الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٩ صباحاً

عندما تُختصر البلد في رموزها السيئون !!!

جلال غانم
السبت ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عندما فكرنا يوما ما أننا بُمجرد أن نثور لنفك القيود من معاول الحاكم المُستبد لم نكن نعلم أننا في كل يوم نُبروز طاغية وحاكم مُستبد في كل شبر وكل نافذة في هذه البلاد .

هذه الرموز التي أصبحنا مُدمنون عليها ليل ونهار بكثرة انتماءاتها العسكرية والقبلية والدينية والتي ألغت من الذاكرة أننا مُواطنون ننتمي إلى بلد حضاري إلى مُجرد قطيع نرفع رايات الطاعة والخنوع لخدمة مشاريعهم القبيحة والتي تقوم على مُعاداة المواطنة وتصغيرها وتجهيلها واختصارها في عِمامة شيخ أو في بزة عسكري لا يجيد القراءة والكتابة .

هؤلاء بكثرة تسمياتهم وانتماءاتهم لو أردنا أن نحصي ولو للتذكير فقط مُنجزاتهم وما قدموه للبلد أسوة بسوء الرئيس السابق سوف نجد أننا لازلنا في الطوابير الخلفية للشعوب والتبعيات التي ننشدها كل يوم تحت يافطات وشعارات ثورية وتشيجيفاريه مخلوطة بالعود اليمني والصنادل البيضاء التي نُدافع عنها بحُجج واهية ربما يضن البعض أنها جزء من الخلاص الحتمي التي سوف تُخلصنا من الجوع والفاقة والمرض .

هذه الثورة برزت فيها قُبح اليمني المناوئ لأي تغيير يمس مصلحة شيخه وقبيلته وحتى عصافيره المستعارة .

على سبيل المثال عندما تعرض الدكتور ياسين سعيد نُعمان لمُحاولة اغتيال لم تفكر أي وسيلة إعلامية فضائية إجراء مقابلة معه حتى يعرف ما يدور وراء كذب الصحف والمواقع التي تسترزق من وراء الأخبار الكاذبة لكن هذه الوسائل الإعلامية الفضائية كل يوم تطالعنا بمقابلة صحفية مع الشيخ فلان وزعطان وتناقش معه مفهوم الحداثة والتغيير واليوبيل الذهبي للقبيلة وما يُمكن أن تحدثه من نقلة نوعية في تحويل المُسمى من قبيلة إلى دولة صغيرة مصحوبة بالتهديد والوعيد لكل المناوئين لهذا الاتجاه .

البلد تُعاني اليوم من مرض عُضال ثقافي وفكري وسياسي مُعادي لفكرة التغيير بحُجة الحماية والخوف فترى الأحزاب تضرب بعضها ببعض والجماعات تضرب بعضها ببعض وكُلا يُكشر عن أنيابه بحُجة أنه المُنقذ والبطل وصاحب التاريخ الأبيض والعريق .

هذا الإلغاء الواضح لمُقومات الدولة والإنسان سوف تقودنا إلى قتل بعضنا بالخناجر والسكاكين تحت رحمة ومُسميات هذه الرمُوز التي تختصر أسم اليمن في طياتها وتحوله كُل يوم إلى رماد .

تحويل اليمنيين إلى مُجرد قرابين يتم ذبحهم وسلخهم لخدمة هذه الرُموز المستبدة أمر مرفوض بشكل حتمي

إن لم نتدارك طبيعة هذا الاختلال ومحاولة إيجاد التوازن المُمكن القبول به حتى لا يختل هذا السُلم الاجتماعي فإننا مع الغد سوف نسبح لكل الجرائم التي يمكن أن يحدثوها وسوف يقودونا بلا شك إلى التهلكة .