحركة الاخوان المسلمين والتي نشأة في اليمن خلال الاربعيانات والخمسينات وظهر الى العلن في عام 90 بعد تحقيق الوحدة اليمنية , أما الحركة الحوثية فهي تعتبر امتداد للزيدية وقد ضعفت وتلاشة خلال انهيار النظام الامامي البائد إلا انها عاودت الظهور من خلال تنظيم الشباب المؤمن في عام 1997م والذي كان مدعوما حينها من قبل الرئيس المخلوع علي صالح ,إلا انه ولأهداف غير معلنة انقلب عليهم واعلن الحرب ضدهم والتي كانت محطة انطلاق شهرة وقوة الحوثي في الاوساط الشعبية والخارجية , إلا ان ذلك الامر ازداد اكثر خلال انطلاقة ثورة الشباب السلمية واستغلال حركة الحوثي لتلك الثورة بالظهر كقوه صاعدة لا يمكن الاستهانة بها .

المرجعية الفكرية والمذهبية :
الاصلاح يعتبر مرجعيته الكتاب والسنة واجماع العلماء ولم يتقيد بمذهب معين بل يعتبر الرأي الصائب والقوي من أي مذهب هو الأولى للعمل به ,اما الحوثي فإنه يتقيد بالمذهب الزيدي إلا انه وخلال تواصلة مع الدولة الشيعية ايران انحرف عن منهج الزيدية وصار اكثر ميولا وعملا بالإثنى عشرية الامامية والجعفرية الدخيله على المذهب الزيدي .

العمل الاجتماعي والسياسي :
يعتبر حزب الاصلاح من الاحزاب اليمنية الكبيرة والمؤثرة وله اسهامات كبيره وفعالة في الوسط المجتمعي و السياسي وقد اسهم بشكل كبير وفعال في ثورة سبتمبر واكتوبر وكذلك اسهامه في اعادة تحقيق وتثبيت الوحدة اليمنية والعمل مع شركائة في الحياه السياسية من اجل سيادة القانون والانتخابات الحرة والنزيهة وانهاء التوترات والنزاعات القبلية والعمل من خلال مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والتعليمية لتنمية الكادر البشري وتثقيفة وانتشالة من براثن الفقر والمرض والجهل إلا انه ووجه بعقبات وعوائق كثيرة حالت دون تحقيق ما يصبو اليه من اهداف نبيلة وقدشارك ايضا وبشكل كبير في ثورة الشباب السلمية وقدم التضحيات الكبيرة من اجل انجاح الثورة وتحقيق اهدافها , وكان معضم الشهداء والجرحا هم من المنتسبين اليه ,ووافق على المبادرة الخليجية باعتبارها الحل الأنسب بالنسبة للحالة اليمنية .... حركة الحوثي هي الأخرى أيضا فقد شاركت وبقوة خلال الثورة الشعبية السلمية وسيطرت على محافظة صعده بكاملها إلا انها مازالت مناهضة للمبادرة الخليجية باعتبارة مبادرة ( سعودية أمريكية ) العدو اللدود للحوثي وانها من وجهة نظرهم تحفظ النظام القديم بجزء من تفاصيلة ولم تغير من الأمر شئ وباعتبار ان الفساد مازال مستشري وانها لم تحقق ما يطمح اليه الشعب اليمني أما ماقبل ثورة الشباب السلمية فليس لهم اي جهد يذكر غير انها كانت قبل الحروب السته جزء من النظام القديم .

الاهداف والبرامج :
للاصلاح اهداف سياسية واجتماعية وثقافية معلنة نذكر على سبيل المثال لا الحصر من أهدافه السياسية اقامة نظام ساسي عادل يحفظ مبدأ التعايش و التداول السلمي للسلطة ويعمل على سيادة النظام والقانون بما يتفق مع المبادئ السامية للشريعة الاسلامية , وكذلك العمل على تنمية المجتمع من الناحية الثقافية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية وغيرها مما يعود عليه بالنفع والرخاء والتقدم , ومحاربة العادات والتقاليد المخلة بالآداب والاخلاق العامة , اما الحوثي فمن اهدافه السياسية نزع السلطة من كل شخص لا ينتسب الى الهاشميين باعتباره غير مؤهل للولاية , والاجتماعية تقديس اهل البيت وغيرهم مجرد رعاة لا شأن لهم , واهداف ثقافيه هي ثقافة الولاية لأهل البيت , اما الاقتصاد فليس لهم برامج معلنه الى اليوم .

العلاقات الداخلية والخارجية :
يتمتع الاصلاح بعلاقات جيدة بمكونات العمل السياسي اليمني بمختلف مشاربهم الفكرية وخلفياتهم الأيدلوجية وقد مثل ذلك في تجربة اللقاء المشترك واما علاقته بحركة الحوثي فقد حددها بالمعاملة بالمثل أو وفقا لماتقرره تلك الحركة سيكون رد الفعل مناسب وفقا لمايحددونه هم في علاقاتهم معه أما الخارجية فيتمتع بعلاقات قوية مع معظم الدول العربية والإسلامية وخاصة بعد الربيع العربي وصعود حركات اسلامية الى الحكم وكذلك عمل جاهدا على تحسين علاقته بدول الخليج في الآونة الخيرة رغم تحفظاتها على صعوده الى سدة الحكم وكذلك انفتاحه على معظم الدول الغربية وفقا لمبدأ المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ,,,,,,,, وكان للحوثي ايضا علاقات جيدة لمختلف الاحزاب اليمنية وكان ذلك في بداية ثورة الشباب إلا ان تلك العلاقة تلاشت منذ اعلان المبادرة الخليجية , وتحولت الى حالة استقطاب لاشخاص من هنا وهناك اما فقدوا مصالحهم ممكن كانوا محسوبين على الحزب الحاكم أو مناهضين للمبادرة الخليجية أو ممن يعملون على الحيلولة دون صعود الاسلاميين الى السلطة , وقد انفتحت الحركة الحوثية على الحراك الجنوبي وخاصة الجناح المسلح المطالب بالإنفصال , أما علاقاته الخارجية فمعروف بولائة لإيران وايضا بمحور مايسمى بدول الممانعة مثل حزب الله وسوريا , ويعلن عدائه صراحة للدول الخليجية والغربية وكل من تعاديه ايران فهو عدو للحركة الحوثية .

النظر الى آفاق المستقبل :
تتباين وجهات النظر في هذه النقطة بين الفصيلين فكلاهما ينظران الى المستقبل بنظرة مختلفة عن الآخر فالحوثي يتطلع الى دولة ايران الشيعية بانها نقطة الانطلاق الى امبراطورية شيعية تشمل كافة العالم الإسلامي , بينما الاصلاح يتطلع الى عودة الخلافة الاسلامية والحكم الرشيد وفقا للكتاب والسنة .ويتطلع الى الوحدة العربية والاسلامية الشاملة التي تحقق للأمة التمكين والنصر والعزة والكرامة .

إمكانية النجاح :
الإصلاح باعتبارة حزب سياسي اسلامي مدني يؤمن بالديمقراطية والتاعيش مع الآخر ويؤمن بالتدوال السلمي للسلطة فهو في مثل هذه الحالة في طريقة الى النجاح ,,,,,, الحوثي حركة اسلامية شيعية صاعدة لا تؤمن بالديمقراطية ولا تقبل التعايش مع الآخر ولا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وتحمل السلاح فهي في طريقها للبقاء إن غيرة من اسلوبها وتعاملها مع الأخر وتركت حمل السلاح وعملت على انشاء حزب سياسي له برنامج وطني واضح وإلا فمصيرها مجهول .