الثلاثاء ، ٠٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ صباحاً

أمل الباش وعقدة القاصرات

عبدالعزيز الصلاحي
الاثنين ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
في الآونة الأخيره كثر الجدل حول الموضوع الذي اثارته الاستاذه أمل الباشا الناطقة الرسمية باسم اللجنة الفنية للحوار الوطني حول زواج القاصرات , والتي ركزت على الموضوع وجعلته نقطة ضرورية ومرتكز اساسي للحوار , مما أثار الكثير من المراقبين بين مؤيد ومعارض , فالبعض سخر من هذه النقطة وصب عليها جام غضبة اذا أنها اغفلت القضايا الوطنية الهامة والاهداف الحقيقية لثورة الشباب السلمية , وأنها عملت على تشويه الثورة الشبابية في اختزالها لظاهرة زواج الصغيرات أو ادخالها نقطة اساسية في الحوار الوطني باعتبارها موضوع جانبي يمكن معالجته مستقبلا عبر البرلمان أو منضمات المجتمي واصدار قانون لمنع هذه الظاهرة , والبعض الآخر عمد على تأييد هذه النقطة المهمة بالنسبة للسيدة امل ليس لأنها قضية وطنية تحتل اولوية في الحوار وانما لأنها قضية سوف تثير الخلاف في اوساط المجتمع وتعمل على تباين وجهات النظر بين القوى الداعمة للثورة والمتفقة على بناء المشروع الوطني المدني الحديث وترك الخلافات الفرعية جانبا حتي يتسنى للوطن الوقوف على قدمية والتعافي من ازماته الطاحنة التي قضت على الاخضر واليابس ومن ثم الخوض في القضايا الخلافية التفصيلية , وهذا الفريق يعلم ايضا ان هذه القضية أي زواج الصغيرات سوف يقلل من قيمة الثورة المنية في الداخل والخارج ففي الداخل قطاع عريض من المجتمع يعتبر ان هذه القضية لا تحتاج هذه الضجة فزواج الصغيرات اسبابه كثيره من فقر وجهل وعادات قبلية وغياب الوعي هي تحتاج الى معالجة اسبابها الى القضاء على الفقر والبطالة تحتاج الى توعية المجتمع بمخاطر الزواج المبكر سواء كانوا فتيان او فتيات , لا تحتاج الى سن قوانين واصدار قرارات , الأمر اكبر من ذلك الوطن مدمر ممزق , الناس يموتون جوعا الجيش منقسم , الجماعات المسلحة متاهبة لللقضاء على الدولة إن كان هناك ثمة دولة , القاعده منتشرة في كل مكان , التعليم منهار , الفاسدين يصولون ويجولون بدون حسيب ولا رقيب , القتله يحتمون بحصانة ظالمة وجائرة الطرقات مليئة بالمتقطعين والقتلة والمجرمين القضاء فاسد ومنهار ونحن نأتي ونتكلم على زواج القاصرات , نحن لا نقلل من مخاطرة ولا اهميتة ولكنه بالنسبة لليمن هناك ما هو اهم واخطر من هذه القضية فإذا ما تجاوزنا هذه المرحلة فلا بأس من الحديث حول هذا الموضوع , هناك من يصطاد في الماء العكر ويحاول ان يجعل الثورة وكانها قامت لأجل هذا الموضوع ومن يعارضة او يتكلم عنه فهو رجعي وامامي وعفاشي , ومن هذا المنطلق يقلل من اهمية هذا الثورة في اوساط العامة من الناس مما يجعلها تفقد اهميتها واهدافها التي قامت من أجلها , الثورة قامت للقضاء على التوريث والظلم والفساد , قامت للقضاء على الفقر والمرض والجهل , قامت لنشر التعليم وبناء الانسان وما يحتاجه من تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية , قامة من اجل التداول السلمي للسلطة وبسط سيادة النظام والقانون , قامت من اجل استعادة الوحدة والسيادة الوطنية ورد الاعتبار لكل يمني أهينت كرامته وسلبت إرادته في الداخل والخارج , ولتنفض غبار الارهاب والقتل الذي وصم به كل يمني من قبل النظام السابق , ولرد الحقوق والمظالم الى اهلها , قامت من اجل استعادة الجيش والامن المخطوفين من قبل العصابات واصحاب المشاريع الصغيرة هذه هي الثورة اليمنية ثورة الحرية والكرامة , وإنها لثورة حتى النصر ولو كره الفاسدون ولو كره المجرمون , التحية للشباب الابطال في الساحات , الخلود والرحمة للشهداء , الخزي والعار والذل للقتلة والمجرمين والفاسدين .