الجمعة ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٩ صباحاً

التغيير .. لا التمديد

عباس الضالعي
الاثنين ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
التسريبات المتداولة عن النية لتمديد فترة الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي إلى أربع سنوات – ان صح- هو خروج على الشرعية الشعبية والعقد الذي بين الشعب والرئيس الانتقالي هادي

وإذا ثبت صحة هذه التسريبات فإنها بشارة سيئة من الرئيس هادي وبداية غير موفقة لان طلب التمديد غير منطقي في ظل البرود من الرئيس في أحداث تغيير في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية

فالتمديد حاليا يعني تمديد المآسي وترحيلها الى ما شاء الله من الوقت ، والتمديد يعني بقاء سياسة المخلوع صالح قائمة ولم نغادرها .

ولا أتوقع أن الرئيس هادي وهو صاحب العقل الراجح والحكيم والرجل الصبور الزاهد في الحكم قد طلبها لنفسه ، وأتوقع -ان كان هذا صحيحا – أنها جاءت او ربما محاولة كمقترح من فلول نظام المخلوع او من بعض المتزلفين ، لان الواقع يحكي ان الفترة التي قضاها الرئيس الانتقالي هادي في الحكم رئيسا انتقاليا تجاوزت ربع الفترة الانتقالية ولم يحدث تغييرا حقيقيا نشكره عليه ، وما حصل هو عبارة عن تغيير على طريقة تحريك حبات الشطرنج ، نقل زيد مكان عمرو وفلان يحل مكان علان وهي التغييرات التي كان يعتمد عليها الرئيس السابق / الحاضر ، وهذا لا يسمى تغييرا وإنما تبديل وتحريك وتجريب وتدوير لان الرجل الذي يتطلب تغييره من موقع عجز عن تأدية واجباته الوظيفية وتجاوز حدود القوانين واللوائح يسمى هذا رجل فاشل أو فاسد والمطلوب هو استبعاده بالجملة ليحل محله رجل ذو كفاءة ومشهود له بنظافة اليد والجيب ، والمطلوب هو استبعاد الشخصيات الأثرية والمحنطة والهلامية من المواقع القيادية في كل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية وأمنية بعضها يذهب إلى التقاعد وفق القانون والبعض يذهب للجلوس في المنزل والبعض الآخر الى السجون وفق القانون أيضا ، وان يحل محلهم دماء جديدة التي أصبح
من الضروري ضح دماء جديدة إلى جميع مرافق الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية والسلك الدبلوماسي تماشيا مع طبيعة المرحلة الحالية مرحلة بناء يمن جديد ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبنى اليمن الجديد بالفاشلين والفاسدين والمجربين ومن دخلوا للوظيفة من باب الإكرامية أو المغنم

اليمن الجديد يحتاج رجال هدفهم الأول والأخير هو بناء اليمن على أسس ثابتة لا أن يكون هدفهم هو ( التكويش ) على الثروة والمال العام وبناء ذاتهم ومصالحهم هذا النمط من الفهم للوظيفة العامة هو الذي دعي الملايين من اليمنيين للخروج في ثورة عارمة ،

ومطلب التمديد الذي نسمعه هذه الأيام يجعلنا أمام استحضار واستقدام للمرحلة المأساوية لأكثر من ثلاثة عقود خلت لتحل محل المرحلة التي سعي الشعب من اجل الوصول اليها وهي مرحلة التغيير ، التغيير الذي سلم أمانته الشعب الى الرئيس الانتقالي هادي ، وهو لا زال محل ثقة هذا الشعب وهو جدير بهذه الأمانة أن خلع عن نفسه جلباب صالح المخلوع ، وان يغادر شخصية النائب عبد ربه !! الذي عمل بوظيفة حامل "مقص " وناقل التحية لفخامة الرئيس ، ويلبس شخصية الرئيس الشرعي المنتخب ليكون الرئيس عبد ربه منصور هادي صاحب الشرعية الحقيقية ولأول مرة في تاريخ الحكم في اليمن الحديث ،

عبد ربه منصور الذي بدا لنا كزاهد عن السلطة لا نريد له أن يطلب أو يقبل بالتمديد لان من يقف وراء فكرة التمديد لا يريد منها خيرا وإنما مزلفة أو مطب صناعي للرئيس الانتقالي هادي ، اترك مسالة التمديد للشعب الذي سيمنحها طواعية لك أيها الرئيس حين يرى واقعا ملموسا قد تغير ، ويرى فيك الأمل والأمان على مستقبل هذا البلد

يجب على الرئيس هادي أن يغتنم الفرصة ويحجز مكانة له في تاريخ الشرفاء والأوفياء والأبطال كل هذا أمامك منظورا وتستطيع أن تسجل لنفسك مكانة مرموقة بين صفحات البؤس والظلم والحرمان ،، نرجوك ان تفهم وتحجز لك هذا المكان ولك منا حق التمديد .. لا التوريث ..