الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٧ مساءً

طريق الجنة ليس مفروش بالنوايا الحسنة

جلال غانم
الجمعة ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
الخطيئة الوطنية عندما تتحول إلى مصدر للتقديس لدى البعض - كما بقى قوم كنعان على قميص يوسف – يتحول معها الجلاد إلى ضحية إلى مناضل وإنساني وحنون ويدرك الجميع مقدار القُبح الذي يتمتع به هذا الشخص طوال فترة بقائه في مركزة وهذه الحالة تنطبق على واقع الحال السياسية اليمنية التي نقف على ساق واحدة خوفا من الوقوع الكُلي في بوتقة الفشل دون نُطق الوصية الأخيرة .

صراع قديم يتمدد على ظهر الحصان الوطني الذي يحاول الركض وهناك من يحاول كبح جماحه حتى يقع ويتعثر كي يسحق منا الكثير ويحرق الكثير من المراحل ويبدد ما يمكن بناءة بوقت وجيز وتتبخر أصعدة اللهب في كل الأماكن الآمنة كُل ذلك محاولة من هذه القوى لإعادة التموضع والتمركز وخلط الأوراق من جديد ورسم خارطة جديدة تشبه حالة من التكتيك النوعي في الأخذ والعطاء في مطالب الشعب تارة وإرهابهم تارة أخرى بقوة الحديد والنار .

هذه القراءة السريعة حسب ما تمخضت عنه الحالة الأمنية وتعقُد البعد الوطني في الوصول إلى قناعات جذريه في التغيير لدى القوى المتحالفة مع نفسها تارة ومع خُصوم ألأمس تارة آخري والتي تخشى من فُقدان ما كسبته خلال سنوات في وقت قياسي .

هذا التعثر تبدو ملامحه واضحة على كل الأصعدة الوطنية والتعمد على إحراق مرحلة الوفاق والشراكة القائمة على أساس المبادرة الخليجية لوضع هذه الحكومة أمام امتحان حقيقي في مواجهة حقيقية مع الشعب كي يقتنع بالحكم على الفشل الذي يعيشه المواطن والخُذلان الذي ممكن أن يعكس صورة تجميليه عن هذا التموضع القديم الجديد .

شرارة العودة إلى مربعات الأولى تنذر بكثير من المخاطر إن لم نقل أقلها تفكك المجلس الوطني لقوى الثورة وربما أخطرها تحلل اللقاء المشترك وفكفكة أذرعه الدينية والعسكرية وهندسة روحة المُحملة بطُهر جار عمر ومسخها وتحويلها إلى هندسة جينية سُلاليه فاشلة لقُوى الأحزاب المُفرغة من أي دور وطني قادم .

الجنة المنشودة أحيانا تتنافى مع قِيم الثورة المنشودة خاصة في هذه الأوقات الحرِجة وأغلب الطرق اليوم إن لم نقل كلها تؤدي إلى عودة مُخيفة لشكل نظام الحكم القديم بطابع ونفسٌ وطني جديد مُغلف بخطابات إنسانية وإسلامية نبيلة و(نوبليه) .