الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ مساءً

من أجل إصلاح السياسة الخارجية اليمنية

علي حسن الخولاني
الثلاثاء ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بداية أهنيء الشعب اليمني وقيادته السياسية بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير والعافية والتطور في كافة المجالات التي تحقق التنمية المستدامة... أمين يا رب.

وفي نفس السياق أتقدم بالشكر والعرفان للأب الحنون/ علي أحمد الجوفي القائم بأعمال سفارتنا بالجزائر لجهوده في خدمة الطلاب وتذليل مشاكلهم في الجامعات الجزائرية كونهم من سيتولى صناعة القرار في اليمن مستقبلاً، هذه الشريحة هي عماد الأمة اليمنية.

والشكر موصول للوالد أ/ عبده سيف الملحق الثقافي المساعد للشؤون المالية على تسليمه المنح للطلاب بدون تعقيدات أو إذلال وهي الأمور التي يتعمدها رشاد شائع الملحق الثقافي والمطلوب من الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وكذا من نيابة الأموال العامة. ملحق مناطقي/ جهوي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ولدينا ما يؤكد ذلك.

خلال هذه الفترة يقوم القائم بالأعمال منذ وصولة إلى الجزائر من أجل تحسين صورة اليمن والاهتمام بمصالحه عند دولة محورية في الشراكة الأورو- متوسطية، وفي الشراكة من أجل محاربة الإرهاب كما هو ظاهر بشكل كبير في منطقة الساحل الإفريقي وبالخصوص في دولة مالي ... دولة هي الأكبر والأقوى عربياً وأفريقياً وذلك بحساب القوة الشاملة لها كما يرى علماء السياسة.

وفي هذا الإطار تكالمت مع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي وكان جوهر الحديث أن أ/ الجوفي يتحمل عبئ كبير في إصلاح ما أفسده السفير الفاشل في عمله جمال عوض ناصر، الذي يعتبر وشاكلته من السفراء سبب كبير في عدم تحقيق السياسة الخارجية اليمنية لأهدافها هذه السياسة القائمة على ثوابت ومبادئ الأمة اليمنية العظيمة والمحترمة لقوانين وقرارات الشرعية الدولية... الجوفي استطاع أن يخلق علاقات متميزة مع الجانب الجزائري الرسمي والغير رسمي، بطرحه المقنع وأسلوب تفاوضه الرائع، علاقات تخدم مصالح اليمن ومصالح طلابها لا مصالحه الشخصية، وأتمنى إرسال من يمثلكم يا معالي الوزير إلى الجزائر للتأكد من ذلك.

ومن أجل أن لا يكون هذا الوضع مؤقت، ومن أجل رقي العلاقات اليمنية الجزائرية التي جمدت في عهد هذا السفير الفاشل في عمله جمال عوض ناصر، أتمنى توقيفه عن أداء مهامه تمهيداً لتعيين سفير جديد في دولة أسمها الجزائر، خاصة أنه ومن المفترض إحالته للتقاعد قبل سنة من الآن، فمن يدعم هذا الشخص المتابع من الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد؟

وأقول سفير لا يستطيع أن يحتوي زملاءه في العمل ويحتوي طلابه قطعاً لن يستطيع تحسين العلاقات بين بلده والبلد المعتمد فيه. هذا السفير الذي يجيد فقط قطع منح الطلاب والطلب من البعض التوقيع على زملائهم وبعث التقارير السرية وكلها افتراءات على بعض الطلاب الذين يختلفون معه في الرأي متناسياً أن هذه الأساليب الحقيرة والتافهة انتهت بزوال دولة البوليس السري بداية تسعينيات القرن الماضي.

وأورد هنا ثلاثة أمثلة على نوعية السفراء الذي نريد، الأول السفير المرحوم عبد القوي عبد الواسع الإرياني، الذي وافته المنية وهو سفير لليمن في تركيا، والذي استطاع إلغاء التأشيرات بين مواطني الشعبين الشقيقين اليمني والتركي وفي هذا قمة للمسؤولية وأداء الواجب الوطني الذي أدى عليه القسم.

أما المثال الثاني فهو السفير جمال عبد الله السلال مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة والذي يعمل على متابعة كل صغيرة وكبيرة في هذه المنظمة الأممية وإرسال المشورات للداخل وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بأسلوب مرن وحس تفاوضي متميز من خلاله يتم تمرير الإرادة اليمنية الرسمية في عديد من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.

أما المثال الثالث فهو الدبلوماسي الهادئ السفير/ محمد عبد الغني الذبحاني القائم بأعمال سفارتنا في ليبيا حيث أنه كان ومازال متواجد في مكان عمله أثناء اندلاع الثورة وأثناء قصف الناتو لطرابلس، وفي الوقت المضطرب الراهن، لم يخف ولم يهرب بل ظل على موقفه يمثل الشرعية الدستورية السابقة والشرعية الحالية وهذا يؤكد أنه رجل دوله بامتياز. ونتمنى إنصاف هكذا سفراء لأجل تحسين أداء السياسة الخارجية اليمنية التي ستعود قطعاً بالخير على اليمن وأهلها.

والله من وراء القصد،،،