السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٣ مساءً

"الصداقة الهشّة..!!"

عبدالله الخراز
السبت ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
سأبدأ على غير عادتي في البداية , سأبدأ بتعريف المعنى والمغزى من عنوان هذه المقالة:- يطلق على الشيء المتفكك الغير متماسك أو الشيء الذي لا يدوم بــ الهش!.. هذه الكلمة الثانية من المقالة أمّا الأولى فيكفيني أن أقول كما قال الشافعي رحمه الله:-

سلامٌ على الدنيا إن لم يكن بها ** صديقٌ صدوقٌ صادقَ الوعدِ منصفاً
فهذا معنى الصداقة:- صدقٌ في التعامل , صدقٌ في الحب والتضحية , يعطيني ديمومةً لحياةٍ ملؤها الحب والصدق والوفاء..

أما السؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع أن نطلق على الصداقة أنّها قد تكون هشَّة؟!

الجواب هي كلماتي المتراصة التالية التي ستعبّر عن عاطفةٍ غريبة قد تكون أشبه بحب شخصٍ لأكلةٍ لذيذةٍ يعشقها لنفسه ولا يعشقها لنفسها وذاتها , سأجيب عن السؤال ولكن بعد أن أذكر أنّ هذه العاطفة تسمى:-

(من غيري إليّ , ومنّي إليه من أجل أن تعود إليَّ)..!!
* لماذا صادقته؟؟..

لم يكن لهذا السؤال من جوابٍ معبِّرٍ سوى أنّني أحببته , لماذا أحببته؟! يأتي الآن دور العاطفة تنسج خيوطها فقط من أجل صلابة الصداقة وقوّتها أو من أجل تراخيها وهشاشتها إذاً العاطفة هي مركز التحكّم بجسد الصداقة.

أنا أحب فلان إذاً أنا وإيّاه تربطنا علاقة قويّة فالحب رابطٌ صلب ولكن الماهيّة التي عليها الحب هي من تحدد مبدأ العاطفة الذي يتحكّم بجسد الصداقة.

أحببته لأنّي أحتاج أن يضم مشاعري بحنانه وطيبته لكنَّه حبٌّ لملأ قولب مشاعر الذات لا يدوم , فلو كان الحب من أجل أني أحبك وأعمل من أجلك وأنا أملأ عاطفتي بحبك وبرسم مشاعرك لي فهنا ستتحكم العاطفة وستقوّي عمود الصداقة وتتصلّب فمتى تكون الصداقة هشَّة؟!

عندما أهتم بمشاعري وأكون صادقاً في قولي وفعلي كاذب!! , عندما لا أهتم باهتمامات صديقي حينما يحتاجني , عندما يحدث تمزّق في ورقة الحب المتبادل حينها تكون الصداقة هشَّة.. فـ لا تستطيع العاطفة أن تتحمّل أعتاب الركاكة في التعامل فتارةً يقدّرني , وتارةً لا يهتم بي فـ الخلاصة:- هي أنَّ قولب المشاعر يحتاج إلى صديقٍ صدوقٍ صادقَ الوعد منصفاً يحتاج إلى دحض مبدأ:-

(من غيري إليّ , ومنّي إليه من أجل أن تعود إليّ)..

فهو لا يُطلق عاطفته إلّا من أجله لأنّه يعلم أنَّ الآخر سيطلق عاطفته البريئة الشريفة من أجله.!

سَأَكَلُّ من كثرة التعبير ورصّ الأحرف عن هذا الموضوع ولكن عليَّ أن أقول أنّ هناك أُناساً الفرد منهم يكسب ولا يحسب , ويهمل ولا يعمل , ويريد ولا يريد أن يسمع ما تريد , فوجود سوادهم الصاخب سيكون موجوداً دائماً فلا تغضبوا فإنَّ الوسادة قد اعتادت على البكاء..!