الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٨ صباحاً

حينما يكتسي رأسي البياض

يوسف قفطان الشراونة
السبت ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
ماذا يتبقى للأنسان ليبدأ من جديد ، يحاول يائسا يبوء بالفشل بالتأكيد ، لن يتبقى له الكثير ليبدأ من جديد بل ما تبقى الا القليل ، يتساءل مستغربا ما الذي حققته في الأعوام الطويلة الماضية وهل بقي متسعا للبدء من جديد .

ولماذا سيبدأ من جديد بعد كل هذا العمر .

يقول يائسا: ما لم أستطع أن أحققه في شبابي ، هل سأتمكن من تحقيقه في شيخوختي ؟ يصك أسنانه ويطوي تجاعيد وجهه ويضع يده على شعره لعله يتماسك قليلا خوفا من أن يجره اليأس في الظلام ويقع متمددا ، تسحقه بعض الذكريات .

يقولون له مخففين عنه لا بل محاولين : هذا التقدم في العمر محتوما على الناس جميعا لا عليك وحدك .

هو لا يتأسف على سني عمره التي كتت كما كتت شعر طفل أصيب بالسرطان إنما على قلة حيلته وبأسه طيلة هذه السنوات هو لا يتأسف على هذا العمر الضائع بل على أنه لم يستطع أن يحقق ما حققه مثيلوه في الشباب أن يحققه لا في شبابه ولا في شيخوخته حتى .

طفرة ضاقت ذرعا بالمكان

شجن إضمحلال أفكار مقعد لا بل معوق مشلول الحركة واللسان بنصف عقل يقاسي فقدان نصفه الثاني من خذلان

تتشنج عضلاته يتوه يضيع في غيبوبة طويلة نصف قاتلة .

ما أصعب أن تعتقد أنك ابن ستين عاما وأنت أبن ثلاثين ، فمن أين جاءت ثلاثون عاما أخرى .