الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً

ضربة معلم للرئيس هادي في اختيار نائبه

منير الماوري
الاربعاء ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٥٠ مساءً
ضربة معلم حقيقية سوف تحسب للرئيس عبدربه منصور هادي وترفع شعبيته إلى عنان السماء بما يعينه على وضع قراراته موضع التنفيذ الفوري مهما كانت صعوبتها لو أنه فكرا مليا بإيجابيات اختيار المهندس السفير عبدالرحمن محمد الحمدي نائبا له.

وحسب معلوماتي المحدودة عن الرئيس عبدربه منصور فإن الرجل يبدو متعمقا لدرجة كبيرة في تفاصيل التفاصيل المتعلقة بالمجتمع اليمني شمالا وجنوبا، ولكننا كنا نتمنى ألا تعميه التفاصيل عن الاستعانة بسلاح شعبي فتاك يفوق في فعاليته كل خزائن الأسلحة المحلية والمستوردة التي يمكن أن يستعين بها الرئيس لوضع قرارته موضع التنفيذ، وهذا السلاح هو الحب الكبير الذي يحظى به شقيق الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي في أوساط اليمنيين شمالا وجنوبا، علاوة على قدراته السياسية وعلاقاته الدولية الواسعة والأهم من كل ذلك رؤيته الثاقبة وتحليله الصائب دوما لمجريات الأمور داخل اليمن وما جاورها.

وقد يكون للرئيس عبدربه رؤيته الخاصة أو مرشحه الخاص لمنصب نائب الرئيس ولكن ليس هناك ما يمنع ان يكون هناك أكثر من نائب بل لماذا لا يكون هناك عددا من النواب للرئيس من المستقلين والحزبيين حيث أن المرحلة التي تمر بها البلاد هي من المراحل الفاصلة في تاريخ اليمن ويجب على الرئيس ألا يستغني أبدا عن الأيادي والعقول التي يمكن أن تعينه على انقاذ البلاد وانقاذ تاريخه الشخصي المهدد بالخطر.

لا أعتقد ابدا أن الرئيس لا يعي أهمية الدور الذي يمكن ان يقوم به شخص بمكانة عبدالرحمن الحمدي، ولكن الإغراق في التفاصيل الصفيرة يشغل الزعماء أحيانا عن الالتفات نحو العناوين البارزة.

لقد كان من العيب على مؤسسة الرئاسة وعلى مستشاري الرئيس أن يغيب اسم الحمدي عن اللجنة التحضيرية أو الفنية للحوار الوطني وقد لا أبالغ إن قلت أن اللجنة الحالية فقدت نصف مصداقيتها ونصف قدراتها بسبب خلوها من اسم الحمدي رغم أن هذا الاسم مازال في نظر قطاع واسع من اليمنيين أكبر وأسمى من كل اللجان والمسميات، ولكننا نأمل مستقبلا أن نرفع من مصداقية هذه المسميات بهذا الاسم الحبيب على قلوبنا، وقد يكون المسمى نائب رئيس أو نائب رئيس وزراء أو غير ذلك ولكن الأهم من كل ذلك هو الدور العظيم الذي يمكن ان يقوم به شقيق الرئيس الراحل تحت أي مسمى اعتمادا على الكفاءة والمؤهلات التي يتمتع بها إلى جانب المكانة السياسية والشعبية الكبيرة والحب الذي يستمده من حب الناس لشقيقة الشهيد الذي قدم حياته من أجل رخاء وسعادة ووحدة أبناء اليمن ومازال مشروعه قائما حتى اليوم.

وأستطيع أن أؤكد نيابة عن محبي الشقيقين ابراهيم وعبدالرحمن الحمدي أننا كنا نتفهم عزوف المهندس عن لعب أي
دور سياسي لصالح النظام السابق احتراما لتاريخ شقيقه وتاريخ اسرة الحمدي وتاريخ اليمن ككل، ولكننا لا نعذر المهندس عبدالرحمن الحمدي أبدا أبدا أبدا لو رفض القيام بدور سياسي في هذه المرحلة التاريخية الحساسة أو أبدى ترددا في إعانة الرئيس الجديد على وضع قرارته موضع التنفيذ.

نحن على ثقة بأن عبدالرحمن الحمدي لا يتبنى أي موقف سلبي من الرئيس الجديد، ولكننا نتمنى على مستشاري الرئيس ألا يقفوا حجر عثرة بين الرئيس وبين المخلصين لليمن من أبناء اليمن لأن الأعداء يتكالبون والأصدقاء بدؤوا ينفرون.