الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٧ مساءً

سبتمبر بين دهاليز التاريخ

ماجد عبدالله القطني
الاربعاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
حال اليمن قبل العام 1962 كان مخيفا غارقا بين ثالوث خطير من جهل ومرض والفقر المدقع مغيبا عن التاريخ واحداثه ضائعا في خريطة العالم

العالم وقتها كان يبحر في عااسلم التطور ملما جراحه بعد سنوات من الحرب العالمية الثانية مدركا بان التنمية والعلم والتتطور والحداثة هو الطريق الاسلم نحو عالم ومستقبل افضل وقتها اليمن وشعبه لا يدرك شيئا عن كل هذا عدا بعض عشرات تمنكوا ان يخرجوا خارج البلاد ام بحثا عن الرزق او طلبا عن العلم

شاهدوا ان العالم لم يزكن فقط ان تاكل اي شي وتنام بعد العشاء وسط عالم ضيق ولم يكن العالم فقط هو سوق المدينةاو سورها شاهدوا ان العالم طرقات وشوراع ومدن حضارية ومصانع وجيوش وسينما وفن وحداثةوسياسة

العالم موسسات تحكم ولم تكن اماما يملك ويحكم كل شي حتى الحجر والشجر

من خلالهم وكماهي الرواية التاريخية استطاعوا بالتعاون مع دول اخرى ان ايفجروا الثورة ورغم الصعوبات وبعد مرور سنوات من 1962 استطاعوا تثبيت الجمهورية الوليدة ومنذ اليوم من 26 سبتمبر استطاعت مكر السياسة والسياسين واطماع العسكريين وتصارع الدول والتصرع المناطقي والصراع المسلح وعدم الاستقرار بالحكم ان يحدث لهزة بعد الهزة لترتعش بها اهداف الثورة اليمنية ولتجعله يسلك طريقا غير الطريق حتى وصل لاكثر من مرة لطريق مسدود ولتضيع الثورة بين دهاليزالسياسة ...........

لم نشعر يوما بخيرات الثورة رغم عظمتها لان سياسين البلد عاشوا جل اعمارهم وهم يتصارعون من اجل كراسي زائلة ومصالح انية جعلوا كل البلد ساحه لهم انشغلوا بها وشغلونا بها وصرنا لا نكاد نلهث وراء ارزاقنا لنعيش بالحد الادنى من المعيشة عشنا الحرب بعد الحرب حتى وصلنا للعام 2011 لتكون فاصلة جديدة بحياتنا وبمستقبل بلدنا وبالرغم ان ملامح ثورة تمت في فبراير من العام ذاته حتى مضى شهر لتتلوث الثورة الطاهرة بمن كانوا هم مشكله اليمن منذ التاسيس وجعلوا الثورة تصفية حسابات وتحقيق مصالح ودخلنا دوامة جديدة وازيح راس النظام ليظهروا بعده رؤوس للنظام لتضيع كل الامال وتتبخر الاحلام وكان مصير اي ثورة باليمن ان تقع ببراثن هولاء وليتخيل للبعض انهم انتصروا ولكن لم ننتصر وانما دخلنا لائحة انتظار لثورة قادمة تحمل بطياتها مبادى الدولة المدنية التى حلم بها ابائنا قبل العام 1962
واستغرب حقا هل حال العرب ان يظلوا في حالة ثورة يهلكون الوقت وهم يتحدثون عن الثورة تلو الثورة لم نكفى عن الثورة لننطلق نحو البناء فالفرنسيون لا يتحدثون الا عن الثورة الفرنسية قبل اكثر من ثلاثة عقود ومثلها الثورة الامريكية وغيرها من الدول وبعدها سنوات وعقود وقرون من البناء حتى وصلوا لما هم عليه الان

ام العرب بلا استثناء فكل نص قرن ضروري من ثورة جديدة ليظلوا يتحثوا بها في كل وسائل الاعلام ولنعلق الاعلام ونشعل الشعله في ذكراها ونسطر بها طتب التاريخ بالمدارس كمانشاء وننعي كل من مات حتى قرن قادم انه كان من مناضلي الثورة فقد كنت ميقنا بان جيل سبتمبر واكتوبر قد رحل او كاد ينتهي لتقادم معظم من عاشوة ودخلنا لدوامة مناضلي الوحدة واليوم لدينا ثورة جديدة سنظل ننعي صانعوه وحتى لو لم يكونوا من صانعيها خلال العقود القادمة

كل ثورة وانتم بخير ايها الشعب الثائر وعساها تكون اخر الثورات