الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٣ مساءً

ياشباب التغييرلاتفقدوا البوصلة !!!

د . عبد الملك الضرعي
الاربعاء ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
في يمن الإيمان والحكمة كما في عدد من الدول العربية خرج الشباب رفضاً للظلم والإستبداد وبحثاً عن وطن يتساوى فيه أبناء الشعب أمام النظام والقانون ، خرج الشباب رفضاً للفساد الذي أصاب مختلف مؤسسات الدولة ، وعلى الرغم من أن الثورة الشبابية كانت بوادرها في مناطق مختلفة من اليمن مثل محافظة عدن وتعز وغيرها إلاَّ أن ساحة التغيير بصنعاء كانت الساحة المركزية التي تقود بقية الساحات ، وساحة التغيير بصنعاء قصتها بدأت بخروج طلاب جامعة صنعاء مطلع2011م ضد الفساد المستشري في جامعتهم.

إن الإشكالية التي خرج من أجلها الحراك الجنوبي وشباب التغيير ثم بقية الشرائح القبلية والمدنية والعسكرية هي إشكالية الفساد سواء كان فساداً سياسياً أو مالياً أو إدارياً وحيثما وجد في المؤسسة العسكرية أو المدنية ، وبالتالي فخيار مواجهة قوى الفساد أصبح خياراً وطنياً لارجعة فيه ، ولأجلة تساقط الألاف من شباب الثورة بين شهيد وجريح ولم تفرق رصاص الطغاة بين مكونات قوى التغيير فسقط الإصلاحي جوار المستقل وجوار الإشتراكي والناصري وغيرهم ، وسقط إبن المحافظات الشمالية بجوار إبن المحافظات الجنوبية فالمشهد كان إصطفافاً وطنياً في مواجهة قوى الفساد والإستبداد بمختلف تواجهتها ومناطقها.

إن نجاح خيار التغيير ومواجهة قوى الفساد لن يأتي أبداً عبر تصاعد الخلافات في الساحات وتخوين بعض المجموعات لبعضها ، الغريب أن الخلاف الناشب بين بعض شباب الساحات جاء في وقت لازال فيه جسم السلطة الإستبدادية قائماً ، بل حتى سقوط رأس السلطة لازال سقوطاً مجازياً ، فلازال رأس السلطة السابقة رئيساً لحزب يشكل نصف الحكومة وأغلبية مجلس النواب والشورى إلى غيرها من مؤسسات الدولة ، وبالتالي فالحقيقة المؤكدة أن الثورة لم تنجز أي من أهدافها المتعلقة بإسقاط رموز الفساد وبالتالي لازالت قوى الفساد تمارس فسادها في مختلف مؤسسات الدولة دون خوف ، والشواهد على ذلك كثيرة ومن ذلك مثلاً صدورت توجيهات مخالفة للقانون من الرئيس السابق والخاصة بالتعيينات الأكاديمية منذ أربع سنوات والمعروفة بإسم (مكرمة رئيس الجمهورية) والمخالفة للقانون، وعلى الرغم من تغيير رئيس الجمهورية والحكومة إلاّ أن تلك التوجيهات لازالت تنفذ في جامعة صنعاء وسائر جامعات الجمهورية في عامنا الحالي2012م ، وبالتالي فكل جهات الفساد المشاركة في هذه العملية لازالت تتبع الرئيس السابق بصورة غير مباشرة ، ولو كان الأمرغير ذلك لما تمت التعيينات المخالفة والتي كتب في محاضر الأقسام ال
علمية بالنص (بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية؟؟؟) طبعاً الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي لم تصدر له مكرمة حتى الآن ، وبالتالي تلك الإجراءات تمت بتوجيهات الرئيس السابق فهل يجهل لوبي الفساد حدوث الإنتخابات الرئاسية ووجود رئيس جديد؟؟؟ هذا السؤال نأمل منهم الإجابة عليه .

لقد ظهرت في ساحات التغيير والحرية على مستوى الجمهورية خلافات وشعارات تحيد عن مركزية أهداف شهداء الثورة بمختلف إنتماءتهم ، نود التأكيد لشباب الثورة الحزبي والمستقل أن نجاح خيار التغيير والوفاء لشهداء الثورة يستدعي وضع إستراتيجية جديدة للخطاب الإعلامي بين شباب الثورة ، ونوجه الدعوة لكل الكيانات الثورية لتوقيع ميثاق شرف يجرم الخروج عن ألأهداف الإستراتيجية للثورة الشبابية ، وتؤكد على توحيد الفعل الثوري.

أخيراً نقول لشباب التغييرالأبطال أن ثورتكم تفقد بوصلة الإتجاه في الوقت الراهن ، فالخلافات الراهنة والإتهامات بالعمالة والإندساس وو...إلخ كل ذلك تشتيت يفقد بوصلة الثورة إتجاهها الصحيح ومن ثم يفقد الثورة زخمها ويضعف من الإلتفاف الشعبي حولها ، لذا ندعو شباب التغيير لإعادة النظرفي طبيعة الخلافات الراهنة التي تعزز من نفوذ قوى الفساد وتعطيها الأمان ومن ثم التأثير السلبي على مسار حركة التغيير اليمنية ، أملي أن تلتقي قيادات التكتلات الثورية وتتدارس عيوب وكبوات الأشهر الماضية ، ونحن على ثقة أن لدى الشباب الخبرة السياسية والرؤية الثاقبة التي إكتسبوها خلال عامي2011و2012م والتي تمكنهم من وضع تصورات المرحلة المقبلة دون تدخل من أحد ، يقيننا أن شباب الثورة حزبيين ومستقلين حريصين كل الحرص على مستقبل الوطن والوفاء لشهداء الثورة ، وأي حساسيات أو خلافات ترسبت خلال فترة الترهل الثوري المصاحبة للمبادرة الخليجية ، يمكن أن يتم تجاوزها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التي تساقط لإجلها الألاف من الشهداء والجرحى ، نكرر الدعوة لكل مكونات الثورة الشبابية للتواصل والتحاور لإعادة توجيه بوصلة التغييرنحوأهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية.