الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٦ صباحاً

قدًسوا الحياة حتى لا يحكمكم الطُغاة

جلال غانم
الاثنين ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
نظرية المؤامرة التي انتهجتها بعض التيارات المؤيدة لثورات الربيع العربي أخذت مساحة مخُيفة من عُمر الاحتجاجات التي شهدتها هذه البلدان وفي كل مرحلة فشل تقودها بعض هذه التيارات يتم كيل وإلصاق الفشل في التعاطي مع المرحلة بأنها من أسباب بقايا النظام وهذا الفشل ظهر جليا في التعامل مع شكلية الأزمات اليومية والتعاطي مع مسألة الإرهاب إضافة إلى التعاطي مع قضايا الفساد كل هذه المعطيات ولدت لدينا شعور جديد من الديكتاتورية في الحكم لدى النُخب الثورية الجديدة التي أخذت على عاتقها مسألة العداء ضد الطبقات اليسارية والمتنورة والمطالبة في المزيد من مساحة الحرية إضافة إلى توسعة بوح الكلمة والتمثيل الديمقراطي الحقيقي في هذه البلدان .

اليمن واحدة من هذه الدول التي تم التضييق على حُرية الرأي في عهد الثورة أكثر من العهد البائد فخلال الفترة الانتقالية للثورة وفي العُمق الثوري المطالب بتحرير الثورة من نظام العسكر تم ارتكاب مئات الانتهاكات الصحفية والحقوقية للناشطين والصحفيين وكُتاب الرأي بسبب صوتهم المسموع وهذه الارتكابات للأسف أغلبها تم ارتكابه من قِبل القوى المؤيدة للثورة والتي شعرت بحجم الخطر للمد الذي يمكن أن يكسر شكل النظام القديم والقوى التي شاركته وتقاسمت معه حصص السلطة طوال عُقود من الزمن .

نظرية المؤامرة هذه التي تنسب كل كارثة وطنية على الآخر لان الكل يعرف أن هذه الكوارث الوطنية هي من صنعهم ونحن من ندفع ثمنها بمقاومتنا لحالة الواقع الرافض لكل أشكال التغيير .

غياب الديمقراطية الحقيقية للقوى المسيطرة وعدم امتلاكها روح التغيير الحقيقي بقدر ما هم حُراس معابدهم التي بدأت تتفتت من حالة الصدى الذي بدا يضرب عٌمقها المتآكل .

غياب الحُرية الفكرية والعقلية وعدم والانفتاح على القضايا الوطنية النتيجة سوف تكون صياغة المعادلة الوطنية وفق تغيير القيادات والأشخاص وبقاء الروائح وخازنات قوى البارود هي من تحكم ولو في الظل .

هذه الأسباب ابتداء من أسلمه الثورة وجر العسكر إلى محيطها بل إلى عُمقها وتشابك الفكر المؤيد والمعارض والمسيطر والمقصي أدى إلى وصولنا إلى حالة من اللا وعي , حالة من اللا قراءة لمجريات الواقع الذي يتفتت تحت ضربات الرصاص والقوى غير المدنية .

في ظل هذا الظرف التاريخي فضل الشباب والوطنيين والأنقياء من الشوائب الحزبية التي تتصاعد روائحها الكريهة كل يوم أن يظلون ينشدون ما قاله الكاتب والفيلسوف اللبناني الراحل جبران خليل جبران

( قدًسوا الحياة حتى لا يحكمكم الطُغاة ) .