الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٦ صباحاً

رحـــمـــة الــلـــه علـــيــك يــا أبــي ...

عماد سيلي
الثلاثاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يقولون أن الانسان لا يشعر بطعم الابوة إلا إذا تزوج وأنجب أولادا ,
فكيف يطعم الأبوة من مات أبوه وهو لا يزال صغيرا ..... أقول أحيانا لو
كان أبي حيا لكنت بارا به ولكنت يده التي يبطش بها وسمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به .. يحزنني كثيرا_ فراقك أبي _ وأنا لازلت في طور
البراعم أما الآن فقد كبرت وليتك حيا لتراني قد كبرت ...
كما أنه يحزنني فراقك كذلك يسعدني كلام زوجتك عنك والتي هي أمي _حفظها
الله _تتكلم عنك وعن بطولاتك وعلو مقامك بين الناس وهذا من فضل الله عليك
, وقالت عنك أيضا أنك كنت عفيفا تأكل من عرق جبينك تجوب الارض ببضاعتك
لتبيعها وأنت على حمارك , وتضل تطوف وتطوف حتى تبيعها كلها لتطعمنا بحصاد
ذلك البيع الزهيد ليتك تدنوا قليلا لأتعلم منك بعض ماجهلت _أبي رحمة الله
عليك_ ما أريد الخوض فيه هو ذلك العقوق القبيح الذي لبسه الأبناء في وجوه
الآباء..
أيها الولد العاق كف عن عقوقك فأنت لاتدري جسامة ما تصنع ويحك ألا تدري
أنك سهر ذلك المسكين وعرقه , ألا تدري أنه لا ينام إلا إذا أشبع جوعك ,
ألاتدري أنه لا يعرف ليله من نهاره بحثا عن لقمة سائغة لك , لا يريدك أن
تشعر بتقصيره يريدك أن تراه مهابا قويا شجاعا في وجه الخطوب يفكر فيك
صغيرا ويفخر بك كبرا فلا تكن خطيئته تنبه أيها لما تقوله وتفعله وكن
لاباك يده اليمنى وسنده الذي يسند ظهره عليه إذا تحول عليه الحال وأضاقت
به الدروب إياك إياك أن تترك أباك فيتركك أبناؤك والجزاء من جنس العمل
وستذكر حديثي هذا_فرحمة الله تغشاك يا أبي_ بقلم عماد سيلي