الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٣ مساءً

أخلصوا للشعب ليرفعكم فوق الهامات

عارف الدوش
الثلاثاء ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
• في كل عام خلال أشهر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر تنهمر الكتابات ويتفنن المتحدثون في المقابلات والإعلاميون والكتاب في سرد الأحداث والوقائع ويطل علينا مناضلون جدد إما كانوا مغمورين أو ممنوعين من الحديث والكتابة أو هم منعوا أنفسهم بأنفسهم والمبررات لديهم كثيرة وتبرز الى الواجهة كل عام نماذج القدوة أما كانت مهمشة أو تم تزوير الحقائق بخصوص نضالاتها وتضحياتها خاصة اولئك الذين قدموا أرواحهم رخيصه من أجل تقدم الوطن والشعب الإجتماعي والأقتصادي أو من أمنوا بمصلحة الأغلبية من ابناء الشعب وتظل الثورة معنى جميلاً وجليلاً بعد خمسين عاماً وستظل كذلك بعد مائة عام بعد أن تجددها ثورات أخرى باشكال متعددة كما هي اليوم الثورة الشبابية السلمية التي جاءت لتجديد ثورة سبتمبر وأكتوبر اللتان تفجرتا لإنصاف المظلومين والمقهورين والغلابى بعد بلغ السيل الزبى وإن تعرجت طريق الثورة وكثرت فيها المنعطفات الخطرة وبدت كأنها فقدت بوصلة التغيير بعودة الطغيان والإستبداد وتوريث الحكم مرة أخرى بلباس جديد فكانت الثورة الشبابية الشعبية في فبراير 2011م تجديداً لجذوة الثورة في صدور ابناء الشعب فكما تلاحم الأجداد والأباء ورصوا صفوفهم في سبتمبر 62وأكتوبر 63وناضلوا عشرات السنين لينتصر حلمهم في الأخير ثم يتم وأد هذا الحلم مرة أخرى وبدأ للمراقب والمتابع أن الثورة فقدت بوصلتها وانتجت نفس ممارسات النظام الذي ثار عليه الشعب قبل 50 عاماً الإستبداد والطغيان والظلم والتوريث فإن الأبناء والأحفاد في فبراير 2011م في ساحات التغيير والحرية في عموم الوطن استطاعوا تكرار ما فعله الأجداد والأباء بطريقتهم الحديثة وبسلمية نالت اعجاب العالم ومن هنا فإن على أولئك الذين يخطئون في حق الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وفي مجددتها ووليدتها الثورة الشبابية السلمية أن يراجعوا أنفسهم وحساباتهم فالشعب يعرف الطغاة والظالمين والمستبدين وسراق ثروته فلا تخطئهم العيون مهما تستروا خلف لافتات مختلفة و مهما جرى تزيين كلماتها فلن تستطيع خداع الشعب فقط هم يخدعون أنفسهم لبعض الوقت لكنهم سيجدون أنفسهم في يوم ما امام الشعب في ثورة جديدة وإذا ثارت الشعوب وانتفضت فعند ذلك لا ينفع الندم

• ليعلم من يستهين بالشعوب وقدرتها على فعل المستحيل والمفاجىء أن تاريخ الشعوب والأوطان يصنعه رجال أبطال شجعان عظماء شرفاء استثنائيون وهم وحدهم الذين يخلدون في سجلات اسفار التاريخ على مدى الأزمان بما قدموه لشعوبهم لا بما حققوه لإنفسهم وقبائلهم وأسرهم وأنظروا من تخلد الشعوب ومن ترفعه فوق هاماتها برغم تفنن المستبدين والطغاة واستخدامهم اموال الشعب لطمس تاريخ المناضلين الشرفاء الذين قدموا للوطن والشعب خلاصة افكارهم وجهودهم وسعوا بكل ما يملكون وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل تقدم الشعب والوطن كيف رفعتهم الجماهير الثائرة فوق الهامات بعد أن ظن المستبدون والطغاة وسراق ثروات الشعب أنهم طمسوا تاريخهم من الوجود فإذا بهذا التاريخ محفوراً في صدور وقلوب ابناء الشعب وعودوا إلى مسيرات وتظاهرات الثورة الشبابية السلمية وأنظروا من كان الشباب يرفع صورهم ومنهم في قلوب وصدور الناس ولمن كانت الجماهير الغفيرة تسكب الحب ومن من كانت ولازالت تسلتهم عزائمها

• فالشباب هم من قاد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ومن دافع عنها وعندما تعرضت لإنتكاسات ومرت بمنعطفات خطرة كان الشباب هم الذين يقدمون التضحيات تصحيح مسار الثورة واعادتها إلى طريقها الصحيح وعندما عاد ما ثار الشعب عليه قبل 50 عاماً وهو الظلم والإستبداد والطغيان وتوريث الحكم ينتج نفسه من جديد اشعل أحفاد ثوار سبتمبر وأكتوبر ثورتهم الشبابية السلمية يجددون ثورة الأجداد والأباء بثورة سلمية شعبية نالت اعجاب العالم ومهما بدأ للمراقب أن طريق الثورة الشبابية متعرج وملتوي وملي بالمطبات والمنعطفات الخطرة فتلك هي طبيعة الثورات فكل الثورات لم تحقق النصر الكامل ومرت بمنعطفات خطرة كاد معها أعداء الثورة والتغيير يفرحون فإذا بالشعب يفاجئهم بثورة جديدة وهذا هو منطق الشعوب.

• حقاً وصدقاً وعدلاً أن أحفاد ثوار سبتمبر وأكتوبر هم صناع تاريخ اليمن الجديد الذي لا مكان فيه للمستبدين والطغاة والفاسدين والقتلة والعابثين بمقدرات الوطن والشعب النافخين في كير الفتن والنافثين لسموم ثقافة التطرف والمذهبية والطائفية والعنصرية والسلالية فقد مارس ذلك بالأمس من ثار عليهم الشعب قبل خمسين عاماً وفشلوا واليوم يعيد من ثار عليهم الشعب في فبراير 2011م نفس الأساليب وهم من ظلوا يمتصون خيرات الوطن والشعب بلا خجل ولا حياء فراكموا الثروة والسلاح لعشرات السنين في غفلة من الشعب والوطن واليوم بما راكموه من نهب ثروات الشعب يتآمرون ويحيكون الدسائس ويمارسون غواياتهم فيعقدون الصفقات والتحالفات مع احفاد خصوم ثورة الأمس بدون خجل ولا حياء . ومهما كانت الحيل والأساليب التي يستخدمها هؤلاء الطائفيون والعنصريون والسلاليون والفاسدون الفاشلون سراق ثروات الشعب .فالشعب بمجموع اطيافه وتنوعه وقواه الحية لا يمكن خداعه قد يستطيعون خداع البعض ويعزفون على حاجات البعض ضعفاء النفوس فنصيحة مجانية لهم بأن يعودوا إلى تاريخ ثورات الشعب اليمني وانتفاضاته السابقة فهو لا يخلد إلا من يخدمه سواء من قدم نفسه وروحه فداء للوطن والشعب أو من وقف مع الشعب وأخلص له ونصيحة أخرى إلى حكام اليوم الجدد عليكم الإستفادة من ممارسات حكام الأمس وما جنوه على انفسهم ونقول لحكام اليوم : أخلصوا للشعب فوحده الذي سيرفعكم فوق هامات الزمن والأجيال فلا سلطة ولا جاه ولا مال سينفعكم يوم تصبحون نظاماً قديماً وجب على الشعب تغييره وانظروا لزعماء الشعب كيف ترفعهم الأجيال فوق هاماتها اليوم ولن اسرد عليكم الأسماء فانتم تعرفونهم وشاهدتم صورهم في جميع الساحات منذ اندلاع ثورة الشباب السلمية في فبراير 2011م فإن أردتم أن تكونوا مثلهم فأخلصوا للشعب واخدموه قبل أن تتحولوا إلى ظالمين ومستبدين وسراق ثروة الشعب فتلاقوا ما لقاه من سبقكم .
• ـــــــــــــــــــ
صحيفة الناس 22 أكتوبر 2012م العدد619