الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٧ مساءً

أهلاً بالمارنيز.. دائما ما نصنع لهم المبررات

عارف الدوش
الخميس ، ١١ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
• منذ بدأت جريمة وحقارة وبشاعة الفيلم المسي لخاتم الأنبياء والرسل سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سمعنا وقرأنا سيل من المعلومات كلها كشفت بعض ما خطط له وما حدث من ردود فعل غاضبة في العديد من العواصم العربية وما ينوي قادة الغرب ومؤسسات صناعة القرار فعله ونحن نعلم ونعرف من تجارب سابقة أن الأحداث لا تكون عفوية وإنما يتم التخطيط لها ويراد منها الوصول إلى تنفيذ أهداف محددة ولنتذكر كيف أشهرنا رواية تافهة لسلمان رشدي "الآيات الشيطانية" بردود أفعالنا الغير محسوبة وما علمناه خلال أزمة رسوم الكاريكاتير الشهيرة التي تصوّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم واليوم مع جريمة حقيرة وهي الفيلم المسي للرسول. وفي كل مرة نتصرف كمسلمين بعاطفة ونمارس ردود فعل عنيفة تصبح نتائجها هي الموضوع والشغل الشاغل لوسائل الإعلام ونضيع قضيتنا الرئيسية وحقوقنا بأيدينا وتصبح ردود أفعالنا التي تتسم بالعنف وقتل السفراء وحرق ونهب السفارات وإنزال إعلام الدول هي الموضوع الرئيسي فينظر العالم إلى ردود أفعالنا ولا ينظر إلى سببها مهما كان مسيئاً لنا ولديننا الحنيف .. صحيح إن الإساءة إلى رسولنا وديننا يحتم علينا أن نوقفها ونمنعها ونؤدب القائمين بتا ولكن سلمياً وبدون تعميم على جميع الشعوب الغربية وحكوماتها . وحسناً فعلت مصر محمد مرسي وتونس المرزوقي بالبدء برفع دعوة قضائية دولية ضد منتجي الفيلم والممثلين والداعمين خاصة بعد إن كشف إن الصهاينة وراء الفيلم المسي والهدف استفزازنا كمسلمين للوصول إلى أهداف تخدمهم بعد إن تعاطف الغرب وفي المقدمة أمريكا مع ثورات الربيع العربي وقال صناع القرار في الغرب أنهم لا يمانعون أن يحكم الإسلاميين وهم سيدعمون ذلك

• النقطة الأخرى الأكثر أهمية حول الفيلم الجريمة والحقارة هي أن هناك مطابخ استخبارتية تريد تنفيذ أجندات محددة تخدم مصالح الغرب من خلال التواجد العسكري والأمني بعد إظهارنا نحن المسلمين إننا إرهابيين وغوغائيين نمارس العنف وليس إننا عبرنا عن مواقفنا المحتجة عن المكانة المقدسة التي نضع فيها نبينا وحبيبنا رسول الله ونرفض الإساءة إليه ويتم التركيز على المواقف والتصرفات التي تمارسها الجماعات الدينية المتطرفة التي ترفض كل ما هو غير إسلامي ولا تقبل الحوار "بالتي هي أحسن" وتجد مثل هذه الإساءات مناسبة لتهييج الشارع نحو رفض ما حدث ولكن بطريقة غير حضارية" قتل سفراء واقتحام سفارات وإنزال أعلام الدول وتكسير وحرق ونهب ومناظر نهب " دبات الغاز وأجهزة الحاسوب والكراسي " مناظر مقززة ضدنا والهتاف بالشعارات ضد أمريكا والغرب" عداء سافر ونقل ميكانيكي لشعارات غيرنا ولهذا قرأنا تصريحات وتحذيرات تؤشر أن هناك نية مبيتة لإرسال قوات أمريكية إلى بعض الدول سواء الأمر تعلق بمكافحة الإرهاب أو بحماية المصالح فجاءت عمليات اقتحام السفارات الأمريكية في الدول التي تفجرت فيها ثورات الربيع وجرى تغيير قادتها وأنظمتها المستبدة في ليبيا ومصر وتونس اليمن وقرأنا أن هناك بوارج وسفن حربية أمريكية قبالة ليبيا وتحليق طائرات استطلاع أمريكية صغيرة الحجم بدون طيار علي مدينتي بنغازي ودرنة الليبيتين في إشارة إلي الأهداف المراد تدميرها وهناك توقعات بضربات جوية وتم إرسال قوات أمريكية وتعزيزات من المارنيز لحماية سفارات أمريكا في مصر و اليمن والسودان والمصالح الأمريكية وفي كل دولة من الدول التي تم فيها اقتحام السفارة الأمريكية مختلفة والقوى المناهضة لأمريكا التي تريد أمريكا والغرب تحجيمها في هذه الدول مختلفة وبالتالي قرأنا عن تسهيلات قدمت للمحتجين بالوصول إلى السفارات الأمريكية في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا ونشرت الصحف والمواقع الإليكترونية أخباراً وتقارير صحيفة تؤكد أن هذا الطرف أو ذاك كان وراء تقديم تسهيلات لاقتحام السفارات الأمريكية.

• هكذا انتقلت الأوضاع من قضية فيلم حقير وسخيف مسي للرسول الكريم كان يمكن الاحتجاج والتنديد ورفع دعاوي قضائية دولية والمطالبة بمحاكمة من وراء الفيلم الحقير والمستفز والمطالبة بقوانين دولية لتجريم الإساءة للأديان إلى أبعاد أخرى سياسية واقتصاديه وعسكريه فإرسال أمريكا لمدمرتين بحريتين محملتين بصواريخ التوماهوك يحمل في طياته تهديدا عسكريا لمصر وليبيا وإرسال قوات مارنيز رجال ونساء إلى السودان واليمن والترويج لذلك يهدف إلى استفزاز الجماعات الإسلامية لمعرفة حجم تطرفها أو دفعها إلى التطرف وهذا الكلام لا يؤخذ هزلاً بل أن أمريكا والغرب عموماً جادون في تحجيم قوى معينة ومحددة في دول الثورات العربية يرونها تشكل خطراً على مصالحهم وفي كل دولة هم يعرفون ما من هذه القوى؟ وما حجمها ؟وأين أماكن تواجدها؟ فسفرائهم يومياً يرفعون غليهم التقارير التي توضح حجم هذه القوى ونشاطها المعادي لأمريكا والغرب وهم يبحثون عن مبررات فيتم خلق المبررات أولا للوصول إلى العمل العسكري والتأديب وهذا بالضبط ما نلاحظه ففي اليمن يتم الحديث بأن الحيثيين وبقايا النظام وقوى متحالفة معهما هي وراء اقتحام السفارة الأمريكية وتقديم التسهيلات والدفع بالناس والتقصير في حماية السفارة وفي مصر قيل أن بقايا النظام السابق وراء تقديم تسهيلات وضخ أموال والتحريض لاقتحام السفارة الأمريكية وفي ليبيا قيل أن المتطرفين وأعداء الغرب وراء قتل السفير الأمريكي وصحبه وانه تم التخطيط لذلك بشكل مسبق وفي تونس يجري الحديث عن تغول السلفيين أعداء الغرب وفى الوقت ذاته أكد العديد من المحللين السياسيين أن كثيرا مما حدث مصطنع ومرتب له لإثارة الفوضى والإنفلات الأمني للوصول إلى تنفيذ أجندات وأهداف محددة تخدم الغرب والمصالح الغربية وفي مقدمتها الأمريكية و حلفائها في المنطقة من خلال تحجيم وتقزيم القوى المناهضة لأمريكا والغرب سواء في مصر أو اليمن أوتونس أوليبيا.